لطالما كان المقياس المتعارف عليه لمدى صحة الاقتصاد هو الناتج المحلي الإجمالي، ولكن في بعض الأحيان لا يقدم الناتج المحلي الإجمالي الكثير، هذا ما ذكره تقرير "بلومبرج".
وبنظرة سريعة على بيانات الناتج المحلي الإجمالي في الصين خلال الربع الثاني، يتضح أن الأمور تسير بشكل جيد في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، مع زيادة سنوية بلغت 6.7% أي بالكاد أقل من الفترة السابقة.
ويشير هذا النمو إلى بلد واجه المناوشات الأولى لحرب تجارية، وواصل تحوله إلى اقتصاد مدفوع بالاستهلاك ولا يعاني البلد الكثير بسبب حملة حكومية لتقليل الدين.
حقيقة تباطؤ نمو النشاط الاقتصادي
- لم تعكس بيانات الناتج المحلي الإجمالي الفصلية حقيقة تباطؤ النشاط الاقتصادي بشكل ملحوظ في الشهر الأخير من الربع الثاني.
- أظهرت بيانات منفصلة أن الاستثمارات في الأصول الثابتة من قبل الحكومة والشركات المملوكة للدولة نمت بأبطأ وتيرة منذ 2004 خلال الشهر الماضي.
- وكذلك تراجع الإنتاج الصناعي، وفي حين أظهرت البيانات أن مبيعات التجزئة صحيحة، كشفت أخرى أن القروض الجديدة من قبل نظام الظل المصرفي قد انخفضت بأكبر وتيرة على الإطلاق.
- كذلك تعطي البيانات الفصلية الانطباع بأن حملة "بكين" لكبح الديون لا تفسد التوسع الاقتصادي، وأن هناك ما يبرر الحاجة لتصحيح المسار قليلاً.
- في الواقع، تغيير الصين للسياسة النقدية كي تضع حداً لتراجع النمو في يونيو/حزيران، قد يؤدي في الحقيقة إلى تباطؤ أكثر وضوحًا.
ما لم يتضمنه الناتج المحلى الإجمالي
- قلص بنك الشعب الصيني المبالغ النقدية التي يتعين على البنوك الاحتفاظ بها كاحتياطي، وإن كان ذلك بشروط محددة للغاية.
- ازداد الإنفاق الحكومي في يونيو/حزيران، كذلك التركيز على حماية البيئة والعلوم والتكنولوجيا، وتُظهر هذه الإجراءات أن فريق الرئيس "شي جين بينج" مستوعب للمخاطر ومستعد لاتخاذ خطوات أخرى، ويفضل أن يتم ذلك دون المساس بتخفيض الديون.
- يحجب التركيز كثيرا على الناتج المحلي الإجمالي الرؤية، ويعطي البيان الفصلي بشكل مجمل ما تبدو عليه الأشهر الثلاثة، مقارنة بمجموع ثلاثة أشهر من عام مضى، إلا أنه لا يوضح الاتجاه الحقيقي للاقتصاد أو سرعته.
ضبابية الناتج المحلي الإجمالي
- يجادل "لورنزو فيورامونتي"، مؤلف كتاب "العالم بعد الناتج المحلي الإجمالي" وهو أحد الاقتصاديين الذين يرون أن الوقت قد حان لقياس مختلف بعيدا عن هذه الأداة لرصد تحرك الاقتصاد.
- يرى "فيورامونتي" جزيرة "ناورو" كحالة تشرح ضبابية الناتج المحلي الإجمالي فقد أدى التعدين الجائر إلى تضخم الناتج المحلي الإجمالي واجتذاب الكثير من البنوك المتلهفة إلى إقراض "ناورو".
- كان الضرر البيئي يدمر مستقبل "ناورو" في نفس الوقت ، لكن الناتج المحلي الإجمالي أظهر أن كل شيء على ما يرام.
- لكن ما دام أن الحكومات تعتمد بيانات الناتج المحلي الإجمالي، فإن التخلص منه كمقياس ربع سنوي من جانب واحد سيكون صعبًا.
- ربما تستطيع الصين أن تتحرك بشكل مثالي بين تقليص المديونية والنمو، ولا تعتمد فقط على الناتج المحلي الإجمالي لإظهار ذلك.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}