في تلك الأيام التي ربط طريق الحرير الصين بأوروبا، كان التجار يمرون عبر أوراسيا، ويتوقفون عند القبائل المنتشرة في وسط آسيا وجنوب القوقاز، ولكن أصبحت التجارة تعتمد على الشحن.
وتغيرت وسائل النقل، كما تغيرت مسارات الطرق البرية بعيداً عن مسالكها القديمة، وتعثرت الكثير من محاور أوراسيا، بناءً على ما ناقشه تقرير "الإيكونومست".
وأطلق الرئيس الصيني "تشي جين بينج" في 2013 مجموعة من المشروعات التي تعيد طرق الحرير القديمة تحت اسم "مبادرة الحزام والطريق"، وتهدف إلى تحسين روابط التجارة والتنقل بين الصين ودول العالم.
الحزام والطريق
- عبر الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية وعلى نطاق واسع داخل الصين وخارجها، قدرت القروض التي بعضها ميسرة وأكثرها تجارية بحوالي 900 مليار دولار في 71 دولة.
- من بولندا إلى باكستان تمضي هذه المشروعات في التنفيذ، وافتتحت كازاخستان ميناء بريا ضخما على حدودها الشرقية مع الصين، وطوّرت موانئ مائية ووسّعتها في بحر قزوين، وسككا حديدية وطرقا برية أخرى من الشرق إلى الغرب.
- في الجانب الآخر من بحر قزوين تسعى أذربيجان وجورجيا لجذب تدفقات السلع الصينية إلى أوروبا، عبر خطوط السكك الحديدية "باكو تيلبيسي" والتي افتُتحت العام الماضي.
- وأمّنت جورجيا 50 مليون دولار حصتها الاستثمارية من الصين لإنشاء ميناء عميق في البحر الأسود، وتسعى العديد من الدول لجذب الاستثمارات الصينية عبر مبادرة طريق الحرير الجديد "الحزام والطريق".
أثار طريق الحرير القرن الحادي والعشرين
- وهناك الكثير من الافتراضات حول النتائج المتوقعة لطريق الحرير الجديدة، على الدول التي يمر بها، فمؤكد أنه سوف يحسّن بنية الطرق التحتية في الدول الفقيرة، وتحقق هذه الدول منافع اقتصادية من ورائه.
- ستكون التطورات في الطرق ميزة للبنية الصناعية والسكنية في المدن بهذه البلاد، وقطاعات التجزئة والإسكان، ويتحسن النشاط التجاري مع دول الصين المجاورة.
- ولكن ماذا ستحمل هذه العولمة الصينية من سلبيات، قد تؤثر بالحد من المشاركة المحلية بهذه الدول في المشروعات، حيث إن الصين توفر العمال لهذه المشروعات.
- قد تضطر دول العبور لتخفيض الرسوم الجمركية على السلع الواردة من الصين لمنع بكين من استخدام طرق مختلفة وأرخص، وقد يحد ذلك من زيادة الإيرادات الجمركية.
- الأكثر قلقاً هو مديونية دول العبور المرتفعة، واحتمالية عدم كفاية عوائد المشروعات المستثمرة من المبادرة، وعدم قدرة الدول سداد ديونها للصين، وتدهور العلاقات مع الدولة الآسيوية ذات عدد السكان الكبير.
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: