توسعت تطبيقات مشاركة الركوب مثل "أوبر" و"ليفت" في أنشطتها وخدماتها في أسواق حول العالم وغيرت من مفاهيم التنقل للمسافرين، ولكنها في نفس الوقت، ألحقت أضراراً بالمطارات لا سيما في أمريكا الشمالية، وفقا لتقرير نشرته "الإيكونوميست".
وأوضح التقرير أنه في أمريكا الشمالية، تجني المطارات دخلاً من ساحات انتظار السيارات، ويشكل هذا الدخل 40% من إيرادات تلك المطارات من مصادر أخرى غير شركات الطيران، وتشكل أنشطة تأجير السيارات وحدها خُمس الإيرادات.
فشل الحظر
- أعلن مديرو العديد من المطارات في أمريكا الشمالية أن إيراداتها من ساحات انتظار السيارات تشهد تراجعا مستمراً بنسبة 10% فأكثر سنويا، ورغم محاولات البعض منها حظر مركبات "أوبر" و"ليفت" في البداية، إلا أن سائقيها وجدوا طرقا متعددة للالتفاف على الحظر لجذب الزبائن من مناطق قريبة.
- بعد فشل الحظر، أتاحت جميع مطارات أمريكا الشمالية لـ"أوبر" و"ليفت" استخدام مرافقها ومنشآتها وجذب الزبائن بشكل عادي لتبحث المطارات عن طرق أخرى لتعويض الإيرادات المفقودة.
- أظهر تقرير صادر عن شركة "إل إي كيه كونسلتينج" الاستشارية أن تأثير هذه التطبيقات على المطارات متزايد، ففي الفترة بين عامي 2014 و2017، قفز عدد رحلات الأمريكيين عن طريق "أوبر" و"ليفت" من وإلى المطارات من 8% إلى 62%.
- على النقيض، هبط استخدام الأمريكيين لسيارات التاكسي التقليدية في التنقل للمطارات من 37% إلى 8% في الفترة المذكورة.
- غيّر هذا التوجه طريقة تنقل المسافرين الأمريكيين من وإلى المطارات في المناطق الحضرية الرئيسية بشكل خاص، وفي مطار "سان فرانسيسكو" على سبيل المثال، تزايد عدد مستخدمي تطبيقات "أوبر" و"ليفت" بين عامي 2014 و2017 إلى سبعة أضعاف، في حين هبطت نسبة مستخدمي التاكسي إلى النصف.
ما البدائل المتاحة أمام المطارات؟
- تشكل "أوبر" و"ليفت" مشكلة حقيقية للمطارات التي يعتمد جزء من إيراداتها على تأجير السيارات ودخل ساحات الانتظار وشركات تأجير المركبات والتي تدرّ أموالاً أعلى بكثير من تلك التي تجنيها من وراء هذا النوع من الأعمال.
- بالنظر إلى سبعة مطارات رئيسية في أمريكا وأستراليا وبريطانيا وسنغافورة، اكتشفت "إل إي كيه كونسلتينج" أن كل رحلة عن طريق التاكسي التقليدية تحقق إيرادات للمطار بنحو 3.50 دولار في المتوسط مقارنة بما يجنيه المطار من رحلة تطبيقات مشاركة الركوب التي تدرّ فقط 2.90 دولار في المتوسط.
- الأسوأ من ذلك ثورة تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة، والتي تقود نفسها ذهابا وإيابا دون الحاجة لدفع رسوم انتظار في ساحات المطارات، وتخطط "جوجل" بالفعل لإطلاق خدمة تاكسي ذاتي القيادة في مدينة "فينيكس" خلال ديسمبر/كانون الأول، الأمر الذي يشكل تهديداً فورياً على المطارات.
- تقترح "إل إي كيه كونسلتينج" تعويض المطارات لهذه الإيرادات المفقودة عن طريق الإبداع والتطوير في خدماتها وفي الرسوم التي يمكن أن تجنيها من تلك التطبيقات – كفرض رسوم مرنة على سبيل المثال بناء على التوقيت في الرحلات والانتظار ومكان توقف ووصول السيارة، وهو ما يعني فرض المزيد من الرسوم على المسافرين.
- رغم ذلك، يمكن للسلطات التنظيمية التدخل ووضع قواعد صارمة لعدم استغلال المطارات ملكية الأراضي والمرافق والمنشآت لجني أموال إضافية من المسافرين.
- بدأ القلق يتسرب بالفعل إلى حكومات عالمية من الزيادة المستمرة للزحام المروري والتلوث الذي تسببه "أوبر" وغيرها من تطبيقات مشاركة الركوب، وهو ما دفع البعض منها لإطلاق خدمات نقل عامة في المطارات.
- تدرس السلطات في مطار "هيثرو" في لندن على سبيل المثال تخصيص مناطق لتطبيقات مشاركة الركوب والتاكسي التقليدية بعيداً عن صالات الوصول والمغادرة بالمطارات من أجل تشجيع المسافرين على استخدام وسائل النقل العامة.
- لو نجحت وتوسعت هذه الفكرة حول العالم، فإن جمع المزيد من الرسوم من تطبيقات مشاركة الركوب سيكون بمثابة تصحيح مؤقت لتهديدات هذه التطبيقات.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}