نبض أرقام
04:32
توقيت مكة المكرمة

2024/07/12
2024/07/11

من السند إلى إندونيسيا.. كيف حول مهاجر وابنه متجر العائلة إلى شركة عالمية مليارية؟

2018/10/26 أرقام - خاص

فر "خانشاند فاسواني" من مسقط رأسه هاربًا من الصراعات الداخلية إلى إندونيسيا حيث استقر وأسس متجرًا لبيع المنسوجات، وذات يوم قبل أن ينقل إدارة أعماله إلى ابنه "موهان"، أخبره أنه سيدير شركة عالمية تتجاوز عملياتها نطاق الحدود الوطنية يومًا ما، وهي نبوءة أظهرت الأيام مدى صحتها، فبعد 70 عامًا يدير نجله الآن واحدة من أكبر الشركات في سنغافورة والتي تعمل في أسواق عالمية عدة.

 

 

اليوم، يشغل "موهان" البالغ من العمر 80 عامًا منصب رئيس مجلس إدارة "تولارام جروب" التي تتخذ من سنغافورة مقرًا لها، وتقدر قيمتها بنحو 1.8 مليار دولار، وتتركز عملياتها في أربعة مجالات رئيسية هي المنتجات الاستهلاكية، والخدمات الرقمية، والطاقة، والبنية التحتية.

 

أصل الفكرة

 

- جاء الاسم تيمنًا بـ"سيث تولارام" وهو والد "خانشاند"، وكان طبيبًا يحظى بتقدير وسمعة طيبة في إقليم السند خلال الاحتلال البريطاني للمنطقة، وانصب اهتمامه آنذاك على رعاية الفقراء والمرضى، وبحسب الموقع الرسمي للشركة فإن مجموعة المبادئ الخيرية الخاصة به هي التي تتبناها الشركة هذه الأيام.

 

- الابن الأصغر لـ"سيث" وهو "خانشاند"، وقد هاجر إلى إندونيسيا من السند في ثلاثينيات القرن العشرين، ثم دشن متجر "توكو فاسواني" في مدينة مالانج عام 1948، وبعد 9 سنوات من تأسيس أعماله الخاصة، ضم ابنه "موهان" حينما كان في العاشرة من عمره، ثم نقل إليه الإدارة وعمره تسعة عشر عاما.

 

 

- انضم "فيشامار أدناني" إلى الشركة عام 1961، ويشغل اليوم منصب نائب رئيس مجلس الإدارة، بعدما ساعد في تنمية أعمال متجر المنسوجات وتوسيعها لتشمل تجارة التجزئة والجملة والأقمشة والملابس.

 

- بعد انضمام "فيشامار" بسنوات قليلة، وسع "خانشاند" نطاق أعماله التي قادتها منذ تلك اللحظة شركة "تولارام" في إندونيسيا وافتتح منافذ أخرى في مدن جديدة، وفي عام 1968، أنشأ مكتبًا في سنغافورة.

 

- بحلول عام 1970، تحولت "تولارام" إلى تصنيع المنتجات بدلًا من التجارة فيها فقط، وأنشأت أول مصنع لها في باتو الإندونيسية، ثم أعقبته بسلسلة من المنشآت الإنتاجية المتخصصة في أعمال النسيج داخل إندونيسيا وبلدان أخرى.

 

الحلم يصبح حقيقة

 

- بحلول العام 1975، نقلت الشركة مقرها الرئيسي إلى سنغافورة طمعًا في مزيد من التوسع العالمي، وفي العام التالي، كانت من أوائل الشركات السنغافورية القليلة التي تدخل إلى السوق النيجيري، وعلى المستوى الداخلي بدأت "تولارام" تعزيز الخط القيادي ليشمل مجموعة من كبار المتخصصين في مجال الأعمال.

 

 

- خلال حقبة الثمانينيات، تنوعت أعمال الشركة، فشملت المنسوجات كمجال أساسي، بجانب العقارات والسلع الاستهلاكية، كما شهدت إلحاق أفراد الجيل الثالث من عائلة "فاسواني" بالعمل في "تولارام".

 

- في العام 1982، غامرت الشركة ببدء عمليات لتصنيع الألياف في الولايات المتحدة، وفي نفس العام بنت مجمعًا سكنيًا في سنغافورة، وبعد 7 سنوات، توسعت في تصنيع البوليمرات عبر إنشاء مصنع في المملكة المتحدة.

