أصبحت رضيعة من جمهورية الكونغو الديمقراطية معجزة طبية ورمزا لمواجهة فيروس إيبولا القاتل، بعد نجاتها من الوباء وعمرها ستة أيام فقط، بحسب ما قاله مسؤولو الصحة في البلاد.
وأُصيبت والدة الرضيعة بنديكت بمرض الإيبولا، وتوفيت أثناء ولادتها وانتقل الوباء للطفلة، التي أصبحت تعرف باسم "معجزة بيني" بعد الشفاء.
وسريعا ظهرت أعراض الفيروس عليها بعد عدة أيام فقط، واستغرق علاجها خمسة أسابيع على مدار الساعة لإبقائها على قيد الحياة.
وتركت بنديكت المستشفى، يوم الأربعاء، وعادت إلى منزلها برفقة والدها وعمتها.
وقالت متحدثة باسم وزارة في الكونغو لبي بي سي: "كان والدها توماس منفعل للغاية... إنها طفلته الأولى".
وتحول مرض الإيبولا إلى وباء وعدوى مميتة في أفريقيا، يتسبب في الحمى الشديدة والقيء والإسهال والنزيف الداخلي والخارجي.
ومن المعروف أن احتمالات النجاة ضعيفة ويموت نصف المصابين تقريبا، ويكون الأطفال أكثر عرضة للخطر وفرصهم في البقاء على قيد الحياة تكون أقل.
أصغر مريض
خلال مرحلة تفشي المرض هذه، كانت هناك 27 حالة إصابة بإيبولا بين أطفال لم يبلغوا عامهم الأول، توفي منهم 21 حالة.
وتبقى قصص النجاة من المرض لحالات مثل الطفلة بنديكت نادرة.
وولدت بنديكت في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2018، وتلقت العلاج والرعاية في مركز علاج الإيبولا في مدينة بيني، والتي كانت الأكثر تضررا من تفشي المرض في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ونظرا لأنها أصغر مصاب بالوباء حظيت باهتمام كبير من قبل الأطباء والمتطوعين هناك.
وأصبحت الطفلة تعرف باسم "معجزة بيني".
ما هو إيبولا؟
الإيبولا مرض فيروسي يقتل 50 في المائة من الناس الذي يصابون بالعدوى.
وتظهر الأعراض الأولية للمرض في صورة حمى مفاجئة وآلام في العضلات والتهاب الحلق.
ثم يصاب المريض بالإقياء والإسهال، وفي بعض الحالات المتقدمة يكون هناك نزيف داخلي وخارجي.
ويصاب البشر بالمرض جراء الاتصال الشديد مع الحيوانات المصابة، منها قردة الشمبانزي ووطواط الفاكهة والظباء.
ويكون المصاب مصدر عدوى طالما كانت الدماء والإفرازات من جسده محملة بالفيروس، ويمكن أن يستمر هذا لأكثر من سبعة أسابيع قبل التعافي.
"مثير للقلق"
ويعد تفشي فيروس إيبولا في الكونغو الديمقراطية الآن ثاني أكبر حالة تفشي للوباء في التاريخ.
وتُظهر أحدث الأرقام أن هناك 515 حالة إصابة و303 حالة وفاة.
وتشخص منذ أكتوبر/تشرين الأول، إصابة حوالي 33 شخصا بالوباء كل أسبوع، إضافة لانتقال العدوى إلى الأطفال والنساء.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن الوضع في البلاد "مثير للقلق" ولا يزال هناك "خطر كبير للغاية" لانتشار المرض بشكل أكبر.
وتمكنت البلاد من استخدام أدوات جديدة لم تكن متوفرة في حالات التفشي السابقة.
وقد تم إعطاء ما يقرب من 45 ألف شخص لقاح فيروس إيبولا، ولأول مرة يتم اختبار العديد من عقاقير الإيبولا التجريبية.
لكن الجهود المبذولة لاحتواء الفيروس تعوقها الصراعات في المنطقة، حيث نزح أكثر من مليون شخص من ديارهم وانتقل اللاجئون إلى البلدان المجاورة.
وصعبت الجماعات المسلحة من مهمة العاملين في مجال الرعاية الصحية للقيام بما يلزم لمواجهة تفشي المرض، بما في ذلك تعقب الأشخاص الذين قد يكونوا على اتصال مع الأفراد المصابين.
ويحاول مسؤولو الصحة أيضا التعامل مع ثلاث حالات منفصلة لتفشي شلل الأطفال، فضلا عن تفشي الكوليرا والملاريا.
وتستعد البلدان المجاورة للكونغو للحالات التي تنتشر عبر الحدود، وقد بدأت أوغندا بالفعل بتلقيح عمال الرعاية الصحية ومن المقرر أن يبدأ جنوب السودان كذلك حملة للتلقيح ضد الوباء.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}