إذا كانت أسعار النفط مرتفعة، كما قال الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" في تغريدة له على "تويتر" مؤخرًا، فهناك متسبب رئيسي واضح وهو جانب العرض الذي يبدو غير قادر على تلبية كل الطلب في السوق العالمي، والآخذ في التصاعد بمرور الوقت.
وقال "ترامب" إن السعودية من جانبها ربما ترفع إنتاجها بمقدار قد يصل إلى مليوني برميل يوميًا، وبحسب تقرير لـ"بلومبرج" فإن هذا الرقم الذي رجحه الرئيس الأمريكي يرجع لحقيقة أن المملكة لديها طاقة إنتاجية احتياطية تتراوح بين 1.5 مليون برميل ومليوني برميل يوميًا.
المملكة عزمت النية مبكرًا
- في حين أن هناك شكوكا وجدلا حول الكمية التي ستنتجها السعودية بالضبط، فإن إنتاجها الحالي عند 10.15 مليون برميل يوميًا، هو أقل بنحو 500 ألف برميل يوميًا فقط عن المستوى القياسي المسجل في منتصف عام 2016.
- نقلت "رويترز" عن مسؤول كبير في "أرامكو السعودية" العام الماضي قوله إن الطاقة التصديرية الحقيقية ستستقر عند 11.5 مليون برميل يوميًا لحين دخول مرفأ المعجز المطل على البحر الأحمر إلى حيز العمل، ليرفعها إلى 15 مليون برميل يوميًا.
- وفقًا لاستطلاعات "بلومبرج" الشهرية التي تشمل جهات فاعلة في السوق، من المرجح أن القدرة الاحتياطية للمملكة خلال شهر مايو/ أيار انخفضت دون 1.5 مليون برميل يوميًا، وهو رقم مرشح لانخفاض أكبر بعد اتفاق الرياض وواشنطن على زيادة الإمدادات بما يتراوح بين 700 ألف ومليون برميل يوميًا.
الأمور قد تخرج عن سيطرة "ترامب"
- مع ضغط "ترامب" للتوقف عن شراء الخام الإيراني، فإن مليوني برميل إضافية من إنتاج "أوبك" ستتعطل، حتى مع افتراض أن بعض الدول مثل الصين ستتحدى الرغبة الأمريكية.
- في كندا، فإن التعطل الذي شهدته منشأة "سنكور إنرجي" سيؤدي إلى تعطل إمداد السوق بكميات من الخام قدرها 350 ألف برميل يوميًا طوال الشهر الجاري.
- بصفة عامة، تقل القدرة الإنتاجية الاحتياطية لـ"أوبك" عن 3 ملايين برميل في الوقت الراهن، في أول تراجع عن هذا الحاجز منذ عام 2008، ما يجعل الأوضاع في جانب العرض شبيهة بما كانت عليه خلال الفترة بين عامي 2003 و2008 والتي شهدت ارتفاع أسعار الخام قرب 150 دولارًا للبرميل.
- الأكثر من ذلك هو احتمالية التراجع المتسارع عن هذا المستوى، فبحسب توقعات إدارة معلومات الطاقة ستنخفض القدرة الإنتاجية الاحتياطية لبلدان "أوبك" إلى ما دون مليون برميل يوميًا بحلول نهاية 2019 للمرة الأولى منذ عام 2005.
الحل الصعب
- على النقيض من أسعار خام "برنت" القياسي" التي ارتفعت 19% منذ بداية هذا العام، لم يرتفع ثمن خام "نايمكس" المستخرج من حوض "ميدلاند" الذي يقع في قلب صناعة النفط الصخري المزدهرة في الولايات المتحدة سوى بنسبة 1.53%.
- المشكلة هي كيفية تزويد السوق بالمزيد من النفط، حيث تعمل مصافي التكرير الأمريكية بطاقتها القصوى تقريبًا، ولأول مرة منذ عام 1982 لم يتعطل أي منها عن العمل خلال يناير/ كانون الثاني الماضي.
- يبدو أن الصادرات من ساحل الخليج الأمريكي تتجه صعودًا لكن دون قدرة على تجاوز 2.5 مليون برميل يوميًا، نظرًا لنقص خطوط الأنابيب اللازمة لنقل خام "ميدلاند" ما يجعله عند مستوى أقل بكثير عن المستوى المعياري لخام "نايمكس" في كوشينغ، إضافة لعدم وفرة مساحات من أرصفة الشحن في الموانئ.
- انخفض عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة لثلاثة أسابيع متتالية، ورغم أن العدد الإجمالي لا يزال مرتفعًا نسبيًا، إلا أن ذلك يعد مؤشرًا على استجابة المنتجين لاختناقات البنية التحتية في البلاد من خلال تقليصهم للعرض.
- مع تحرك الأسعار العام الماضي نحو الارتفاع، بدأت صدمة تتشكل في سوق النفط، وحاليًا تلوح الحرب التجارية في الأفق، وبالتالي فإن حل مشكلات السوق قد تأتي من جانب الطلب وليس العرض (بمعنى أنه سيتراجع مع هذه الاضطرابات) لذا إن كان يريد "ترامب" خفض الأسعار فعليه أن يكون حذرًا للغاية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}