قالت أربعة مصادر مطلعة يوم الاثنين إن ذراع التجارة لشركة أرامكو السعودية بدأت توريد مكثفات أمريكية، وهي نوع من الخام الخفيف جدا، إلى الإمارات العربية المتحدة ما يبرز الطموحات العالمية لشركة النفط العملاقة.
وقالت المصادر إن الصفقة تمثل أول بيع فوري للخام الأمريكي من شركة أرامكو السعودية لتجارة المنتجات البترولية (أرامكو للتجارة)، والتي اختارت شركة موتيفا انتبرايزيز التابعة لأرامكو في الولايات المتحدة لتوريد شحنتين إلى دولة الإمارات.
وتبيع أرامكو معظم خامها بموجب عقود طويلة الأجل ولكنها قررت العام الماضي تداول الخامات غير السعودية في السوق الفورية.
ووفقا لمصادر وبيانات شحن على تومسون رويترز ايكون، تم تفريغ الشحنة الأولي للإمارات، وهي عبارة عن مليون برميل من المكثفات الأمريكية جرى تحميلها على متن الناقلة (أسترا)، في ميناء الرويس في 12 مايو أيار.
ورفضت جميع المصادر الكشف عن أسمائها لأنها غير مخولة بالحديث لوسائل الإعلام.
وقال مصدر ملاحي في الولايات المتحدة إن موتيفا استأجرت أيضا الناقلة (ساوث سي) لشحن نحو مليون برميل من المكثفات من السواحل الأمريكية على خليج المكسيك إلى الرويس في مايو أيار مقابل نحو مليوني دولار.
وتتراوح الحمولة الكلية لكل من الناقلتين بين 120 ألفا و200 ألف طن ويمكنهما عبور قناة السويس بحمولة كاملة.
وحتى 12 مايو أيار كانت (ساوث سي) راسية في كوربوس كريستي بولاية تكساس بحسب بيانات الشحن على تومسون رويترز ايكون.
وتدير موتيفا مصفاة بطاقة 603 آلاف برميل يوميا في بورت آرثر في تكساس. ولم ترد شركة أرامكو للتجارة على طلبات للتعقيب.
* استراتيجية جديدة
رغم أن الشحنات الواردة من الولايات المتحدة هي الأولى، إلا أن الخطوة تتفق مع استراتيجية وضعها المسؤولون التنفيذيون في أرامكو الشهر الماضي.
وأبلغ أمين الناصر الرئيس التنفيذي لأرامكو رويترز على هامش مؤتمر في أبريل نيسان ”بدأت أرامكو للتجارة توريد بعض المكثفات من الغرب إلى الشرق. بدأت قبل أسابيع قليلة فحسب، وتدريجيا، لكن سينبغي لنا التأكد من وجود جدوى اقتصادية لنا في تجارة الخام“.
وقال الناصر إن شركة أرامكو للتجارة تركز على ترتيبات لمعالجة النفط الخام في المصافي التي تشهد فائضا في الطاقة والموجودة بشكل أساسي في أوروبا.
لكن من المتوقع أن يلي ذلك مزيد من صفقات النفط الأمريكي من شركة أرامكو للتجارة. وقال المصدر الملاحي إن موتيفا لا تزال تبحث عن سفن لنقل النفط الأمريكي إلى الشرق، إذ أن فروق الأسعار بين الخام الأمريكي والخام العالمي يجعل الصفقات مربحة.
وفي وقت سابق هذا الشهر، قال مصدر مطلع إن شركة أرامكو للتجارة قدمت أحد العروض الناجحة في عطاء أطلقته شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) لشراء مكثفات للتسليم في الفترة من يوليو تموز إلى سبتمبر أيلول.
واشترت أدنوك 6.5 مليون برميل من المكثفات في العطاء وأغلبية الواردات من الولايات المتحدة بحسب مصدر مطلع.
وقال عبد الله سالم الظاهري مدير دائرة التسويق والتجارة في أدنوك لرويترز ”ببيع المكثفات في عطاء، يمكننا تنويع إمداداتنا وتحقيق قيمة تجارية أفضل. فعلى سبيل المثال يمكنا الاستفادة من شحنات المراجحة للمسافات الطويلة والتي أتاحت لأدنوك قيمة أكبر وعائدا أعلى“.
وتابع أن أدنوك تشتري حاليا مكثفات من موردين مختلفين.
وبدأت أدنوك استيراد النفط الأمريكي في النصف الثاني من العام الماضي بعد خلاف دبلوماسي مع قطر.
وتتطلع أرامكو للتجارة لمد عملياتها التجارية إلى آسيا.
وقال إبراهيم البوعينين الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو للتجارة لرويترز الشهر الماضي إن الشركة تعتزم تداول الخام في آسيا عبر مكتبها في سنغافورة في الربع الثالث من العام الحالي، وتهدف لزيادة الكميات المتداولة من الخام والمنتجات المكررة عالميا إلى ستة ملايين برميل يوميا بحلول 2020 مقارنة بكميات محدودة حاليا.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}