نبض أرقام
06:31
توقيت مكة المكرمة

2024/07/12
2024/07/11

خطة "مارشال" لإعادة بناء أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية..ما هي ملامحها؟

2018/09/21 أرقام

تُعرف خطة "مارشال" بأنها برنامج أشرفت على تنفيذه الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية لمساعدة دول أوروبية على التعافي من الدمار الذي خلفته الحرب –  وفقا لتقرير "إنفستوبيديا" – وكشف عنها وزير الخزانة الأمريكية "جورج مارشال" أثناء خطاب بجامعة "هارفارد" عام 1947، وتم تمرير الخطة عبر الكونجرس الأمريكي تحت مسمى "برنامج التعافي الأوروبي" (ERP).

ولمعرفة ملامح هذه الخطة، يجب استعراض حالة اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، ولماذا استدعى الأمر خطة كهذه:



البداية

اعتمدت خطة "مارشال" على منح ما يقرب من 13 مليار دولار كمساعدات لدول أوروبية للتعافي من آثار ما بعد الحرب، حيث احتاجت تلك الدول لتحقيق استقرار اقتصادي وإعادة بناء محاور النقل والطرق والزراعة والمصانع والمدن المدمرة.

كانت الولايات المتحدة وقتها القوة الرئيسية الوحيدة التي لم تعاني من خسائر فادحة جراء الحرب، وهو ما جعل الأمريكيون يعرضون تقديم المساعدة لإعادة البناء.

- رأي "مارشال" الشيوعية خطرا على أوروبا وتهديدا لاستقرارها فضلا عن تأثير الاتحاد السوفييتي المتنامي أثناء وبعد الحرب، وتصاعدت التوترات بين دول شرق وغرب أوروبا.

على الجانب الآخر، رأى الاتحاد السوفييتي خطة "مارشال" بمثابة طريقة للتدخل في الشؤون الداخلية لدول أوروبية، وتسبب هذا الاعتقاد في رفض بولندا وتشيكوسلوفاكيا للمساعدات الأمريكية.

اعتبر تنفيذ خطة "مارشال" أيضا بداية للحرب الباردة بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين من جهة وبين الاتحاد السوفييتي وحلفائه من جهة أخرى.

- علاوة على ذلك، كان لخطة "مارشال أثر بالغ في تشكيل حلف شمال الأطلسي "الناتو" – الحلف العسكري بين أمريكا الشمالية وأوروبا – الذي تأسس عام 1949.



أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية

كانت الحرب العالمية الثانية مدمرة للكثير من الدول، فقد قتل ملايين المواطنين وجرح العديد والعديد بإصابات بالغة بالإضافة إلى تعرض بعض المدن لإبادة جماعية.

دُمرت دول رئيسية ومدن صناعية وثقافية رائدة في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا بشكل كبير، وتحدثت تقارير وقتها عن أن الكثير من الدول كانت على شفا مجاعة شديدة بسبب نقص المحاصيل الزراعية والإنتاج الغذائي نتيجة الحرب.

تعرضت البنية التحتية للنقل في أوروبا – سكك حديدية وطرق وجسور وموانيء – لأضرار ودمار هائل بسبب الغارات الجوية وغرقت أساطيل سفن تجارية وحربية للعديد من الدول.

تم تنسيق إعادة إعمار تلك الدول وفق خطة "مارشال" بعد اجتماع ضم دولا أوروبية في النصف الثاني من عام 1947، وراقب كل التحركات أجهزة الاستخبارات السوفييتية.

وقع الرئيس الأمريكي "هاري ترومان" على خطة "مارشال" في الثالث من أبريل/نيسان عام 1948 وتم توزيع المساعدات المالية على 16 دولة أوروبية من بينها بريطانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا وألمانيا الغربية والنرويج، وكانت مليارات الدولارات التي التزمت واشنطن بمنحها تشكل 5% من الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي في ذلك الوقت.


ملامح خطة "مارشال"

- بموجب خطة "مارشال"، تم منح مساعدات للعديد من الدول بناء على عدة معايير أبرزها مدى حجم الدولة كقوة صناعية – على غرار ألمانيا الغربية وفرنسا وبريطانيا – وجاء ذلك اعتقادا من "مارشال" ومساعديه بأن تعافي هذه الدول سيؤثر بشكل إيجابي وفوري على التعافي في أوروبا ككل.

- يعني ذلك أن الدول المتلقية للمساعدات الأمريكية لم تكن متساوية فيما تلقته كما أن دولا مثل إيطاليا – التي حاربت في صف ألمانيا النازية فيما عرف بقوات "المحور" – والدول التي ظلت على الحياد كسويسرا تلقت مساعدات مالية أقل من واشنطن بعكس الدول الحليفة لأمريكا.

كانت ألمانيا الغربية استثناء، فعلى الرغم من أن ألمانيا بأكملها دمرت بنهاية الحرب، إلا أن "مارشال" ورفاقه رأوها محركا أساسيا وداعما رئيسيا للاقتصاد في اوروبا.

بوجه عام، تلقت بريطانيا تقريبا ربع المساعدات المالية الممنوحة من أمريكا وفق خطة "مارشال" في حين تلقت فرنسا أقل من الخُمس.

بناء على حسابات التضخم، تقدر قيمة حزمة مساعدات خطة "مارشال" (13 مليار دولار) بعد خمسين عاما من إقرارها بحوالي 88 مليار دولار.

تأثير الخطة

كان هذا الأمر مثار جدل واسع خلال العقود التالية لتنفيذ خطة "مارشال" حيث يرى البعض أنه مع انتهاء فترة تنفيذ البرنامج، أصبحت أوروبا الغربية بالفعل على طريق التعافي الاقتصادي، في حين يرى آخرون عكس ذلك.

بنهاية فترة تنفيذ الخطة عام 1952، تخطى النمو الاقتصادي في الدول المتلقية للمساعدات مستويات ما قبل الحرب العالمية الثانية.

يعني ذلك انتصار كبير ونجاح منقطع النظير لخطة "مارشال" ونتائجها الإيجابية على أوروبا – على الأقل من الناحية الاقتصادية.

تسبب اعتماد دول أوروبية على المساعدات المالية الأمريكية في فتح مسارات تجارية بين القارة العجوز والولايات المتحدة، فبدون تدخل واشنطن، لم تكن البنية التحتية من منشآت وطرق وسكك حديدية وجسور وموانيء ومطارات – لتبنى من الأصل.

قال الرئيس الأمريكي "هاري ترومان" في أحد خطاباته مزهوا بالفخر: "الولايات المتحدة أول دولة عظمى تطعم وتدعم الدول المحتلة".

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة