نبض أرقام
08:26
توقيت مكة المكرمة

2024/07/12
2024/07/11

هل الوقت ينفد من صناعة الساعات السويسرية؟

2018/03/14 أرقام

اعتمد الكثيرون على الساعات حتى وقت قريب من أجل معرفة التوقيت، ولاقت الساعات السويسرية بشكل خاص رواجا بين المشاهير والأثرياء لدقة صناعتها وجودتها، ولكن مع ظهور الجوال واحتوائه على الكثير من الخواص مثل معرفة التوقيت والتاريخ وغير ذلك، تغيرت المفاهيم وقل الطلب على ساعات اليد.

 

ويريد المسؤول التنفيذي في صناعة الساعات السويسرية – "جان كلود بيفر" الذي يقود مجموعة "VMH Moët Hennessy" –  تغيير المفاهيم مرة أخرى في ظل تحول الأجيال الأصغر سنا بعيدا عن ساعات اليد قبل فوات الأوان.

 

أكد "بيفر" على أنه لاحظ في الآونة الأخيرة عدم وجود اهتمام لدى الشباب لشراء الساعات، فالتوقيتات متاحة في كل مكان، وبالتالي، لن تهتم هذه الأجيال بالنظر إلى أيديهم لمعرفة الوقت.


ووفقا لتقرير نشرته "وول ستريت جورنال"، فإن مسؤولي صناعة الساعات في سويسرا يبحثون عن حل لهذه المشكلة وكيفية إقناع المستهلكين الشباب بالإقبال على شراء الساعات خاصة مع تطوير شركات تكنولوجية مثل "آبل" ساعات ذكية لا توفر معلومات عن الوقت فقط بل أيضا عن أنشطة حياتية وصحية.

 

ضعف الطلب

 

- بدأت المخاطر التي تواجهها صناعة الساعات السويسرية منذ تراجع الطلب بشكل كبير عام 2015 خاصة من الصين، وهبطت صادرات الساعات السويسرية بنسبة 13% عالميا بين عامي 2014 و2016، بينما ارتفعت في 2017 بنسبة 2.7%، لكنها لا تزال ضعيفة بشكل كبير.

 

- أدى هذا الضعف في الطلب إلى تسريح مئات العمال في شركات الصناعة السويسرية وإعادة شراء آلاف الساعات الباهظة التكلفة التي لم يتم بيعها للاستفادة من المجوهرات الثمينة والمكونات المعدنية التي دخلت في صناعتها.

 

- اعترف مسؤولون بأنه من غير المرجح إعادة ربط صناعة الساعات بالشباب لتغير ثقافتهم بشكل كبير نحو منتجات التكنولوجيا الأخرى.

 

- وضع "بيفر" استراتيجية طموحة من أجل إنعاش صناعة الساعات في سويسرا على حساب بعض التقاليد العتيقة التي تعرفها الأجيال القديمة عن هذا المنتج.

 

- استعان "بيفر" في مجموعته بحملة تسويقية طموحة تعتمد على وجوه عالمية معروفة يقبل عليها الشباب للترويج للساعات السويسرية مثل فناني الموسيقى والغناء.

 

- اعتمدت الحملة التسويقية على الربط بين القديم والحديث من خلال الاحتفاظ بالجودة والتحول نحو العصرية، ويرى "بيفر" أنه من أجل جذب الشباب لشراء هذه الساعات، يجب التحدث بلغتهم ومعرفة اهتماماتهم وربط هذه الاهتمامات بالصناعة.

 

- اختار "بيفر" الفنان الأمريكي "Jay-Z" سفيرا للعلامة التجارية لساعات الشركة عام 2011، وأطلق اسم هذا المطرب على نسختين الأولى سوداء اللون بسعر 17.9 ألف دولار والأخرى من الذهب الأصفر بسعر 33.9 ألف دولار، وطرحت 350 نسخة من هاتين الساعتين تم بيعها بالكامل.

 

- لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد تم الاستعانة لاحقا بممثلة شهيرة كي تكون سفيرة لساعات جديدة تطرحها الشركة، وكان التركيز على شخصيات يهتم الشباب بمتابعتها.

 

 

منافسة تكنولوجية

 

- تعرضت صناعة الساعات السويسرية لتحد كبير يكمن في القطاع التكنولوجي حيث طرحت "آبل" ساعة ذكية عام 2014 يمكنها تصفح البريد الإلكتروني ومراقبة الأنشطة البدنية وكانت بسعر لا يتخطى 400 دولار فقط.

 

- رأى "بيفر" فرصة سانحة في ذلك، حيث تحولت بعض الشركات السويسرية نحو صناعة ساعة ذكية هي الأخرى لمنافسة "آبل"، وبالتالي، تقل المنافسة في صناعة الساعات الميكانيكية الفاخرة.

 

- من بين تلك الشركات "TAG Heuer" التي استعانت بمهندسين ومبرمجين من "جوجل" لإطلاق نظام تشغيل لساعتها الذكية الجديد بالتعاون أيضا مع "إنتل".

 

- أشار "بيفر" إلى أن هذه الشركة قد فقدت ميزة في صناعة الساعات وهي "صنع في سويسرا" العبارة التي ثبتت أقدامها من عشرات السنين في تلك الصناعة، حيث إن "TAG" استعانت بمكونات تقنية من خارج البلاد لصناعة ساعتها الذكية.

 

- حاولت شركات سويسرية الجمع بين صناعة الساعات الميكانيكية التقليدية والنسخ الذكية، واستعانت بتجربة "بيفر" في توظيف سفراء من المشاهير للترويج لمنتجاتهم بين فئة الشباب.

 

- لم تقبل جميع الشركات على صناعة ساعات ذكية بتقنيات خارجية، بل إنها طورت أنظمة تشغيل خاصة بمنتجاتها لعدم فقدان عبارة "صنع في سويسرا".

 

تكيف وإعادة هيكلة مع الوقت

 

- مع الوقت، تحول "بيفر" إلى التكنولوجيا الحديثة لمواجهة تهديداتها على الصناعة، وأعادت شركات أخرى هيكلة نفسها للبقاء واتجهت لخفض الإنتاج والتسويق لإبداعات في التصميم ومجوهرات ثمينة وإلكترونيات دقيقة في منتجاتها.

 

- ركزت تلك الشركات على صناعة ساعات عالية الدقة والتعقيد رغم أنها ميكانيكية، وحاولت التركيز على المسوقين الصينيين لدفع النمو رغم مواجهة تحديات في الأسواق الأمريكية والأوروبية واليابانية.

 

- يرى بعض المستهلكين عدم الحاجة لشراء ساعة سويسرية بآلاف الدولارات في الوقت الذي يمكن شراء أغراض أخرى كثيرة بهذا المبلغ لا سيما أن الكثير من المشترين في السوق الأمريكي على وجه الخصوص لا يعرفون الفارق الكبير بين الساعات السويسرية وغيرها.

 

- عندما يحاول مستهلكون من فئة الشباب شراء ساعات، يتجهون غالبا خارج سويسرا بسبب ارتفاع تكلفة منتجات الأخيرة، وتمكنت شركات مثل "شينولا" من جذب المستهلكين الشباب لشراء ساعة يقل سعرها عن ألف دولار.

 

- استعانت شركات الساعات بوسائل التواصل الاجتماعي لمحاولة  لفت أنظار جيل الألفية الجديدة كما طور منتجون سويسريون من شكل الساعات الميكانيكية مثل استلهام تصميماتها بناء على أفلام شهيرة أو شخصيات بارزة.

 

- قال "بيفر" إنه من الصعب عليه وهو في عمر الثامنة والستين فهم شباب الألفية الجديدة، ولكنه أكد على محاولة التعلم والفهم لمواكبة أفكارهم واهتماماتهم الأمر الذي سينعكس إيجابيا على الصناعة.

 

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة