لم يمر الوقت طويلا منذ الإعلان عن تكنولوجيا ثورية ربما تشكل حلولا في العديد من المشاكل التي تواجهها قطاعات مختلفة لا سيما مع تزايد أنشطة القرصنة الإلكترونية واختراق البيانات والقوى الاحتكارية، هذه التكنولوجيا هي "بلوك شين" التي ذاع صيتها بالتزامن مع نهوض سوق العملات الرقمية، وفقا لتقرير نشره المنتدى الاقتصادي العالمي.
أوضح المدافعون عن "بلوك شين" أنها تعد بمثابة نهضة واعدة لزيادة الخصوصية والشفافية والكفاءة والتنافسية وخفض التكاليف في الأنشطة التجارية والمالية والبيروقراطية كما رآها البعض تعزيزا للديمقراطية نفسها، بينما رأى المعارضون أنه من السابق لأوانه الحكم عليها في مجالات مثل اللوجيستيات والإدارة، فإلي أي مدى ستصمد "بلوك شين" أمام الضغوط؟
استكشاف الاستخدامات
- رغم التقدم الملموس في التكنولوجيا، إلا أن هناك مخاوف متزايدة بشأن استهلاكها للطاقة حيث قيل إن "بتكوين" تستهلك 0.25% من كهرباء العالم وتستهلك أنشطة تعدين عملات رقمية أخرى كـ"إثيريوم" و"الريبل" الكثير من الكهرباء.
- شهدت أنشطة تعدين "بتكوين" وأخواتها العديد من الحوادث من القرصنة إلى السرقة إلى غسل الأموال عبر تكنولوجيا لم تتطرق إليها التشريعات والقوانين بعد.
- على أثر ذلك، تطرح "بلوك شين" تساؤلات هامة تحتاج لأجوبة مقنعة سواء بالنسبة للمؤيدين أو المعارضين لوجودها.
- أدرك الرواد في تطبيقات "بلوك شين" هذه المخاطر وحاولوا صياغة إجراءات تنظيمية لحماية المستهلكين والمستثمرين في العملات الرقمية.
- على مطوري "بلوك شين" ومستكشفي استخداماتها التأكد من جني الثمار لهذه التكنولوجيا الواعدة والتغاضي عن المخاطر المرتبطة بها خاصة في أنشطة العملات الرقمية.
- أطلقت العديد من المبادرات الداعمة لـ"بلوك شين"، ولكن لم تهتم أي منها بتأثيرها على المجتمعات والبيئة فضلا عن استهلاكها الحاد للكهرباء.
- في الأشهر الأخيرة، تم إطلاق العديد من مشروعات "بلوك شين" في قطاعات وخدمات مالية ومصرفية لبيان مدى الاستفادة من التكنولوجيا، من بينها الاحتفاظ بسجلات العملاء ومراقبة الخدمات والمنتجات المختلفة وتعزيز الثقة لدى المستهلكين.
الحوكمة والتشفير
- رغم العديد من التطبيقات، إلا أن الكثيرين لم يتحدثوا عن تأثير شفرات "بلوك شين" نفسها، ومن بين التساؤلات المطروحة: "هل سيكون من المناسب استخدام "بلوك شين" من جانب الأشخاص الساعين لتحقيق العدالة الاقتصادية وتكافؤ الفرص؟ هل سيكون من العدل استغلالها في مشروعات خفض انبعاثات الكربون رغم أنها تتسبب في زيادة هذه الانبعاثات بفضل استهلاكها الضخم للطاقة؟"
- تتركز غالبية مشروعات "بلوك شين" على أنظمة الحوكمة والتشفير التي صممت دون مراعاة المصالح العامة.
- لحسن الحظ، هناك العديد من المشروعات المدعومة بـ"بلوك شين" تدرك هذه المخاوف وتأثيراتها الاجتماعية من بينها "هولو تشين" و"فيركوين" و"ييتا" و"لوكال باي" فضلا عن محاولات الاستعانة بمصادر متجددة لتوليد الكهرباء التي تستهلكها بقوة.
- بالتالي، ستتجه استخدامات "بلوك شين" إلى خفض استهلاك الطاقة وحماية البيانات، رغم استغلالها في مجتمعات لا تهتم بتعدين العملات الرقمية بقدر ما تهتم بامتلاكها.
- نتج عن هذه المشروعات فرق من المشفرين ورواد الأعمال والمستثمرين والمتبرعين والمنظمين بالإضافة إلى تطبيق "بلوك شين" بشكل يتناسب مع متطلبات البيئة بدلا من الإضرار بها.
- ظهرت مبادرات أيضا لدمج "بلوك شين" بالتكنولوجيا الرقمية والحوكمة الداخلية والأنظمة البيئية.
- رغم كل ذلك، فإن التحدي الأكبر يكمن في الجهات التنظيمية التي ربما تستعد العديد منها لفرض قيود على "بلوك شين" لما تتهم به من المساهمة في التهرب الضريبي وجرائم غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}