نظرة خاطفة على شوارع المدن الرئيسية حول العالم، من واشنطن إلى لندن مرورًا ببرلين ثم كييف ووصولًا إلى بكين، وغيرها من المدن المكتظة بالسكان والمفعمة بالنشاط، يبدو جليًا الوقت المهدر خلال ساعات الذروة والأعياد على حساب ساعات الإنتاج أو الراحة المحتملة، بحسب تقرير لموقع "إنسياد نولدج" التابع لكلية "إنسياد" للأعمال.
يعلق المواطنون في تلك الصناديق المعدنية ذات العجلات، والتي تزن مئات الكيلوجرامات، وتتحرك ببطء نتيجة الازدحام الشديد، لكن لعل أكثر ما يعانون منه في هذا الوقت هو استنشاق الهواء المعبأ بجزيئات مسرطنة.
بالتأكيد يمكن للبشرية تقديم حل أفضل لهؤلاء، ولحسن الحظ هناك لاعبون صناعيون وباحثون يعكفون على تسريع التحول إلى السيارات الكهربائية، لكن في الوقت نفسه يجرى تداول أساطير زائفة حول هذه التقنية.
هذه الأساطير تقول، إن التحول إلى السيارات الكهربائية بمثابة نقل لمصدر التلوث والاستهلاك من المركبة نفسها إلى محطات الكهرباء التي تعمل النفط والغاز والفحم والطاقة النووية في أماكن أخرى، كما أن إنتاج البطاريات والتخلص منها يشكل تلوثا خطيرا.
ومن أشهر هذه المعلومات الزائفة أيضًا، الانهيار المحتمل لشبكة الكهرباء مع الطلب المتزايد، بالإضافة إلى كون هذا النمط من السيارات لا يسمح بالتزود بالوقود (الشحن الكهربائي) سريعًا كما في أنماط محركات الاحتراق الداخلي وهو بطبيعة الحال لا يسمح بالسفر لمسافات طويلة.
4 معلومات زائفة حول تقنية السيارات الكهربائية |
|
المعلومة |
الشرح |
استهلاك الطاقة |
- كل محرك يزود سيارة واحدة بالطاقة، ومع كل مركبة جديدة يجب تصنيع واحد آخر، ويأخذ المحرك مصدر الطاقة الأساسي (مثل البنزين والغاز) ويحوله عبر ما يصل إلى 6 آلاف انفجار في الدقيقة إلى حركة تجاه الأمام.
- أما تحويل الطاقة الأساسية إلى كهرباء فهو أمر مختلف، فلا ينبغي فرض أي قيود حول حجم أو وزن محطات الطاقة التي تدشن خارج المدن في الأساس، ولا حاجة لأن تكون قابلة للتنقل.
- يمكن لمحطة طاقة واحدة خدمة ملايين السيارات والآلات، وحتى يمكن معالجة التلوث الناتج عن مصدر واحد، مما يجعل الاستثمار في مراقبة البيئة أكثر كفاءة.
- إذا كانت الآلة يجب أن تكون أصغر حجمًا وأخف وزنًا وتصنع على نطاق كبير مع قابلية للتنقل، فمن المؤكد أنها تفقد الكفاءة، وبالفعل نتيجة هذه التنازلات تصل كفاءة محركات الاحتراق الحديثة في السيارات إلى ما يزيد قليلًا على 20% مقارنة بـ70% لمحطات الطاقة الحديثة.
- بمعنى آخر، إذا كانت 10 لترات من البنزين تسمح لمحرك الاحتراق الداخلي بالتحرك مسافة 100 كيلومتر، فإنها ستولد من الكهرباء ما يكفي للتحرك أكثر من 350 كيلومترًا. |
البطاريات |
- تشير التقديرات إلى أنه حتى مع معرفة البشر الحالية، لا تزال البطاريات المستهلكة تمتلك صلاحية تفوق العشر سنوات من الاستخدام في مهام ثابتة.
- في النهاية، يجدر الإشارة إلى أن السيارات التقليدية تحتاج أيضًا بطاريات، وبالتالي فإنها تشكل نفس التهديد البيئي إن وجد. |
الطلب على الكهرباء |
- تستهلك السيارة الكهربائية حوالي 20 كيلو واط في الساعة لكل 100 كيلومتر، لذا إذا تم استبدال جميع السيارات في ألمانيا من خلال أنماط كهربائية، فسيكون هناك استهلاك إضافي للكهرباء قدره 80 مليار كيلو واط (أو ألف كيلو واط في الساعة للفرد) من الكهرباء سنويًا.
- حاليًا، تستهلك ألمانيا 6600 كيلو واط في الساعة للفرد الواحد سنويًا، ومن السهل عليها زيادة هذا الاستهلاك إلى 7600 كيلو واط، وهذا من شأنه وضع ألمانيا على نفس المستوى الاستهلاكي مع روسيا واليابان وبلجيكا وسويسرا.
- علمًا بأن هذا المستوى سيظل أقل بكثير مما في كوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا (8 آلاف إلى 10 آلاف كيلو واط للفرد)، وكذلك الولايات المتحدة والسويد وفنلندا (أكثر من 10 آلاف كيلو واط للفرد). |
الشحن ومدى السير |
- لا تتسبب محطات البنزين في تلويث المياه الجوفية وإحداث تلوث شمي، بل تشغل مساحات مميزة في المدن المزدحمة وتحد من قيمة العقارات في الجوار.
- على النقيض من ذلك، فإن فرص شحن السيارات الكهربائية لا تحتاج إلى أي بنايات ويمكن دمجها بسهولة في البنية التحتية القائمة بالفعل لمواقف السيارات والمرائب.
- بفضل ذلك، يمكن شحن السيارات الإلكترونية باستمرار عندما لا تكون قيد الاستخدام، وبالنظر إلى أن معدل استخدام السيارة في العالم الصناعي يبلغ أقل من 5% من اليوم، فلا توجد مشكلة تتعلق بوقت إعادة الشحن.
- كما لا يضطر المستهلكون إلى الانتظار بجوار سياراتهم لحين تزودها، ولا يتعين عليهم الانتظار حتى يصبح الخزان فارغًا تقريبًا، كل ما عليهم فعله، إيصال المقبس وقتما أرادوا ذلك، حتى إن كان هناك 80% من الطاقة المتبقية.
- أما عن مدى السير، ووفقًا لمسح أجرته المفوضية الأوروبية، تراوح متوسط المسافة العادية لرحلات أيام العمل الأسبوعية في عدد من البلدان بين 15 كيلومترًا في إيطاليا وأقل من 35 كيلومترًا في إسبانيا و40 كيلومترًا في المملكة المتحدة، و80 كيلومترًا في بولندا.
- خلص التقرير أيضًا إلى أن مثل هذه المسافات يمكن تغطيتها بشكل مريح عن طريق السيارات الكهربائية المتوافرة في الأسواق حاليًا. |
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}