 

- خلال التسعينيات، شرعت الشركة في مرحلة جديدة من التوسع، فوصلت إلى 18 دولة حول العالم، ونوعت أعمالها أكثر لتشمل المنتجات الورقية والتوزيع وغير ذلك، وفي عام 1996 فتحت أول مصنع للشعرية سريعة التحضير في نيجيريا.

 

 

- منذ بدء الألفية الجديدة، ركزت "تولارام" على تثبيت أقدامها في المناطق الجغرافية التي توسعت إليها، وتطورت من كونها مجرد مصنع للسلع إلى إدارة سلسلة القيمة بأكملها، وعمقت عملياتها في قطاع السلع الاستهلاكية، واستثمرت في مجالات البنية التحتية والطاقة والخدمات الرقمية.

 

- تقول الشركة إنها تمتلك نشاطًا تجاريًا مترامي الأطراف في الوقت الراهن، إذ تنتشر أعمالها في آسيا وأوروبا وإفريقيا، ولها روابط تجارية مع شركات في أكثر من 75 دولة، وبجانب المجالات الرئيسية الأربعة لها، فإنها تقدم خدمات مالية أيضًا.

 

التميز صنع مجدًا

 

- بينما تسيطر العائلة على الشركة، يتم تشغيل العمليات في جميع وحداتها وعددها ثماني عشرة وحدة بواسطة مديرين محترفين، يتم تشجيعهم على الابتكار وتجربة الأفكار الجديدة، ويقول "موهان" لـ"بلومبرج": لسنا خائفين من شيء، نقتفي أثر الفرص، ونحن على استعداد لتحمل المخاطر.

 

- ينسب "موهان" ثقافة المجموعة إلى انحدار عائلته من السند، وهي مقاطعة في باكستان اشتهرت بإفراز رواد الأعمال في الداخل والخارج، ويشير إلى عدم اتباعه نموذج العمل العائلي الآسيوي التقليدي الذي تترابط فيه العمليات والثروة وأفراد العائلة وتدار من خلال الأب المؤسس.

 

- بدلًا من ذلك يقول "موهان": قررنا  بقاء جميع الأفراد على مستوى المساهمين، إذا ارتكب شخص متخصص قادم من الخارج خطأ ما، يمكننا معاقبته، لكن مع تولي أفراد العائلة للمسؤولية تصبح الأمور أكثر حساسية.

 

 

- تتركز ملكية الشركة في يد "موهان" وابنيه، وثلاثة من أبناء أخواته، و"فيشامار"، ويعمل لدى "تولارام" ما يزيد على 10 آلاف موظف، مقارنة بألف فقط في السبعينيات، ويفضل المالكون النمو الطبيعي بعيدًا عن عمليات الاستحواذ.

 

- يقول "موهان" إن ريادة الأعمال تتطلب القدرة على تمييز الفرص والاستفادة منها، عبر تدشين الأنشطة التجارية، ومعالجة الفجوات، وإشباع الحاجات، ويضيف: لقد تمكنا من القيام بذلك في الأسواق النامية، فمواجهة مواطن القصور لدى القطاع العام تقع على عاتق نظيره الخاص، مثل مسؤولية خلق فرص العمل، وتطوير البنية التحتية، وتوفير السلع والخدمات الأساسية، فهذه فرص جيدة لنشاط تجاري جيد ومجتمع أفضل.

 

 

- تقول صحيفة "بزنس تايمز" إن مجموعة "تولارام" تملك مكتبًا عائليًا في سنغافورة يدير أصولًا قدرها 500 مليون دولار، وإنها استعانت سابقًا بمصرف "جولدمان ساكس" بجانب بعض الخبرات الشابة لإدارة 100 مليون دولار من أموالها.

 

- تخطط الشركة لتحويل محفظتها تلك إلى صندوق تحوط مع قبول أموال من خارج العائلة بحلول العام القادم، ما يشكل دخولًا قويًا للمرة الأولى إلى مجال إدارة الأصول، وخطوة قد تشكل تهديدًا ومنافسة لصناديق التحوط التقليدية في آسيا، على حد وصف الصحيفة السنغافورية.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة