تسبح شركة آبل عكس التيار منذ سنوات، لكن يبدو أنها بدأت تخسر المعركة، بعد أن رفع رئيسها التنفيذي، تيم كوك، أسعار منتجها الرئيس آيفون، وبدأ في بيع خدمات العملاء ومنتجات أخرى مثل ساعة آبل.
ونجحت استراتيجية كوك في البداية وتخطت قيمتها السوقية تريليون دولار في أغسطس/آب، قبل أن تخسر 50% من هذه القيمة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.
ويعد آيفون حتى الآن من أهم منتجات شركة آبل، وشكل نحو ثلثي مبيعات العام الماضي، لكن مبيعات أجهزة آيفون مشتقرة منذ 2015، مما قلص من إقبال ملايين المستثمرين على أحد أكبر الأسهم في السوق.
بدأت الأوضاع تتغير في نوفمبر/تشرين الثاني، عندما أوقفت آبل الإعلان عن مبيعات الآيفون، ثم أعلنت الأربعاء الماضي، أنها لن تحقق مستهدفاتها من المبيعات في الربع الأخير من 2018، بسبب تراجع الطلب على آيفون في الصين بشكل رئيسي.
وانخفض سهم آبل 36% منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول، وخلال الأسبوع الماضي انخفضت القيمة السوقية لآبل دون أمازون ومايكروسوفت وألفابت المالكة لغوغل، بعد أن خسرت 500 مليار دولار من قيمتها على مدار 3 أشهر.
رغم كل هذا تبقى آبل شركة قوية وجيدة، ولا تزال تتوقع تحقيق مبيعات ربعية بـ84 مليار دولار، ما يبقيها في المرتبة 33 في قائمة فورتشن 500، ولكن إذا أرادت آبل النمو من جديد فعليها أن تضع خطة جديدة.
معضلة مُبتكر آبل
خلف كوك، العبقري الراحل ستيف جوبز، والذي كان يعرف ما يريده المستهلكون قبل أن يعلم معظمهم أنهم يريدون ذلك، وخلال فترة عمله الثانية كرئيس تنفيذي للشركة، من 1997 إلى 2011، أشرف جوبز على تطوير نظام "ماكنتوش"، وتطوير جهاز آيبود بالإضافة إلى الآيفون.
وعندما توفى جوبز في 2011، اعتقد المشككون أن نجاح الشركة غير المسبوق سينتهي بسرعة، ولكن كوك كان كبير مساعدي جوبز، وكان قد بنى شبكة لشركاء وموردي آبل تعتبر الأفضل عالميا، ويبدو أن المشككون كانوا على خطأ، إذ نجح قام كوك في استغلال النجاح الذي أنجزه جوبز في آيفون.
وقبل عام، حققت شركة آبل مبيعات قياسية بلغت 88.3 مليار دولار، وأرباحا بقيمة 20.1 مليار دولار والتي تعتبر أفضل أرباح فصلية لأي شركة أمريكية في التاريخ.
وتبلغ النقود التي جمعتها آبل 237 مليار دولار، أي أكثر من اقتصادات للعديد من الدول الأوروبية متوسطة الحجم، رغم كل هذا فشلت آبل في تقديم ابتكارات رائدة بعد وفاة جوبز.
وقالت لورا ديديو، محللة قطاع التكنولوجيا في ITIC: "لن نستطيع استعادة جوبز من جديد، على آبل القيام بالمزيد".
مشكلات آيفون
رغم عشرات المنافسين الناجحين في مجال الهواتف الذكية، إلا أن هاتف آبل لا يزال ينافس بقوة، وإن تراجعت المبيعات خلال السنوات الثلاث الأخيرة مقارنةً بمبيعات 2015.
وترى مؤسسة IDC، أن المشكلة ليست عند آبل فقط، حيث انكمشت سوق الهواتف الذكية بشكل عام خلال الفصول الأربعة الماضية.
حل الخدمات وعقباته
ولتعويض الشركة عن ركود الابتكار، اتجه كوك وفريقه إلى أعمال الخدمات، التي تشمل App Store و Apple Music و Apple Pay و iCloud. وبدأوا في بيع تأمين "آبل كير" كجزء من حزمة تسمح للأشخاص بشراء أجهزة آيفون جديدة كل عام.
وفي مقآبلة مع CNBC الأربعاء، أشار كوك إلى أن آبل سجلت مبيعات قياسية من خدماتها المختلفة، وقال إن شركته بدأت برنامجًا تجاريًا يساعد الأشخاص على تقليل سعر الشراء منتجات آيفون الجديدة.
المستقبل
يعد الاختلاف الرئيسي بين مايكروسوفت وآبل أن مايكروسوفت تدير عملاً تجارياً متنوعاً، من ناحية أخرى ، تعتبر آبل شركة استهلاكية، وتشكل منتجاتها الرئيسية الثلاث آيفون وماك وآيباد 80٪ من المبيعات لذا استحدثت آبل بعض التغيرات الكبيرة في السيارات ذاتية القيادة.
وربما لم تكن "آبل" أول شركة تقوم بتطوير الهواتف الذكية وغيرها ولكنها قدمت الأفضل، ويمكنها أن تكرار هذا في السيارات ذاتية القيادة.
ويمكن لآبل خفض الأسعار لتصبح مربحة للغاية للمستهلكين، لكنها تقاوم هذا الطرح، وتستهدف الزبائن غير المهتمين بالتكلفة، وهذا هو إرث ستيف جوبز.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}