نبض أرقام
09:51 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/24
2024/11/23

لماذا يصعب على الأرجنتين أن تصبح دولة عادية؟

2018/05/08 أرقام

تحفز الكثيرون لإسم رئيس الأرجنتين "ماوريسيو ماكري" كـ"مصلح اقتصادي"، وأمل العديد أن الدولة سوف تطوي الصفحة المكلفة في تاريخها الناتجة عن سوء الإدارة الاقتصادية، وتصبح كما قال "ماكري" دولة عادية.

 

ولكن بدلاً من ذلك ظهرت الدولة تحت الضوء الأسبوع الماضي، وفقاً لتقرير الخبير الاقتصادي "محمد العريان" لـ "بلومبرج".
 

حاولت الأرجنتين احتواء اضطراب عملتها عن طريق رفع أسعار الفائدة إلى مستوى لافت للنظر، في إطار عدم استقرار تدفقات رؤوس الأموال، ويعرّض هذا الخلل الإصلاحات الاقتصادية للخطر والتي تشتد حاجة الأرجنتين لها، كما يحمل بعض الآثار السلبية على الاقتصادات الناشئة الأخرى.

تعرف البنوك المركزية أنها تواجه تحدياً خطيراً عندما تعلن عن ارتفاع مفاجئ في معدل الفائدة (رفع البنك المركزي في الأرجنتين الفائدة 300 نقطة أساس في الثالث من مايو/أيار) لتشهد عملتها تنخفض بدلًا من أن ترتفع، وهو ما حدث في الأرجنتين الأسبوع الماضي.

 

 أجبر ذلك البنك المركزي على اتخاذ المزيد من الإجراءات، حيث رفع الفائدة بعد يومين مرة أخرى بمقدار 675 نقطة أساس إلى 40%.


 

لماذا يحدث الاضطراب؟

-  يُعد فقدان المصداقية في السياسات أبسط وأكثر التفسيرات مباشرة لمعضلة الأرجنتين، فهذا التدهور مكلف، خاصة للاقتصادات التي تعاني من الضعف، بسبب تاريخ من السياسات المتغيرة، وتنزلق بسهولة كبيرة في محاولة لتحقيق الكثير من الأهداف بأدوات قليلة للغاية.

- تعثر البنك المركزي في سلسلة من السياسات بغير قصد، كما وقع تحت تأثير السلطات المالية، وارتفع مستهدفه للتضخم للعام الحالي من 8-12%إلى 15% وفشل في الوصول لمستهدف 2017، ويبدو أنه فهم بعض المحركات الأساسية لنظام السوق بشكل جزئي.

 

- لأسابيع قليلة مضت، وجدت الأرجنتين نفسها في الجانب المتلقي للضغط العام على الأسواق الناشئة ككل نتيجة زيادة تجنب المخاطر دولياً، والارتفاع غير المتوقع بشكل كبير للدولار.

- لكن المركزي الأرجنتيني بدا غير متفهم للموقف، وحاول مقاومة بعض القوى الخارجية الواضحة بالاعتماد على الاحتياطات الدولية للتدخل بشكل كبير في أسواق العملات، وبشكل غير مفاجئ عاد الأمر بلا فائدة.

 

 

النتائج

-استنزف البنك أكثر من 10% من احتياطاته، واضطره ذلك لتغيير وجهته، وانخفضت عملة الأرجنتين إلى مستويات قياسية مقابل الدولار، ومع زيادة تدفق رؤوس الأموال إلى الخارج، لم يكن لديه خيار سوى رفع الفائدة بكل قوة.

 

- المزيد من رفع الفائدة وتخفيض سعر صرف العملة يجعل خروج رؤوس الأموال مكلفاً جداً، ويجذب المحافظ المالية سريعة الاستجابة، وقد تصل الأرجنتين لهذا الوضع وقد تكون موجودة فيه بالفعل، مع افتراض تجنب المزيد من سوء الإدارة للسياسات.

- تمتد الآثار إلى ما وراء الأرجنتين، خصوصاً بعد أن كانت سنة 2017 فترة غير معتادة من التقلبات المالية العالمية المنخفضة، وضعف الدولار الذي جذب الكثير من المستثمرين المعروفين بـ"السائحين" إلى الأسواق الناشئة، سواء عبر التعرض المباشر في سوق العملات الأجنبية، أو غير المباشر من خلال التعرض للسندات المحلية غير المغطاة.


- مع التردد المتزايد في تدفقات رؤوس الأموال إلى الأسواق الناشئة، واجهت بعض الأسواق الأخرى الأكثر ضعفاً مثل تركيا بالفعل آثاراً جانبية سلبية، وتتضح عبر المزيد من الضغط على أسواق العملات والسندات المحلية.
 


تحديات وآمال

- أجبرت سلسلة أخطاء الإدارة الاقتصادية الأخيرة الأرجنتين على الدخول في سباق، ما بين الحاجة الملحة إلى إعادة تأسيس الثقة في السياسات، والآثار المزعزعة للاستقرار الناتجة من رفع أسعار الفائدة والنظام المالي والمدينين.

-  كلما طال الوقت للفوز بالسباق، كان هناك خطر أكبر يتعرض له برنامج الرئيس "ماكري" للإصلاح الاقتصادي، وتزداد احتمالات الركود، والتحولات المالية الإضافية التي تنعكس على الأسواق الناشئة ألأضعف.

- لحسن حظ البنك المركزي، أنه يحصل على بعض المساعدة من وزاة المالية، التي أعلنت في الرابع من مايو/أيار أنها ستخفض مستهدفها للعجز المالي في 2018 إلى 2.7% بدلاً من 3.2%.

- مع افتراض أن تصحيح الوضع الأخير في الأرجنتين والأكثر واقعية لا يزال قائماً، فإن المستثمرين في الأسواق الناشئة لديهم فرصة لأخذها في الاعتبار، وهي الربح من التعرض للأدوات المقومة بالبيزو ذات العوائد المرتفعة في سياق أن العملة ممكن أن تنخفض إلى ما بعد مستواها التوازني.


- بالحجم الصحيح والمنظم بحرص، سوف تكون الأزمة صغيرة بالنسبة للأسواق الناشئة الأخرى والذين لديهم إدارة جيدة للسياسات، وآفاق نمو جيدة، وميزانيات قوية.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.