نبض أرقام
06:19
توقيت مكة المكرمة

2024/07/12
2024/07/11

كيف يطمئن الأثرياء لإنفاق ثروات طائلة على لوحات وتحف يحتمل أن تكون زائفة؟

2018/05/15 أرقام

في مارس/ آذار الماضي خلال جلسة لدار مزادات في كامبريدج الإنجليزية، بيعت لوحة غير معروفة لكلب من فصيلة "ماستيف الإيطالية" مقابل 570 ألف إسترليني (775 ألف دولار)، لكن لم قد يباع عمل كهذا مقابل مبلغ كبير رغم عدم شهرته؟ ربما يرجع ذلك لكون المصادقة على الأعمال الفنية جزءا لا يتجزأ من سمعة منظمي المزادات.

 

بحسب "التلغراف"، فهذه اللوحة –تعرف باسم "إيل جويرسينو" من الأعمال المميزة للرسام والمصمم الإيطالي الشهير "جيوفاني فرانشيسكو باربييري" والذي عاش في القرن السابع عشر الميلادي- تقدم فكرة فريدة عن أحد أكثر جوانب عالم الفن إثارة، وهي اكتشاف التحف المجهولة عبر الدور الحيوي الذي يقوم به الخبراء في عملية التوثيق والتصديق.

 

 

واكتشفت دار المزادات "تشيفينز" المتخصصة في المقتنيات المميزة والأعمال الفنية منذ عام 1825، اللوحة في منزل ريفي إنجليزي عام 2016، لكن الأمر استغرق عامين من البحث للتأكد من أن حماسها تجاه القطعة كان في محله، وأثناء ذلك، اتفق ثلاثة خبراء فنيين مستقلين في ثلاثة بلدان مختلفة أن هذه اللوحة هي العمل الأصلي "إيل جويرسينو" وليست نسخة مقلدة.

 

يقول رئيس قسم الأعمال الفنية في الدار "مارتن ميلارد": مع اللوحات بالتحديد، ينبغي عليك الحذر الشديد، هناك الكثير من الأعمال الزائفة، والتزوير أمر منتشر، ما يجعل عيون وآراء الخبراء من مؤرخي الفنون أمرا حيويا للغاية بالنسبة لنا.

 

حتى مع التقنيات العلمية المتقدمة حاليًا مثل الأشعة السينية والتحليل الكيميائي للطلاء، يظل رأي الخبراء ضروريًا، وفي بعض الأحيان لا قد تكون مؤسسة واحدة قادرة على توثيق العمل، مثلما حدث مع اللوحة التي رسمها المصمم السويسري "ألبرتو جياكوميتي" دون تسجيلها، وبيعت مقابل 130 ألف إسترليني (176 ألف دولار) العام الماضي.

 

لكن مع الأعمال القديمة فمن المرجح أن تشمل عملية البحث علماء مستقلين وأكاديميين، فمثلًا تم التصديق على لوحة "إيل جويرسينو" من قبل الدكتور "نيكولاس تيرنر" الذي قاد فريق الباحثين، بجانب أمين دار " Lobkowicz" في براغ، ومؤرخ الفنون الإيطالي "فرنشيسكو بيتروتشي".

 

 

يضيف "ميلارد": من وجهة نظر منظمي المزادات، فإن المصادقة أمر بالغ الأهمية لكل شيء نقوم به، حيث نضع سمعتنا على المحك مع كل قطعة يتم عرضها للبيع، فالأصالة أمر حيوي بالنسبة للمشترين.

 

وفي حين أن العمل غير المكتشف من قبل الفنانين الكبار يثير حماس المشترين، فإن حكم الخبير المعترف به يمنحهم الثقة لدفع مبالغ ضخمة للحصول على هذه القطع التي ربما لن يروها أبدًا في الحقيقة.

 

من جانبها تقول رئيسة المبيعات دار "بارنبيز" البريطانية لعقد المزادات عبر الإنترنت "ميشيل سوان": هذا ليس جديدًا في عالم الأعمال الفنية، إن القطع الجيدة تظل جيدة حتى في السوق المضطرب، وتقديم مثل هذه الأشياء يحتاج لتاجر موثوق به ليتحقق أولًا من التحفة الفنية قبل بيعها.

 

 

حتى مع المصادقة، لا تزال عملية التقييم معقدة، خاصة بالنسبة للأعمال النادرة جدًا، وكان هذا هو الحال بالضبط مع لوحة "إيل جويرسينو"، فهناك العديد من الرسومات الأخرى للكلاب نفذها "باربييري"، لكن واحدة فقط معروفة بالنسبة للباحثين والتي بيعت في سبعينيات القرن الماضي.

 

وهذا الشك جزء مما يجعل العملية برمتها مثيرة، ليس فقط للمشترين المحتملين، وإنما أيضًا لدور المزادات والأكاديميين، ويقول "ميلارد" في هذا الشأن: كمتخصص في الأعمال الفنية، هذا ما أعيش من أجله، أقضي حياتي في محاولة الكشف عن هذه الأشياء، يمكن أن يكون الأمر محبطًا ومثيرًا للقلق، لكنه أيضًا من الممتع بشكل كبير أن تعرف إذا كانت القطعة تستحق بضع مئات أم مئات الآلاف.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة