اعتقلت السلطات الألمانية الرئيس التنفيذي لشركة "أودي" والعضو البارز في مجلس إدارة المجموعة الأم "فولكس فاجن" في الثامن عشر من يونيو/ حزيران، على خلفية التحقيقات القائمة في تهم احتيال، وإعلانات مضللة، ترتب عليها بيع سيارات مزودة ببرامج للتحايل على اختبارات الانبعاثات.
وعلى غير العادة أمضى "روبرت ستادلر" الأيام القليلة الماضية مسجونًا وراء الجدران الإسمنتية العالية في سجن "أوغسبورغ-جابلينجين"، بدلًا من مكتبه الفخم في مقر أودي الزجاجي المهيب في إنغولشتات، بحسب تقرير لـ"بي بي سي".
تدقيق مبكر
- من المعروف أن الرئيس التنفيذي لشركة "أودي" كان قيد التدقيق منذ فترة، وقبل اعتقاله بأسبوع، تم تفتيش منزله بواسطة المدعين في مدينة ميونخ.
- تم إدراج اسمه ضمن قائمة شملت 20 شخصًا خضعوا للتحقيق كجزء من القضية التي ينظرها الادعاء، وبسبب مخاوف من احتمال عرقلة مسار العدالة تقرر اعتقاله.
- استقال "ستادلر" من منصبه (ربما تكون استقالة مؤقتة) عقب الاعتقال، لكن ما يحير العديد من الخبراء هو لماذا استمر في منصبه كل هذا الوقت سواء كان قد فعل أي شيء خاطئ أم لا؟
مملكة "فولكس فاجن"
- "روبرت ستادلر" هو أحد أمراء مجموعة "فولكس فاجن"، وأصبح عضوًا في إدارتها منذ عام 2010، وكان مسؤولًا عن "أودي" منذ عام 2007، وتم تمديد عقده العام الماضي لخمس سنوات إضافية (حتى نهاية عام 2022).
- تفاجأ العديد من المراقبين بهذا التمديد، فشركة "أودي" كانت متورطة بشكل كبير في فضيحة انبعاثات الديزل التي تكشفت في سبتمبر/ أيلول عام 2015 ونالت بشدة من سمعة "فولكس فاجن".
- وفقًا لبيان أصدرته "فولكس فاجن" بالتعاون مع الادعاء العام في الولايات المتحدة كجزء من التسوية التي تم التوصل إليها العام الماضي، تبين أن مهندسي "أودي" هم أول من ابتكر ما يعرف بـ"أداة الهزيمة".
- كان هذا هو البرنامج الذي وضع في ملايين من سيارات الشركة الألمانية وتم ضبطه للتحايل على اختبارات الانبعاثات الصارمة في الولايات المتحدة وتجاوزها رغم تسبب المحركات في درجات عالية من التلوث.
- صممت "أودي" كذلك محركات بسعة 3 لترات استخدمتها العلامات التجارية التابعة لـ"فولكس فاجن"، وتبين بعد ذلك أنها مزودة ببرامج مضللة وغير قانونية.
"ستادلر" المميز عن الجميع
- منذ انكشاف هذا التلاعب، فقد الرئيس التنفيذي لمجموعة "فولكس فاجن" "مارتن وينتركورن" وظيفته، وغادر العديد من المديرين التنفيذيين وكبار المهندسين.
- أجرت الشركة عملية إصلاح شامل لإدارتها، وحتى خليفة "وينتركورن" السيد "ماتياس مولر" تم الإطاحة به مؤخرًا، لكن حتى وقت قريب بقي "ستادلر" في منصبه لم يحرك ساكنًا.
- في العام الماضي، عرضت الشركة تركيب برنامج تشغيل جديد على 850 ألف سيارة للحد من الانبعاثات، وفي مايو/ أيار استدعت أكثر من 60 ألف مركبة بعد اكتشاف مخالفات في ضوابط الانبعاث.
- حتى أنباء مداهمة منزل "ستادلر" من قبل سلطات الادعاء للتحقيق في فضيحة الانبعاثات، لم تظهر كأنها تدق أجراس الإنذار لدى "فولكس فاجن".
- يقول محلل السيارات لدى "إيفركور آي إس آي" "أرندت إلينغورست": الأمر يثير تساؤلات حول الحوكمة في "فولكس فاجن" و"أودي" لماذا تصرفت الشرطة وليس مجلس الإدارة، أعتقد أنه كان يجب تنحيه في وقت سابق، سواء كان مذنبًا أم لا، فهو مسؤول وعليه تحمل المسؤولية.
قضية الحوكمة
- قد يكون السبب في بقاء "ستادلر" في مكانه حتى وقت قريب، هو الطريقة التي تدار بها "فولكس فاجن"، فغالبية حقوق التصويت تعود إلى شركة "بورش إس إي" التي يسيطر عليها أحفاد "فرديناند بورش"، الرجل الذي طور سيارة "فولكس فاجن بيتل" والمركبة الرياضية التي تحمل اسمه.
- هناك مساهمان آخران مؤثران للغاية، وهما ولاية سكسونيا السفلى الألمانية وجهاز قطر للاستثمار، ووفقًا للأستاذ "فرديناند دودينوفرف" من مركز أبحاث السيارات في جامعة "دويسبورغ-إيسن"، فقد حصل "ستادلر" على دعم قوي من "فولفجانج بورش" ممثل العائلة المسيطرة على الشركة علاوة على دعم رئيس حكومة سكسونيا السفلى.
- يضيف "دودينوفرف": عندما فتشوا منزله، لم يتحرك مجلس الإدارة، وبعد اعتقاله، استغرقوا يومًا كاملًا للاستجابة، إنه أمر استثنائي، إنها انتكاسة كبيرة للحوكمة لدى "فولكس فاجن".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}