كيف تغير "وول مارت" استراتيجيتها في مواجهة "أمازون"؟

غيرت "وول مارت" من قواعد اللعبة لديها، وذلك بالانتقال من التركيز على الأسواق المحلية في الولايات المتحدة إلى خارجها، بعد شرائها حصة في الهندية "فليبكارت".

وتنتقل "وول مارت" من التركيز على سعر جديد كل يوم في أسواقها المحلية من أجل السيطرة، إلى الانتشار دولياً عبر شراء متاجر التجزئة، وتسعى للتميز في معركتها مع "أمازون" في التسوق العالمي، وفقًا لما ناقشه تقرير نشرته "فاينانشيال تايمز".

وفي نهاية أبريل/نيسان، دمجت "وول مارت" متاجرها في بريطانيا "أسدا" مع منافستها الكبرى "جيه سينسبيري"، وبذلك تحصل شركة التجزئة الأمريكية على حصة 42% في الشركة المدمجة، والتي سوف تحقق إيرادات تفوق 50 مليار ولار.

وخلال الشهر الحالي، استحوذت الشركة الأمريكية على 80% من أكبر شركات التجارة الإلكترونية في الهند "فليبكارت" بقيمة 16 مليار دولار، وكانت أضخم عملية دمج واستحواذ في تاريخ "وول مارت" والهند وشركات التسوق الإلكتروني.



التجربة والخطأ

- التجربة والخطأ كانت الأساس في تحول "وول مارت" إلى خارج الولايات المتحدة بسبب عدم قدرتها على الهيمنة وحدها، وتنتشر الشركة في 28 دولة حول العالم، لكنها تخلت عن أسواق مثل ألمانيا وكوريا الجنوبية حيث أخفقت في تحقيق الهمينة التي تتمتع بها في الولايات المتحدة في تلك الدول.

- فقدت "وول مارت" الكثير من الغطرسة التي كانت تتبعها في التسعينيات، وأصبحت الشركة أشد حرصاً على الحفاظ على حقوق الملكية والممارسات المحلية، بدلاً من فرض ثقافتها على الجميع، وفقاً لـ "برايان روبرت" المحلل لدى "تي سي سي جلوبال".

- عبر المدير التنفيذي "ماكميلون" – عند مناقشته خطط "وول مارت" في الهند -  عن  حاجة الشركة لكي تكون مبدعة وسريعة.

- وتواجه "وول مارت" ضغوطًا حاليًا بسبب تراجع سهمها 20% في الشهور الثلاثة الأخيرة، وسابقاً تباطأ نمو المبيعات عبر الإنترنت، وتثار التساؤلات حول ما إذا كانت عملية شراء شركة التجارة الإلكترونية الناشئة "جيت دوت كوم" مقابل 3 مليارات دولار في 2016 ستصبح التغيير الذي تسعى إليه الشركة الأمريكية في قواعد اللعبة.

التحديات؟

- من التحديات المعقدة التي تواجه "وول مارت" هي منافسة "أمازون"، والتي يتمتع مستثمروها بالصبر، حيث ارتفع سعر سهمها لسنوات، على الرغم من إنفاق الكثير في جهود كبيرة من أفلام هوليوود إلى الطائرات بدون طيار.

- ستمول "وول مارت" صفقة "فليبكارت" عبر إصدار الديون، وتتوقع الشركة أن يمحو ذلك الاستثمار ما يتراوح بين 25-30 سنتًا من ربح السهم الواحد في العام المالي الحالي، و60 سنتًا العام القادم، هذا وخفضت وكالة "إس آند بي" رؤيتها المستقبلية للشركة من مستقرة إلى سلبية.

- لا تزال "وول مارت" تحقق ما يقارب من 75% من المبيعات في الولايات المتحدة، وينظر للصين والهند على أنهما فرصتان كبيرتان للنمو، وتسيطر "علي بابا" على الصين، وتمتلك "أمازون" و"فليبكارت" 61% من سوق التجارة الإلكترونية في الهند الذي تبلغ قيمته حوالي 30 مليار دولار، ومن المتوقع أن ينمو 27.8% سنوياً ولخمس سنوات مقبلة، وفقاً لـ "يورو مونيتور".

- يقول نائب رئيس "موديز" "شارلي أوشيا" أنه بالتركيز على تجارة التجزئة فإن ما ينفع بالهند لا ينفع في أمريكا، ولن تستطيع "وول مارت" بناء متاجر أكبر في الهند، ولكن يمكن زيادة المبيعات عبر الإنترنت.

- والتسوق عبر الإنترنت يعد تحدياً، رغم نموه في "وول مارت" إلا أنه لا يمثل إلا 4% من المبيعات السنوية البالغة 500 مليار دولار ويتوقع أن تقل مستقبلاً، ولذلك يحذر المحللون من رهان "وول مارت" على متاجر التجزئة الهندية.