نبض أرقام
04:32
توقيت مكة المكرمة

2024/07/12
2024/07/11

تجارة التجزئة.. شركات بحجم دول ومنافسة تقلص الأرباح

2018/11/30 أرقام - خاص

على الرغم من استحواذ الشركات التكنولوجية، مثل "أمازون" و"فيسبوك" و"ألفابيت" وغيرها على عناوين التقارير الاقتصادية حول حجم المبيعات ونمو القيمة السوقية، إلا أن شركات أخرى تعمل في مجال تجارة مواد البقالة تبقى أيضًا ضمن الشركات العملاقة بأحجام كبيرة.

 

شركات عملاقة

 

فلو تم تصنيف "وول مارت" (على سبيل المثال) كدولة لجاءت في ترتيب مقارب لدول متقدمة مثل بلجيكا والسويد، بحجم مبيعات يقترب من نصف تريليون دولار عام 2017، وأرباح إجمالية غير صافية تتخطى 100 مليار دولار.

 

 

وترجع شبكة "سي.إن.بي.سي" الارتفاع الكبير في عائدات "وول مارت" إلى الطفرة الكبيرة التي حققتها سلسلة المتاجر في المبيعات عبر الإنترنت (أون لاين)، فعلى الرغم من أن مبيعات الشركة ككل لم تزد إلا بنسبة 10% فحسب، فإن المبيعات عبر الإنترنت زادت بنسبة 50-60%.

 

وعلى الرغم من هذا التوسع الكبير في أعمال "وول مارت" إلا أن نسبة صافي الأرباح تراجعت من 4.4% عام 2016 إلى 3.9% عام 2017 بسبب المنافسة الشديدة التي تخوضها مع الشركة التريليونية "أمازون" التي أصبحت تتعامل في سوق التجزئة بل والبقالة أيضًا.

 

ولا تقتصر القيمة الكبيرة للمبيعات على "وول مارت" بل تمتد لمنافسيها أيضًا في الولايات المتحدة، بما يشمل: "كروجر"، "كاستو"،"سي.في.إس"، "وولجرين بوتس ألينس" ،"تارجت" ،"لويس كامبني"، "ألبرتون كامبني". وهؤلاء جميعًا يحققون مبيعات بين 60-110 مليار دولار سنويًا وغيرهم يحقق مبيعات بعشرات المليارات أيضًا.

 

صعوبات

 

وعلى الرغم من تحقيق الشركات لمبيعات قياسية خلال الأعوام الماضية إلا أنها بدأت في مواجهة صعوبات كثيرة، لعل أهمها يتعلق بالعمالة، حيث يكشف موقع "جروث إنجينيرينج" أن 17% فقط من مديري متاجر التجزئة يعتقدون أن العمالة لديهم "راضية" وتسعى للاستمرار.

 

 

ويرجع ذلك للعديد من الأسباب، لعل أهمها معاناة العاملين في هذا المجال من غياب أفق واضح للترقي والتطور الوظيفي، ففي كثير من الأحيان يبقى عامل التعبئة في نفس الوظيفة طيلة عمره، وكذلك الأمر بالنسبة لعمال وضع المواد الغذائية على الرفوف مثلًا.

 

ولا شك أن معاناة المتاجر الصغيرة تزيد كثيرًا عن تلك الكبيرة، فالأخيرة تستطيع بسهولة الانتقال إلى عالم التجارة الإلكترونية، ففي الوقت الذي نمت فيه مبيعات التجزئة المباشرة في المملكة المتحدة بمليار جنيه إسترليني فقط العام الماضي، زادت المبيعات الإلكترونية 18 مليار جنيه إسترليني.

 

ولا تستطيع المتاجر الصغيرة تحمل تكلفة إقامة شبكات إمداد واسعة لعملائها، فضلًا عن التكاليف التكنولوجية لإقامة المواقع الإلكترونية وعمل التطبيقات على الهواتف الجوالة، بما يجعلها عرضة للكثير من الخسائر.

 

استراتيجية البقاء

 

ويصبح البديل لذلك هو الوجود على شبكات التواصل الاجتماعي، التي توفر إمكانية الوصول لمستهلكين في أماكن بعينها، حتى أن دراسة لموقع "سمول بيزنيس" كشفت حصد المتاجر التي تحظى بوجود قوي على شبكات التواصل بمبيعات تزيد بـ25% في المتوسط عن تلك التي تغيب عن تلك المواقع.

 

كما يجب على تلك المتاجر إقرار استراتيجية تسويق مختلفة عن تلك التي تتبعها المتاجر الكبرى، فالأخيرة تعتمد على منطق توافر "كل شيء" للمستهلك، بينما يكون على المتاجر الصغيرة التركيز على سلع بعينها وتوفير تخفيضات تجذب المستهلكين، وتدفع الموردين لإمدادهم بها بتخفيضات جيدة.

 

 

وفي بعض الحالات تمكنت بعض متاجر التجزئة الصغيرة من الحصول على عائدات تفوق التي تحصدها الكبيرة، حتى تشير تقديرات "سمول بيزنيس" إلى حصول بعضها في المملكة المتحدة على 10-15% كصافي ربحية.

 

ووفقًا لدراسة نشرتها "سي.إن.بي.سي" فإن المتاجر التي تبيع مباشرة للمستهلكين لديها فرصة لتحقيق وفورات أكبر بنسبة 28% في بعض الحالات من تلك التي تبيع عبر الإنترنت، بسبب تكلفة النقل والمخازن والإعلانات الباهظة التي تتكبدها شركات المبيعات "أون لاين".

 

ويرى "فيليب كوتلر" رائد التسويق الأبرز أن المتاجر الصغيرة لديها الفرصة في الانتعاش مستقبلًا في ظل استمرار رغبة المستهلكين في رؤية ما يشترونه بشكل مباشر وليس عبر التطبيقات، ففي الولايات المتحدة يعتقد 56% من المستهلكين بضرورة قيامهم بالشراء بأنفسهم ولو على فترات، بما يجعل فرصة تلك المتاجر قائمة، شريطة التحلي بـ"الذكاء" في العرض والتسويق واستهداف الجمهور الملائم.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة