ليست تقلبات الأسعار هي فقط ما يؤرق أذهان مستثمري "بتكوين" فالقراصنة الذين سرقوا مئات الملايين من الدولارات من العملات الرقمية خلال الأشهر الأخيرة يشكلون خطرًا كبيرًا على جميع الأطراف في العالم الافتراضي، خاصة أن الخبراء لا يعتقدون أن هذه المشكلة ستتلاشى في أي وقت قريب، بحسب تقرير لـ"سي إن إن موني".
وأعلنت بورصة "Coinrail" في كوريا الجنوبية في الحادي عشر من يونيو/ حزيران أن متسللين إلكترونيين استهدفوا أنظمتها وسرقوا حوالي 30% من عملاتها الرقمية.
علق رئيس قسم التكنولوجيا المالية لدى "برايس ووتر هاوس"في آسيا "هنري أرسلانيان" على الأمر قائلًا: أتوقع استمرار القراصنة في استهداف بورصات العملات الرقمية، فمكاسبهم من هذه الهجمات مرتفعة للغاية، وبعض هذه البورصات نمت بسرعة كبيرة لدرجة أنها لم يتسن لها تطبيق المنظومة الأمنية اللازمة.
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، قالت بورصة "كوين تشك" اليابانية إن متسللين سرقوا ما يزيد على 500 مليون دولار من العملات الرقمية، وفي العام الماضي، أفلست بورصتا "بتكوين" بعد تعرضهما لاختراقات مماثلة.
ويقول "يو كوون" الرئيس التنفيذي لـ"هوشو جروب" لتأمين منصات "بلوك شين": كان هذا غيض من فيض الاختراقات السيبرانية التي تتعرض لها البورصات، إذ تشير تقديراتنا إلى أن ثلث بورصات العملات الرقمية حول العالم تعرضت للاختراق، ومن المتوقع أن يعاني الكثيرون نفس المصير.
ارتباك وقلق المنظمين
- جذبت الزيادة المذهلة في سعر "بتكوين" وغيرها من العملات الرقمية العام الماضي، اهتمامًا واسعًا، لكن هؤلاء المهتمين الجدد عانوا كثيرًا في 2018 مع انخفاض قيمة "بتكوين" بأكثر من 50%.
- يشعر المستثمرون بقلق متزايد إزاء قضايا الأمن السيبراني، فمن الواضح أن المعايير الأمنية في هذه المرحلة ليست مرتفعة بما يكفي، وتتبع السلطات في جميع أنحاء العالم الآن أساليب مخلتفة، لكن يراها البعض جهودا معقدة لمحاولات جعل البورصات أكثر أمنًا.
- سعت الصين لحظر تداول "بتكوين"، فيما اعترفت اليابان بها كعملة قانونية وبدأت منح التراخيص للبورصات، لكنها اتبعت نهجًا أكثر صرامة بعد هجمات سيبرانية، أما في الولايات المتحدة فقررت لجنة الأوراق المالية والبورصات زيادة تدقيقها في الأصول الرقمية.
مستثمرون صغار ومخاطر ضخمة
- يقول "هنري أرسلانيان" إن الأشخاص الذين تكبدوا أكبر الخسائر من حوادث القرصنة هم المستثمرون الأفراد (الصغار) الذين يفضلون ضخ مدخراتهم بالكامل في منصة واحدة، ما يجعلهم أكثر عرضة لخسارة استثماراتهم في حال تعرض البورصة التي يتعاملون معها لهجمات مثل تلك التي طالت "كوين تشك" و"كوينريل".
- أما المستثمرون الكبار مثل البنوك وصناديق التأمين ربما كانوا الأقل تأثرًا بمثل هذه الاختراقات، وهذا لأنهم يستطيعون توزيع مخاطرهم عبر المنصات المختلفة، وكذلك الاستثمار بشكل غير مباشر من خلال المشتقات وغيرها من الطرق التي تكون أقل وصولًا للمستثمرين العاديين.
- يرجع بعض الخبراء قابلية الاختراق الكبيرة إلى كون العملات الرقمية سوقا وليدا مقارنة بأصول أخرى مثل الأسهم والسندات، ويرجحون قدرتها على التكيف بمرور الوقت.
- يرى "أرسلانيان" أن قطاع العملات الرقمية ينبغي عليه التكيف وتحسين قدراته الأمنية مع تزايد عدد المستثمرين الكبار فيه، ويجب أن تدرك البورصات أهمية القضايا الأمنية ليس فقط لضمان سلامة أعمالها، ولكن كميزة تنافسية ستحقق لها نتائج أفضل.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}