نبض أرقام
06:29
توقيت مكة المكرمة

2024/07/12
2024/07/11

لماذا تتدهور بعض الأسواق الناشئة فجأة؟

2018/06/16 أرقام

تدافع المستثمرون على الأسواق الناشئة منذ أكثر من عامين، لكنهم الآن يشعرون بالإحباط منها، فعلى مدى أسابيع تدفقت الأموال خارجها متجهة إلى الولايات المتحدة، متسببة في ارتفاع قيمة الدولار وهبوط عملات الدول النامية إلى مستويات منخفضة جديدة.

 

وتصدرت تركيا المشهد الرئيسي لاضطراب الأسواق الناشئة مؤخرًا، لكن العديد من الدول الأخرى أيضًا بما فيها الأرجنتين وهنغاريا وإندونيسيا، تضررت بسبب تخلص المستثمرين فيها من الأسهم والسندات ذات المخاطر العالية لضمان سلامة أصولهم الدولارية.

 

وبحسب تقرير لـ"بلومبرج" يرى بعض الاقتصاديين أن هذه المؤشرات نذير قدوم أزمة اقتصادية جديدة شبيهة بتلك التي وقعت في آسيا خلال تسعينيات القرن الماضي، لكن ما حقيقة ما تشهده هذه الأسواق الناشئة؟

 

تساؤلات حول ما تشهده الأسواق الناشئة من اضطرابات

التساؤل

التوضيح

لماذا تعاني الأسواق الناشئة حاليًا؟

 

- الإجابة السهلة هي أن المال متقلب وانتهازي يذهب إلى حيث يمكنه تحقيق أعلى عائد، فيتدفق من البلدان بالسرعة التي يتدفق بها إليها.

 

- بدأ هذا الاضطراب الأخير عندما أبقت الولايات المتحدة واليابان وأوروبا أسعار الفائدة قرب المستوى صفر% أو حتى أقل، لمساعدة اقتصاداتهم على التعافي من الركود الذي أعقب الأزمة المالية عام 2008.

 

- هذا ما جعل عائدات الأسهم والسندات غير جذابة، ودفع المستثمرين إلى الدول النامية، حيث كانت المخاطر أعلى وبالتالي العائدات أكثر جاذبية، ونتيجة لذلك تمتعت الأسواق الناشئة بصحوة في مسارات الأسهم والسندات والعملات.

 

- لكن العكس يحدث الآن، ويتفاعل المستثمرون مع عدة إشارات من الولايات المتحدة تفيد بأن النمو يتسارع والدولار يزداد قوة والاحتياطي الفيدرالي يتجه إلى مزيد من رفع الفائدة.

 

- تشير هذه المتغيرات الثلاثة إلى احتمال ارتفاع العائدات على الاستثمارات الأمريكية، وبالتالي هي حاليًا تشكل مغناطيسًا للمال وتقوض جاذبية الأسواق الناشئة مرتفعة المخاطر.

 

إلى أي مدى يمكن أن يسوء الأمر؟

 

- يقول البعض إن هذا مجرد اضطراب محدود في الأسواق، نتيجة رهان المستثمرين المضاربين على ضعف الدولار، والحقيقة أن العملة الأمريكية آخذة في الارتفاع الآن.

 

- لكن يقول آخرون إن العالم النامي في وضع أسوأ مما يعتقد كثير من المستثمرين، وبحسب الأستاذة في جامعة هارفارد "كارمن راينهارت"، فإن تزايد عبء الديون، والمعارك التجارية، وارتفاع أسعار الفائدة، وتوقف النمو، جعل الأسواق الناشئة أكثر عرضة للخطر مما كانت عليه عقب الأزمة المالية العالمية.

 

- تشبه الفترة الحالية ما وقع قبيل الأزمة المالية الآسيوية في أواخر التسعينيات، عندما انخفض مؤشر "إم إس سي آي" لأسهم الأسواق الناشئة بنسبة 59%، وفقًا للاقتصادي الحائز على نوبل "بول كروغمان".

 

ما سبب الأزمة الآسيوية؟

 

- بدأ ذلك بعدما انفجرت فقاعة العقارات في تايلاند، مما قوض الثقة في الاقتصاد، وتسبب في بيع المستثمرين الأجانب للعملة المحلية والانسحاب من سوق الأسهم، وسرعان ما تمددت الأزمة إلى البنوك، ثم إلى معظم شرق آسيا.

 

- كان لدى الدول المنكوبة معدلات نمو قوية، حجبت الرؤية عن القروض المتعثرة، والاقتراض الأجنبي الكبير، والعجز التجاري المتزايد.

 

- لأن عملاتها مرتبطة بالدولار، اضطرت كوريا الجنوبية ودول أخرى إلى إنفاق المليارات في محاولة لتجنب آثار بيع المضاربين لعملتها المحلية، وسريعًا نفدت الدولارات، واضطرت للتخلي عن ربط عملتها وخفضت قيمتها، وانتهى الأمر بالعديد من هذه البلدان بحثًا عن حزم إنقاذ من صندوق النقد.

 

إذن هل هذه أزمة أخرى مماثلة؟

 

- لا، على الأقل ليس بعد، أحد الأسباب هو أن المستثمرين يعاقبون بشكل انتقائي الأسواق التي لم يقم فيها صانعو السياسة بما يكفي لوقف التدهور في الميزان التجاري وتفاقم التضخم.

 

- تشمل هذه البلدان تركيا والأرجنتين، اللتين تعانيان أسوأ مزيج من ارتفاع الدولار ووهن يد السلطات بين الاقتصادات الناشئة الرئيسية الثمانية عشر.

 

من أيضًا يبدو ضعيفًا؟

 

- الاقتصادات التي تعتمد على الدولار والعملات الأجنبية الأخرى لتمويل عجزها التجاري، مثل الفلبين والهند وإندونيسيا، التي سجلت عملاتها أسوأ أداء في آسيا هذا العام.

 

- قد تكون الأسواق التي تحظى بأعلى معدلات استحواذ للأجانب على السندات الحكومية، هي الأكثر عرضة لتدفق الأموال خارجها، بما في ذلك جنوب إفريقيا وإندونيسيا وروسيا.

 

لماذا تقترض دول عدة بالدولار؟

 

- حفزت أسعار الفائدة القريبة من الصفر بعد الأزمة المالية العالمية هذا الاقتراض، واستفادت الدول النامية من الديون الرخيصة.

 

- كما أن السندات الدولارية تجذب المستثمرين الذين يرون العملة الأمريكية أكثر استقرارًا.

 

- قطاع الشركات في تركيا على سبيل المثال، لديه ديون أجنبية بالدولار تعادل 40% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

 

- مع ذلك تجاهل المستثمرون العالميون في بعض الأوقات علامات الخطر، مثل ارتفاع العجز التجاري ونمو الإنفاق الحكومي.

 

- كما تجاهلوا حتى الآن، حقيقة أن الدولار الأقوى سيجعل من الصعب على الأسواق الناشئة تسديد ديونها وسيزيد تكلفة حصولها على الدولارات.

 

 

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة