نبض أرقام
04:29
توقيت مكة المكرمة

2024/07/12
2024/07/11

لا بد أن تكون لائقاً رياضياً ولكن..هل تهتم الشركات بلياقة الموظفين حقاً أم لها غرض آخر؟

2019/01/09 أرقام

مع بداية العام الميلادي الجديد، ربما يضع أشخاص لأنفسهم أهدافاً صحية بتحسين لياقاتهم البدنية والتخلي عن عادات سيئة، وغالباً ما يفشل أصحاب هذه الأهداف لضعف العزيمة في تنفيذها، ولكن توجد شركات تضع برامج وحوافز تشجع موظفيها على التمسك بهذه الأهداف، فهل تريد ذلك حقاً أم أن لها غرضًا آخر؟ هذا ما يجيب عنه تقرير "الإيكونوميست".

 

 

لا تنخدع بالأرقام

 

- بعض الشركات تحاول – أو كما يبدو – مساعدة الموظفين على اتباع أنظمة صحية من خلال عرض برامج ترفيهية، ومن بين أفضل الأمثلة على ذلك ما تبنته شركة "جونسون آند جونسون" الشهيرة عام 1979 من خطة صحية.

 

- كشفت "جونسون آند جونسون" وقتها عن خطة لمساعدة الموظفين على إنقاص الوزن والإقلاع عن التدخين وخفض ضغط الدم، وزعمت أن هذه الخطة ستسهم في خفض تكاليف طبية بنحو 400 دولار لكل موظف سنويا من خلال تراجع نسبة المعاناة من أمراض القلب وارتفاع وضغط الدم.

 

- مع ذلك، أظهرت بيانات جامعة "كونكتكت" أنه خلال الفترة بين عامي 2005 و2008، زاد معدل التدخين بين الموظفين وارتفعت نسبة الاكتئاب والضغوط بين موظفي "جونسون آند جونسون".

 

- تزامنت هذه المشكلات الصحية مع فترة أعلنت فيها شركة المستحضرات الطبية عن هدف لزيادة إنتاجيتها بنسبة 9% سنوياً، وبالتالي، ربما أصبح الموظفون وقتها أكثر لياقة، ولكن بيئة العمل وضغوطها تسببا لهم في المزيد من المعاناة.

 

- يشير ذلك إلى أن الاهتمام برفاهية وصحة الموظفين موضوع أكثر تعقيداً من مجرد مناقشته أو معالجته ببرنامج تدريبات لياقة بدنية.

 

- أفادت دراسة بحثية أجرتها مؤسسة "Rand Europe" بأن العادات السيئة الواضحة مثل التدخين ومشكلات كزيادة الوزن ليست مرتبطة بضعف إنتاجية العمالة، بل إن المعوقات الكبرى أمام زيادة جهد الموظفين تتعلق بنقص النوم ومخاوف مالية ومشكلات ترتبط بالصحة الذهنية، وكلها عوامل تصب مباشرة في بوتقة ضغوط العمل.

 

 

الخصوصية والتجسس

 

- على ما يبدو، تحاول الشركات تحقيق عائد اقتصادي من تلك البرامج الترفيهية وشبيهاتها، ومن دون شك، يكون للكشف عن هذه البرامج وقع إيجابي على سلوكيات الموظفين نظراً لشعورهم بأن الشركة أو الإدارة تهتم بصحتهم ورفاهيتهم.

 

- المشكلة هنا عندما يشعر الموظف بأنه مراقب، وهو ما يثير مخاوف الخصوصية، فقد تبنت شركات أمريكية تقليداً تجاه الموظفين مثل تخصيص مناطق حظر التدخين والتحدث بصوت مرتفع.

 

- كان لمؤسس شركة "فورد موتور" "هنري فورد" إدارة نفسية تختص بعمل مكالمات هاتفية غير محدد توقيتاتها للاتصال بالعمال ومراقبة أنشطة حياتهم، وعندما يفشل موظف في اختبار متابعة حياته، يُخفض راتبه.

 

- في عصرنا الحالي، هناك ممارسات شبيهة من الشركات ولكن باستخدام وسائل تكنولوجية، فبعض أماكن العمل تقنع الموظفين بارتداء أجهزة لمراقبة أنشطتهم ومستوى عملهم وأداء القلب ونمط نومهم، ونفذت شركة "بي بي" في أمريكا خطة مماثلة عام 2013.

 

- في منظومة العمل التي تعتمد على منح التأمين الصحي للموظفين، ربما تكون هناك أسباب وراء منح الموظفين حوافز صحية وتنظيم خطط سلوكية لهم، ويشبه ذلك ما يُعرض على سائقي السيارات بخفض أقساط التأمين على مركباتهم لو قبلوا مراقبة قيادتهم للسيارة.

 

- سيشعر الموظفون أن الشركات تتجسس عليهم من خلال الأجهزة والوسائل التكنولوجية التي يرتدونها لمراقبة أنشطتهم نظراً لكونها ترسل بيانات ومعلومات عنهم لرؤسائهم في العمل، وسيؤدي ذلك بالطبع إلى فقدان الثقة.

 

- ربما يتحايل موظفون ويعطون هذه الأجهزة لأشخاص آخرين، ولكن شركات في السويد ذهبت إلى أبعد من ذلك عن طريق زرع رقاقات إلكترونية في أجساد الموظفين.

 

- من الممكن ألا يرى شخص مشكلة في إطلاق برامج لياقة بدنية بغرض مراقبة أدائه الوظيفي، ولكن الأزمة تكمن في كونه سيشعر بأنه مطارد أو يتم التجسس عليه. 

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة