احتشدت مجموعة من كبار الساسة الصينيين الأسبوع الماضي لافتتاح أطول جسر بحري على مستوى العالم يربط هونج كونج بمدينة "تشوهاي" و"ماكاو"، وناقشت "الإيكونوميست" في تقرير أبعاد هذا المشروع الذي تراه أكثر من كونه مجرد جسر.
وكان على رأس الحضور في افتتاح المشروع الرئيس الصيني "شي جين بينج" ولفيف من قادة الحزب الشيوعي الحاكم، وهو ما أعطى شعورا للمتابعين بأنه رمز سياسي وليس مشروعا لتسهيل حركة النقل.
"دولة واحدة.. ونظامان"
- بدأ إنشاء الجسر منذ تسع سنوات، ويصل طوله إلى 55 كيلومترا، وبلغت تكلفة الإنشاء ما يقرب من عشرين مليار دولار، ويتكون من ست حارات مرورية وأنفاق أسفل جزر اصطناعية عبر دلتا نهر "بيرل".
- أشاد نائب رئيس الوزراء الصيني "هان تشينج" بالمشروع واعتبره داعمًا لسياسة "دولة واحدة بنظامين" التي أُطلقت أواخر تسعينيات القرن الماضي عقب استعادة الصين "هونج كونج" من بريطانيا و"ماكاو" من البرتغال.
- وصف البعض تصريحات "هان" بالمخادعة نظرًا لكون المشروع مجرد طريقة لربط "هونج كونج" البالغ عدد سكانها سبعة ملايين نسمة بالوطن الأم، فيما وصفت مديرة إقليم "هونج كونج" "كاري لام" الجسر بـ"الفرصة السانحة" كي تلعب مدينتها دورا نشطا في التنمية الوطنية بشكل أكبر، كما أعربت عن إعجابها الشديد بالإبداع الهندسي والمعماري في تشييده.
- أثيرت شكوك بين مواطني "هونج كونج" بشأن جدوى الجسر، فهناك خط سكك حديدية لقطارات فائقة السرعة تربط إقليمهم بمدينة "شنتشن"، وهناك حاجة أقل لإنشاء روابط جديدة بـ"ماكاو".
- هناك أيضًا زوارق تعبر بالمسافرين بين "هونج كونج" ومدن أخرى بالصين رغم أن الجسر ربما يسهم في إطلاق خطوط حافلات تمر من خلاله، ولكن هذه المركبات سوف تكون أقل سرعة من الزوارق نظرًا لحاجتها لأخذ تصاريح عبور من "هونج كونج" و"ماكاو" و"تشوهاي"، وهي عملية تستغرق أكثر من أسبوعين.
- بلغت حصة "هونج كونج" من فاتورة المشروع 120 مليار دولار هونج كونج (ما يقرب من 15 مليار دولار)، ويرى محللون أن هذا المشروع وغيره يعد نموذجا لمحاولات المدينة الحصول على رضا الحكومة المركزية في "بكين".
- يأتي افتتاح المشروع بعد أكثر من أربع سنوات على اندلاع ما عرف بـ "ثورة المظلات" التي احتشد فيها الآلاف من المواطنين لمطالبة الحكومة المركزية بإجراء انتخابات ديمقراطية، وسحبت سلطات المدينة مؤخرا ترخيص عمل أحد المحررين الصحفيين لمناقشته استقلال الإقليم التابع لـ"بكين" إداريًا لما وصفه مسؤولون بتجاوز خطوط حمراء.
- أظهر تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية في أبريل/نيسان أن هناك مخاوف متزايدة حيال إجراءات حكومة "هونج كونج" المؤثرة سلبيًا على حقوق الإنسان وحرية التعبير من بينها تجريم أفعال كالسخرية من النشيد الوطني للصين.
نافذة على أسواق عالمية
- حاول مسؤولون في الغرب إثارة الجدل مع الصين بشأن سياسة "دولة واحدة بنظامين" أوائل ثمانينيات القرن الماضي، وتمت إثارة هذا الجدل مجددًا منذ سنوات من جانب حكومة تايوان.
- عام 1984، تحدث وزير الخارجية البريطاني مع نظيره الصيني بأن "هونج كونج" تعد بمثابة "مزهرية مينج" وذات قيمة لا تقدر بثمن.
- لم تتفق بريطانيا والصين مطلقًا على عبارة "دولة واحدة بنظامين"، في حين رأت "بكين" في ذلك الوقت أن تسلم "هونج كونج" كان بمثابة نافذة على أسواق حرة وقوية.
- تحدث مسؤولون في السابق عن مدى أهمية هونج كونج للصين ومنحها مدخلاً في أسواق رؤوس الأموال الأجنبية والتكنولوجيا والتقنيات الإدارية.
- لا يزال إقليم "هونج كونج" مهمًا للصين كمركز مالي عالمي، وبعيدا عن بعض الغضب بين قادة الحزب الشيوعي من تصاعد أصوات تطالب بهوية محلية لمواطني المدينة، تتراجع قيمة عبارة "دولة واحدة بنظامين".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}