ألغت الولايات المتحدة صفقة استحواذ صينية تتعلق بالرقائق بقيمة 142 مليار دولار، وطلبت تنازلات جديدة على صفقة رقائق ثانية، فإذا كان هذا مجرد إحماء، فإن المحللين يتوقعون أن تعطل الحرب الصينية الأمريكية قطاع التقنية العالمي على جانبي المحيط الهادي، وفقاً لتقرير لـ "فاينانشال تايمز".
وهذه النزاعات متأصلة في قلق الولايات المتحدة من القوة التكنولوجية في الصين، وهناك تحقيق أمريكي حول سرقة الصين المزعومة للملكية الفكرية من الولايات المتحدة وإجبار الشركات الأجنبية على نقلها للصين.
وأصابت الضربات الأولى شركات الأجهزة مثل "هواوي" ومنافستها "زد تي إي"، ونفت "هواوي" اتهامات أمريكا بأنها تستخدم تقنيتها من أجل التجسس.
ومع تصاعد الضغط الأمريكي، نشرت مقترحات مؤخرًا لمنع وكالات أمريكية من استخدام تقنيات من "هواوي" أو"زد تي إي" وحظر شركات المقاولات العسكرية الأمريكية من التعامل مع أي منهما.
ويهدد ذلك على حد تعبير أحد الاقتصاديين بـ"مذبحة اقتصادية"، فالصين تعتمد بشكل كبير على واردات أشباه الموصلات وتنفق على السليكون المستورد أكثر مما تنفقه على النفط.
الضربات الأولى
- فرضت واشنطن عقوبات على "زد تي إي" بحظر شراء المكونات الأمريكية لمدة 7 سنوات، بعد اتهامها للشركة الصينية بعدم قانونية مبيعات معدات إلى إيران، وتعتمد صانعة الإلكترونيات الصينية على الموارد من الولايات المتحدة في تصنيع جوال "أكسون إم" وتشتري 60% من الإلكترونيات من موردين أمريكيين مثل "كوالكوم".
- لن تستطيع الموارد البديلة من اليابان وكوريا الجنوبية أن تكفي الطاقة الإنتاجية الصينية، ولا حتى الموارد المحلية من الموردين الصينيين، وطالبت الصين برفع العقوبات عن "زد تي إي" رداً على المطالب التجارية الأمريكية في المحادثات الأخيرة، وإنهاء القيود على واردات صادرات الولايات المتحدة من منتجات التقنية عالية الجودة.
- ووقعت الجهود الصينية ضحية المنظمين الأمريكيين، عندما حاول صندوق استثمار حكومي الاستحواذ على أصول شركات الرقائق، وعارضت الجهات الأمريكية صفقة شركة الرقائق الواقعة في ماساتشوستس "إكسيرا".
- أعاقت الولايات المتحدة عمليات شراء صينية لشركتي "لاتيس سيمي كونداكتور" و"إيكسترون" لأسباب تتعلق بالأمن القومي الأمريكي.
- أدت مخاوف واشنطن من سرقة عملية التطوير لتقنية الاتصال اللاسلكي "5 جي" إلى إلغاء صفقة استحواذ "برود كوم " المقيدة في سنغافورة على "كوالكوم" الأمريكية بقيمة 142 مليار دولار.
محاولة صد الضربات
- الصين تبذل جهودا كبيرة لجذب المزيد من العمال من الخارج، بما في ذلك إجراءات محددة العام الحالي لجذب عمال من تايوان - موطن كبرى شركات صناعة الرقائق - مثل "تي إس إم سي"، وتتوجه شركات مثل "شاومي" و"هواوي" لنقل عملياتها إلى الصين لمواجهة اضطرابات التوريد.
- تعمل "علي بابا" المملوكة للملياردير "جاك ما" على تصنيع شبكة رقائق تتمكن من تنفيذ جميع وظائف الذكاء الاصطناعي مثل التحدث والتعرف على الوجوه بطاقة أقل، وتستحوذ على شركة رقائق محلية "سي سكاي ميكروسيستيمز".
- ضخت "علي بابا" 15 مليار دولار في البحوث والتطوير، والعديد من شركات التقنية الكبرى تنفذ معامل بحث مشتركة ابتكارية مع الحكومة الصينية، وتعمل "هواوي" على تطوير الجيل التالي من الاتصال اللاسلكي "5 جي".
- لكن تقدم شركات التقنية الصينية في تطوير تكنولوجيتها الخاصة، من خلال قياسه بنمو براءات الاختراع أو حجم الإنفاق على البحث والتطوير يمثل جزءًا من المشكلة، وفقاً لـ "إديسون لي" محلل لدي "جيفيريس".
- وأكد "لي" أن الرئيس "ترامب" بالتأكيد توصل إلى استنتاج مفاده أن الصين ستتفوق على بلاده من حيث القدرات التقنية والبراعة، لأن منطقه هو قيام الصين بالكثير من البحث والتطوير على مدى السنوات الخمس إلى الست الماضية، ولكن من أين حصلوا على أساس ذلك، فالأساس هو نسخ التكنولوجيا من العالم الغربي ومن ثم تحسينها والبناء عليها.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}