اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، أن لقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي "قد يكون الأسهل" في جولته الأوروبية، في وقت يشتبك فيه مع حلفائه الأوروبيين قبل قمة حلف الأطلسي.
وغادر ترامب واشنطن صباح الثلاثاء باتجاه بروكسل؛ حيث سيلتقي قادة أعضاء الحلف الأطلسي الـ29 يومي 11 و12 تموز/يوليو، على أمل إظهار مشهد من الوحدة على الرغم من التوتر الصريح بين الحلفاء عبر الأطلسي في عدد من القضايا.
وفي تصريحات للصحفيين بشان لقاءاته المقبلة في جولته الأوروبية، بما فيها أول قمة ثنائية مع بوتين، الاثنين في هلسنكي، قال ترامب للصحفيين: "بصراحة، قد يكون بوتين الأسهل بينهم جميعًا.. من كان يظن ذلك؟!".
وتعهد ترامب بعدم السماح للاتحاد الأوروبي "باستغلال" الولايات المتحدة، وهو يشير باستمرار إلى أن الاتحاد لا يقوم بما هو كافٍ لدعم الحلف الأطلسي ويستفيد "بشكل غير عادل" من التجارة مع الأمريكيين.
وقال للصحفيين: "بالتأكيد سيكون وقتًا ممتعًا مع حلف الأطلسي".
وتابع أن "حلف الأطلسي لا يعاملنا بشكل عادل، لكنني أظن أننا سنتوصل إلى حل. نحن ندفع الكثير جدًّا، وهم يدفعون القليل جدًّا"، متداركًا: "لكن سنصل إلى حل، وكل الدول ستكون سعيدة".
ويمكن أن تتحول قمة القادة الغربيين في بروكسل إلى خلاف علني جديد بعد قمة مجموعة السبع في كندا في حزيران/يونيو الفائت، التي شهدت انقسامًا كبيرًا.
وينظر إلى هذه القمة على أنها الأصعب منذ سنوات، وسط مخاوف أن يصبح ترامب أكثر عدوانيةً تجاه التحالف التاريخي الذي يدعم الأمن الأوروبي منذ 70 عامًا.
ومع دعوة مسؤولين ألمان وفرنسيين أعضاء التحالف إلى تجاوز خلافاتهم، وجه رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك، الثلاثاء، رسالة حازمة إلى ترامب دعاه فيها إلى "تقدير" حلفائه.
وقال توسك، خلال مؤتمر صحفي، بعد توقيع اتفاقية تعاون جديدة بين الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي في مقر الحلف في بروكسل: "عزيزتي أمريكا، قدِّري حلفاءك؛ فليس لك كثير منهم في نهاية المطاف"، مذكرًا ترامب بأن القوات الأوروبية قاتلت بجانب نظيرتها الأمريكية في أفغانستان بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001.
وتابع: "رجاء أن تتذكر ذلك غدًا حين نلتقي في قمة حلف الأطلسي. ولكن قبل كل ذلك، حين تلتقي الرئيس (فلاديمير) بوتين في هلسنكي، من الجدير دائمًا أن تعرف من صديقك الاستراتيجي ومن عدوك الاستراتيجي".
ويلتقي ترامب بوتين في العاصمة الفنلندية في 16 تموز/يوليو، في أول قمة ثنائية بينهما، وسط تحقيقات جارية في الولايات المتحدة في تواطؤ محتمل بين حملة ترامب وروسيا.
ثمرة الحرب الباردة
ويخشى دبلوماسيون أوروبيون تكرار سلسلة الأحداث التي سجلت في حزيران/يونيو الفائت؛ حين اشتبك ترامب مع حلفائه الغربيين في قمة مجموعة السبع.
ووصف ترامب يومها رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بـ"الضعيف وغير الأمين"، ثم أشاد بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون "الموهوب جدًّا" في قمة أعقبت ذلك مباشرةً.
وقال دبلوماسي أوروبي لوكالة فرانس برس أخيرًا إن "ترامب "يوبخ حلفاءه بشدة، ثم يعانق خصومه".
ووصف الكرملين الحلف الأطلسي كأحد مخلفات الحرب الباردة؛ وذلك قبل القمة المرتقبة لقادة الحلف.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن "موقفنا من حلف الأطلسي معروف تمامًا: هذا الحلف هو ثمرة الحرب الباردة والمواجهة في الحرب الباردة"، وتابع أن الحلف "قد تشكل من أجل المواجهة وباسمها".
وأعد ترامب العدة للاشتباك في قمة الأطلسي؛ إذ كتب رسائل إلى عدد من قادة الحلف يوبخهم فيها على عدم وفائهم بالتزامهم في عام 2014 بإنفاق 2% من إجمالي الناتج المحلي لبلدانهم على شؤون الدفاع بحلول 2024.
وقال ترامب لحشد من مؤيديه في تجمع هذا الأسبوع إن الولايات المتحدة لن تبقى ذلك الشخص "الأحمق الذي يدفع كل شيء".
لكن البيانات الجديدة التي نُشرت الثلاثاء، تدعم ما قاله؛ إذ تظهر أن 7 دول فقط في الحلف -هي بريطانيا واليونان ولاتفيا وأستونيا وبولندا وليتوانيا ورومانيا- قد تصل إلى هدف إنفاق 2% من الإجمالي المحلي في عام 2018.
رغم ذلك، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، أن الإنفاق العسكري يرتفع في أوروبا منذ عام 2014، وأن الأعضاء يبذلون جهودًا للوفاء بهدف الـ2%، وخصوصًا ألمانيا التي دائمًا ما يهاجمها ترامب.
وقال ستولتنبرج، في مؤتمر صحفي، إن "ألمانيا لديها خطط لزيادة إنفاقها (الدفاعي) 80% من 2014 إلى 2024. ألمانيا تتحرك في الاتجاه الصحيح، لكني أتوقع منها المزيد".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}