نبض أرقام
04:05 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/24
2024/11/23

اقتصاد البيض وأشياء أخرى..دروس يمكن تعلمها من الفنزويليين عن الادخار

2018/08/01 أرقام

عند توجيه سؤال لأحد مسؤولي الاستثمار أو شركات إدارة التمويل عن كيفية تنويع الاستثمارات، سيكون الرد بضرورة وضع كميات كبيرة من الأموال في الأسهم والسندات والبعض منها في صناديق التحوط أو صناديق الأسهم الخاصة.

 

يشبه محللون الفرص بالأفيال البيضاء، وفي فنزويلا التي تشهد معدلات تضخم تجاوزت مؤخرا 60,000% (ويقال إنها بلغت توقعاتها بالفعل عند 1,000,000%)، فإن الأشياء التي قد يتجنبها الناس في دول أخرى أصبحت بمثابة مخزن للقيمة والثروات الحقيقية للفنزويليين، ومن هنا نشرت "الإيكونوميست" تقريرا عما يمكن أن يتعلمه الكثيرون من درس في الادخار من مواطني الدولة اللاتينية.

 

 

اقتصاد البيض

 

- يمكن ملاحظة وجود سقالات وعلامات أخرى على وجود طفرة للبناء قرب العاصمة الفنزويلية "كاراكاس" التي تعاني من انهيار اقتصادي.

 

- تركز قطاعات الأعمال الفنزويلية على المواطن التي يمكن منها تحقيق أرباح ذات قيمة لا يمكن أن تتلاشى بفعل التضخم المفرط.

 

- على نطاق أصغر، يواجه الفنزويليون التضخم المفرط بما يسمى بـ"اقتصاد البيض" حيث إن المواطنين يحتفظون بالبيض على اعتبار أن قيمته أعلى من النقود لفترة ما على الأقل.

 

- من السهل على المواطنين أيضا حمل نصف دستة من البيض بدلا من الاحتفاظ بكميات من النقود الورقية عديمة القيمة، وبالطبع، سيكون أصحاب الأعمال والمتاجر أكثر سعادة بالحصول على البيض.

 

- هناك العديد من الدروس التي يمكن تعلمها من الأزمة الاقتصادية الطاحنة في فنزويلا من بينها الادخار الذي يعد مصدر قلق للكثيرين من الناحية المالية.

 

- في الدول ذات الاقتصادات المستقرة، يمكن أن يؤدي إهمال الادخار إلى أضرار بالغة في المستقبل قد تؤدي إلى استنزاف الدخل إلى تقاعد بائس.

 

- في فنزويلا، أدت سياسات وقرارات سيئة إلى الانهيار وبشكل سريع، ويحتفظ المواطنون في الدولة الغنية بالنفط بكميات هائلة من "البوليفار" لفترات أطول من اللازم من أجل شراء الأساسيات.

 

- أفاد محللون بأن نوبات التضخم المفرط نادرة إلى حد ما، وتناول أحد الأكاديميين 57 حالة لهذا الوضع الاقتصادي المنهار بداية من فرنسا في تسعينيات القرن الثامن عشر التي واجهت ثورة وحربا ومجاعات.

 

 

- كان السبب الجذري لمثل هذه الحالات التضخمية المفرطة ضعفا مزمنا في التمويلات العامة نتيجة سلب ونهب من المسؤولين الحكوميين على الأرجح أو الإنفاق المفرط على الرفاهية أو الاعتماد على مصدر وحيد لعائدات الضرائب.

 

- في مثل هذه الأوقات، لجأت حكومات إلى طباعة أموال من أجل سداد الفواتير المستحقة، وهو ما تسبب في المزيد من التضخم ويبدأ الدوران في حلقة مفرغة حيث إن العوائد الضريبية تتآكل قيمتها سريعا بسبب التضخم، ويتم طباعة أموال لسد عجز الإيرادات – ويتسارع التضخم بشكل متزايد..وهكذا.

 

تنوع في الوسائل

 

- تشبه فنزويلا هذا القالب التاريخي للتضخم المفرط بشكل كبير، ورغم ذلك، لم يستعد مواطنوها بشكل تام أو حتى التعلم من أزمات مشابهة.

 

- ليس كل المواطنين غير مستعدين حيث إن التضخم المرتفع في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي علّم الطبقة المتوسطة ضرورة الاحتفاظ بجزء غير قليل من الأموال والمدخرات خارج البلاد في حسابات دولارية.

 

- رغم ذلك، فإن الإجراءات الحكومية للسيطرة على تخارج رؤوس الأموال من البلاد قيدت هذه الفكرة، وبالتالي، احتاجت الطبقة المتوسطة لأفكار أخرى للتحوط ضد التضخم.

 

- من بين أبرز الوسائل التي لجأ إليها الفنزويليون لمواجهة التضخم المفرط "العقارات" حيث اعتبر الكثيرون المنازل والبنايات الأخرى مخزنا قيما للغاية للتحوط ضد التضخم خاصة أثناء ذروة الاحتجاجات ضد الرئيس "نيكولاس مادورو".

 

- في وقت ما، كانت السيارة بمثابة مدخرات يمكن الاحتفاظ بها لبعض الوقت ثم بيعها بقيمة دولارية أعلى، ولكن هذه الفكرة أصبحت غير مجدية نظرا لأن الكثيرين يرحلون عن فنزويلا ويبيعون ممتلكاتهم.

 

- استقرت أسعار العقارات نوعا ما بقيمتها الدولارية، وهو ما دفع القليلين نحو سوق الأسهم معتبرين إياها بمثابة بنك مرتبط بالتضخم – بحيث يتم شراء أسهم لإيداع سيولة ثم بيعها من أجل سحب هذه الوديعة.

 

- يرى خبراء أنه من المستحيل وجود وسيلة حماية كاملة من التضخم المفرط كما أن الفقراء لديهم طرق قليلة للغاية يمكنهم التحوط بها في مواجهة ارتفاع الأسعار.

 

 

- ما يحدث في فنزويلا يمكن أن ينطبق على دول أخرى، فالعامة من الشعب يديرون أموالهم من خلال الاستثمار في سلسلة مختلفة من الأصول ودفع القليل من الرسوم والاستفادة من الفوائد المنخفضة، وبالطبع، كلما كان الشخص على دراية بصناعة المال، كان أقل ارتكابا للأخطاء.

 

- يعد الدرس في فنزويلا واضحا وقاسيا للغاية، فهو يظهر الأهمية الشديدة لمعرفة كيفية إدارة الأموال والتنبه لوسائل التحوط ضد التضخم.

 

- حتى لو حدثت تغييرات طفيفة عند إدارة الأموال، فإن هذه التغيرات ستحدث فارقا كبيرا في العائد على المدى الطويل، وبالنسبة للفنزويليين، في وقت التعامل مع التضخم المفرط، فإن المدى الطويل يكون الأسبوع القادم.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.