نبض أرقام
03:00 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/11/25
2024/11/24

ما سبب الضغوط التي تواجهها شركات التكنولوجيا الكبرى في الصين "علي بابا" و"تنسنت" و"بايدو"؟

2018/09/10 أرقام

يواجه قطاع الأعمال في الصين ضغوطا هذا العام، وطالت هذه الضغوط شركات التكنولوجيا الكبرى "بايدو" و"تنسنت" و"علي بابا" التي لطالما اعتبرت كيانات لا يمكن وقف نموها نتيجة هيمنتها على التجارة الإلكترونية والبحث على الإنترنت والألعاب الإلكترونية في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وفقا لتقرير نشرته "وول ستريت جورنال".
 

 

الحكومة الصينية

 

- في العام الجاري، أصبحت الشركات التكنولوجية الثلاث "بايدو – علي بابا – تنسنت" مثار جدل في الوقت الذي تواصل فيه نظيراتها الأمريكية الكبرى (فيسبوك – آبل – أمازون – نتفليكس – جوجل) النمو وبلوغ قيمتها السوقية مستويات قياسية.

 

 

- ارتفعت أسهم الشركات التكنولوجية الأمريكية الخمس خلال 2018 بالتزامن مع تراجع الشركات الصينية الثلاث التي يستثمر فيها "فانجارد جروب" و"بلاك روك".

 

- تكمن أول عقبة في طريق شركات التكنولوجيا الصينية في الحكومة نفسها حيث إن قوة ونمو "علي بابا" و"بايدو" و"تنسنت" في الحياة اليومية للمواطنين في الصين بشكل كبير جعلتها تقع تحت أيدي الحكومة التي تطالب بالهيمنة على الاقتصاد.

 

- بالنسبة لـ"تنسنت" – التي تجني أكثر من 90% من إيراداتها في الصين – فإن المزيد من التدقيق الحكومي قد طالها، ولا يمكن الموافقة على أي ألعاب جديدة أو مبيعات لمنتجات ترتبط بهذه الألعاب مثل أسلحة الواقع الافتراضي إلا بعد موافقة بكين، وهو ما يؤثر سلبا على نصف إيراداتها السنوية.

 

- تسبب تجميد بكين لبعض منتجات "تنسنت" في انخفاض أرباحها خلال الربع السنوي الثاني للمرة الأولى منذ عام 2005.

 

- لا يبدو أن هذا الأمر سينتهي قريبا، فقد أعلنت الحكومة في الأسبوع الماضي أنها ستواصل فرض قيود على إصدار ألعاب الفيديو وتحديد توقيتات لممارسة هذه الألعاب على الشباب.

 

- تزامن مع ذلك انتقادات من الإعلام الحكومي في الصين لشركات التكنولوجيا المنتجة لألعاب الفيديو واتهمتها بالتسبب في مشكلات اجتماعية، كما أن "بايدو" – المدرجة على "ناسداك" – واجهت اتهامات بأن محتواها يهدد السلم الاجتماعي في البلاد.

 

- تحاول السلطات التنظيمية في بكين أيضا تقييد نمو شركات الـ"فنتك" مثل "علي بابا" وذراعها "أنت فاينانشيال" و"ويشات" التابعة لـ"تنسنت" نظرا لهيمنتهما على سوق الدفع على الإنترنت بعيدا عن بنوك الدولة بالإضافة إلى المنتجات المالية المباعة على منصتيهما.

 

تنافسية متنامية محليا
 

- أما مصدر الضغوط الآخر على "بايدو" و"علي بابا" و"تنسنت"، فهو تزايد التنافسية في السوق المحلي مع ظهور منافسين جدد يحاولون بشكل كبير جذب أكبر قدر من المستخدمين لمنتجاتهم، وهو ما أدى إلى تراجع حصة الشركات الثلاث من الإيرادات في السوق.

 

- في نفس الوقت، أسفرت التنافسية عن تراجع احتكار الشركات الثلاث في الصين لبعض الخدمات، فعلى سبيل المثال، جمعت "Bytedance" – التي تدير موقعا لألعاب الفيديو – ثلاثة مليارات دولار في شكل تمويل خاص قفز بقيمتها إلى 75 مليار دولار.

 

- تهيمن تطبيقات "بايتدانس" على 10% من وقت مستخدمي الجوال في الصين، وهو ما تسبب في تآكل حصة "تنسنت" التي تراجع استخدام تطبيقاتها في البلاد إلى 48% خلال العام الماضي من 54%.

 

- بالنظر إلى "علي بابا" التي استحوذت على سوق التجارة الإلكترونية في الصين، تواجه الشركة حاليا منافسة شرسة من شركة "Pinduoduo" التي حققت نموا سريعا بفضل عروض خصوماتها للمستهلكين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

 

- ردت "علي بابا" على هذه العروض باستثمار مليارات الدولارات في متاجر وخدمات توصيل على الإنترنت لدعم تباطؤ بعض أنشطتها.

 

- ربما يكمن الحل في مواجهة هذه الضغوط في توجه الشركات الثلاث إلى أسواق خارجية والتوسع بعيدا عن الصين من خلال استراتيجية شراء منافسين أصغر حجما – على غرار ما تفعله "تنسنت" بالفعل التي استحوذت على "سكوير إنيكس" اليابانية كما استهدفت "علي بابا" شراء المنافس في جنوب شرق آسيا "لازادا".

 

- حققت "تنسنت" 3% من إيراداتها فقط من خارج الصين خلال العام الماضي، بينما جنت "علي بابا" 8% من إيراداتها من الأسواق العالمية في الربع الثاني هذا العام.

 

- لا يزال من السهل على اللاعبين الكبار في سوق التكنولوجيا الصيني جني المزيد من الإيرادات عن الطريق الرهان محليا حيث يمكن لـ"تنسنت" على سبيل المثال إضافة المزيد إلى أرباحها ونموها من تطبيقها للتواصل الاجتماعي "ويشات" الذي يقدر عدد مستخدميه بحوالي مليار مستخدم.

 

- حققت "تنسنت" في العام الماضي دولارين فقط كإيرادات عن كل مستخدم من الإعلانات، وهو ما يقل كثيرا عما جنته "فيسبوك" الذي بلغ 25 دولارا لكل مستخدم في أمريكا الشمالية.

 

- رغم تراجع أسهم "تنسنت" و"علي بابا" و"بايدو" هذا العام والضغوط التي تواجهها الشركات الثلاث، إلا أن التوقعات لا تزال تشير إلى استمرار انتعاشها ونموها ما لم تتدخل بكين بمزيد من القيود التنظيمية أو يظهر منافسون جدد.

 

 

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.