شهدت الأسواق الناشئة تقلبات شديدة هذا العام بفعل عوامل عديدة مثل قوة الدولار تزامناً مع رفع الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي، ولكن بعض الساسة تحدثوا عن مضاربات متعمدة هي ما أدت إلى فوضى عارمة، وبعد أن هدأت الأمور نوعاً ما، تساءل تقرير نشرته "الإيكونوميست": هل تتعافى عملات الأسواق الناشئة؟
من أبرز عملات الأسواق الناشئة التي شهدت خسائر حادة أمام الدولار هذا العام الروبل الروسي الذي هبط بأكثر من 20% والبيزو المكسيكي الذي انخفض بنسبة 15% والروبية الإندونيسية التي تراجعت 12% بالإضافة إلى خسائر البيزو الأرجنتيني والليرة التركية.
تعافٍ جزئي
- خلال أحد المؤتمرات، كرر رئيس الوزراء الماليزي "مهاتير محمد" نفس التحذيرات التي أطلقها في خطاب منذ عشرين عاماً في خضم الأزمة المالية الآسيوية وتعثر روسيا في سداد ديونها والفوضى التي عمّت الأسواق الناشئة.
- قال "محمد" إن هذه الفوضى والتقلبات الشديدة في عملات الأسواق الناشئة تعد نتاج مضاربات مشبوهة على العملات، ولكن يرى محللون أن التذبذبات هذا المرة مختلفة ولا علاقة لها بالمضاربين.
- أفاد تقرير صادر عن معهد التمويل الدولي بأن التذبذبات القوية التي واجهتها أسواق العملات في بداية العام الجاري تم تصحيحها مؤخراً بشكل كبير، وبدأت عملات بعض الاقتصادات الناشئة في التعافي أمام الدولار.
- من بين تلك العملات الليرة التركية التي تلقت دعماً من زيادة الصادرات التركية بنسبة 22% في سبتمبر/أيلول مقارنة بنفس الفترة من عام 2017 بالإضافة إلى التوقعات بتحول الحساب الجاري نحو تحقيق فائض بحلول نهاية 2018.
- في الأرجنتين أيضا، تعافى "البيزو" جزئياً من خسائره الحادة أمام الدولار بدعم من انخفاض واردات البلاد مما نتج عنه تحقيق فائض تجاري في سبتمبر/أيلول.
- شهدت العديد من عملات الأسواق الناشئة – التي تعرضت لتقلبات عنيفة في الصيف الماضي – بعض التعافي، فقد ارتفعت الليرة التركية بأكثر من 25%، وصعدت عملات الأرجنتين وروسيا والبرازيل وجنوب إفريقيا، كما سجلت عملتا الهند وإندونيسيا بعض المكاسب أمام العملة الأمريكية في الأسابيع الأخيرة.
الأمور ليست وردية تماما!
- ربما تغير عملات الأسواق الناشئة اتجاهها سريعاً، فالأمور ترجع في الأساس إلى عوامل الاقتصاد الكلي، وتُظهر هذه العوامل في بعض الدول تباطؤاً.
- في تركيا والأرجنتين على سبيل المثال، لا يزال النمو الاقتصادي ومعدل التضخم يتجهان في مسارات غير جيدة، فقد ارتفعت أسعار المستهلكين بأكثر من 45% في الأرجنتين خلال عشرة أشهر هذا العام وبنسبة 25% في تركيا.
- تراجع الإنتاج الصناعي الأرجنتيني بنسبة 11.5% في سبتمبر/أيلول مقارنة بنفس الفترة قبل عام، كما هبطت مبيعات السيارات في الدولتين إلى حد كبير.
- رغم ذلك، لا يزال التضخم تحت السيطرة في دول أخرى كالهند وإندويسيا (أدنى 4%) وفي البرازيل (دون 5%)، وتسبب انخفاض أسعار النفط في تقليل الضغط على أسعار المستهلكين، وهذا من شأنه إزالة سبب رفع البنوك المركزية معدل الفائدة ومحو تهديد النمو.
- في المجمل، تسارع نمو الاقتصادات الناشئة في عامي 2017 و2018 بأكثر من عامي 2015 و2016، ورغم الحرب التجارية بين أمريكا والصين، إلا أن صادرات تلك الاقتصادات لا تزال قوية.
- لا يزال عدم اليقين سائداً في العالم بشأن مدى تفاقم التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين – أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم – وتأثير ذلك على الأسواق الناشئة.
- يرى خبراء أنه رغم ما سببته الأرجنتين وتركيا من تذبذب في الأسواق الناشئة هذا العام، إلا أن الصين لا تزال تشكل مركز الثقل والتأثير الأكبر في تلك الأسواق.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}