نبض أرقام
07:47 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

"ريو تينتو".. 145 عامًا من الحفر في القاع لبلوغ قمة

2018/12/15 أرقام - خاص

قبل نحو قرن ونصف القرن، اجتمعت مجموعة من المستثمرين الأوروبيين والبريطانيين الراغبين في إعادة فتح سلسلة من مناجم النحاس التاريخية في جنوب إسبانيا لإعادة استخدامها والاستفادة من مواردها في خضم الثورة الصناعية التي تشهدها القارة العجوز.
 

 

نتيجة هذه الرغبة، أعلن مولد "ريو تينتو" -والتي يعني اسمها "النهر الأحمر"- في المملكة المتحدة عام 1873، وهي الآن ثاني أكبر شركة تعدين في العالم، وتصل قيمتها السوقية إلى 100 مليار دولار ويعمل لديها أكثر من 45 ألف موظف وعامل على مستوى العالم، وتسجل مبيعات سنوية قرب الأربعين مليار دولار.

 

وبشكل دائم فإن "ريو تينتو" تبحث وتنقب عن المعادن، بالإضافة إلى إجراء عمليات المعالجة والصقل لبعض المواد، وتتركز أعمالها في خمسة مجالات أساسية، هي الألومنيوم والنحاس والماس والطاقة وخام الحديد، لكن وصول الشركة إلى هذه المكانة مر خلال 145 عامًا بالعديد من عمليات الهيكلة والاندماج والاستحواذ.

 

بداية بطيئة لكن كبيرة
 

- المناجم التي حصل عليها تحالف المستثمرين من الحكومة الإسبانية في سبعينيات القرن التاسع عشر، كانت خاملة إلى حد كبير بعدما دخلت إلى الخدمة لأول مرة عام 750 قبل الميلاد، حين أمدت حضارات اليونان وروما القديمة بالنحاس والذهب والفضة، بحسب الموقع الرسمي للشركة.
 

- بعد إعادة فتحها، أصبحت "ريو تينتو" أكبر منتج للنحاس عالميًا خلال الفترة بين عامي 1877 و1891، وجاء ذلك بفضل مرافق المعالجة الجديدة التي أقامتها الشركة، وتبنيها تقنيات جديدة عززت الإنتاج وحسنت جودته.
 

- في عام 1905، انضم رائد الأعمال ومهندس التعدين الأمريكي "هربرت هوفر" (الذي أصبح فيما بعد الرئيس الحادي والثلاثين للولايات المتحدة) إلى مجموعة من رفاقه في تشكيل شركة "زنك كوربرشن"، (ستصبح لاعبًا رئيسيًا في تحول أعمال "ريو" في وقت لاحق) والتي طورت أساليب جديدة لاستخراج الزنك من المخلفات المتبقية من عمليات استخراج الفضة والرصاص في أستراليا.
 


- بحلول عام 1925، تولى إدارة الشركة مجلس جديد برئاسة السير "أوكلاند كامبل-جيديس"، والذي أطلق سلسلة من المشاريع المشتركة وقاد سلسلة من التطويرات التكنولوجية وعمليات التوسع، والتي شكلت بداية حقيقية لتحول "ريو تينتو" بعيدًا عن تعدين النحاس في إسبانيا لتصبح شركة تنقيب عالمية.
 

- في عام 1949 اندمجت الشركتان البريطانيتان "زنك كوربرشن" مع "إمبريال سملتنغ" تحت اسم "ذا كونسلدتيد زنك كوربرشن" والتي طورت مناجم اليورانيوم في أستراليا، ووسعت نطاق أعمالها بعد ذلك ليشمل جنوب إفريقيا ونامبيا وإندونيسيا، بحسب "التلغراف".
 

- في عام 1962 جاءت اللحظة الأهم في تاريخ "ريو تينتو"، عندما اندمجت أعمالها البريطانية والإسبانية مع أعمال "زنك كوربرشن" تحت اسم "أر تي زد كوربرشن" في المملكة المتحدة و"سي آر إيه ليمتيد" في أستراليا، قبل أن تدمج كل الأعمال معًا في شركة واحدة بعد عقود.

 

ترسيخ المكانة العالمية
 

- افتتاح منجم "ماونت توم برايس" في منطقة بيلبارا الأسترالية عام 1966، جعل الشركة ثاني أكبر مورد لخام الحديد في العالم، وذلك قبل أن تضيف الشركة إلى محفظتها "يو إس بوراكس" التي انتعشت أعمالها بفضل أزمة الطاقة في السبعينيات، ومع أرباحها الكبيرة تمكنت "ريو تينتو" من شراء أصول التعدين لشركة "بي بي" عام 1989.
 

- مع الاستحواذ على أصول "بي بي" مقابل 4.3 مليار دولار، أصبحت "ريو تينتو" أكبر منتج للنحاس في العالم، ومنتجاً رئيسياً للحديد والتيتانيوم، وبعد 6 سنوات اندمجت أعمال "آر تي زد كوربرشن" و"سي آر إيه ليمتيد"، لتكونا شركة واحدة مدرجة ببورصتي لندن وسيدني.
 

 

- حاليًا تتركز 79% من أصول "ريو تينتو" في أستراليا، ونيوزيلندا، وأمريكا الشمالية، فيما تتوزع بقية الأصول بين دول إفريقيا وآسيا، وتنتج مجموعة واسعة من السلع، منها النحاس والذهب والفضة والنيكل والماس والفحم الحراري وفحم الكوك واليورانيوم والحديد الخام، بجانب بعض خدمات التكرير والتسويق للمعادن النفيسة.
 

- مطلع هذا العام، منحت الشركة مساهميها 1.80 دولار لكل سهم، ليبلغ إجمالي التوزيعات عن عام 2017 2.90 دولار للسهم الواحد، وهو أعلى مستوى في تاريخ الشركة على الإطلاق، ويزيد بنحو 71% عما سجلته قبل عام.
 

- يعني ذلك أن عائدات المستثمرين النقدية بلغت 9.7 مليار دولار، بحسب موقع "ماينينغ" المعني بأخبار قطاع التنقيب، تزامنًا مع ارتفاع صافي ربح عام 2017 بأكمله بنسبة 90% إلى 8.8 مليار دولار، مقارنة بـ4.6 مليار دولار في 2016.

 

لكن النجاح لم يأتِ مجردًا
 

- في عام 1998، توفي عشرة عمال في حادث انهيار منجم للتلك (يعرف أيضًا باسم الطلق) في النمسا، وكان ذلك أحد أسوأ الحوادث التي تشهدها الشركة، ما دفعها إلى التركيز بشكل كبير على إدارة السلامة.
 

- في أعقاب الأزمة المالية، وتحديدًا خلال عام 2010، وبعد فشل عرض "بي إتش بي بيلتون" للاستحواذ على الشركة، تم تصفية استثمارات بقيمة 11 مليار دولار وأصدرت أسهمًا إضافية بقيمة 15.2 مليار دولار لتعزيز موازنتها العامة.
 

 

- في أواخر عام 2017، أقامت السلطات التنظيمية الأمريكية دعوى قضائية ضد الشركة، بدعوة تضليلها للمستثمرين بشأن صفقة استحواذ على أصول للفحم في موزمبيق، تقول إنها تسببت في خسائر فادحة.
 

- على إثر هذه القضية، قالت "رويترز" في وقت لاحق من هذا العام، إن لجنة الاستثمارات والأوراق المالية في أستراليا ستقيم دعوى قضائية هي الأخرى قد "ريو تينتو" ومسؤوليها السابقين المتورطين في فضيحة التلاعب.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.