بعد مفاوضات تجارية استمرت لثلاثة أيام، قيل إن بكين تعهدت بإجراء إصلاحات هيكلية تحول دون سرقة شركات صينية لأسرار تكنولوجية من منافساتها الأمريكية، ولكن القول سهل، الصعب هو الفعل، ليتساءل تقرير نشرته "وول ستريت جورنال": إلى أي مدى يمكن تحقيق ذلك؟
عُرف عن الشركات الصينية تميزها في تقليد ونسخ المنتجات لا سيما في قطاعات كصناعة السيارات والطيران والرقائق الإلكترونية، وذلك في ظل سعي بكين للحاق بركب الدول الرائدة تكنولوجيا مثل الولايات المتحدة.
حلول عاجلة
- تمتلك الصين قدرات هائلة على تطوير التكنولوجيا فضلا عن سوق محلي ضخم، ولكن الانتقادات لا تزال موجهة إليها بشدة بسبب تتبعها وقرصنتها على الملكية الفكرية الأمريكية.
- تعد سرقة بكين للتكنولوجيا الأمريكية محورا مهماً في النزاع التجاري بين البلدين، ويحاول المفاوضون من واشنطن الحصول على وعود وإجراءات قابلة للتنفيذ من الصين لإجبار الأخيرة على وقف القرصنة على الملكية الفكرية.
- من بين تلك الإجراءات فتح الصين المزيد من قطاعاتها أمام الاستثمار الأجنبي ومعاقبة الشركات التي تستحوذ على تكنولوجيا أجنبية عن طريق القرصنة وخفض رسوم الواردات على السلع فائقة التكنولوجيا.
- في الوقت الحالي، تحتاج الشركات الغربية الترتيب مع شركائها الصينيين قبل إطلاق أي نشاط تجاري مشترك لأن هذه الشراكات كانت في الماضى إحدى الوسائل للاستيلاء على الأسرار التكنولوجية والتجارية.
- قالت نائبة رئيس مجلس الأعمال الأمريكي الصيني "إرين إينيس" إن إزالة الشراكات المشار إليها يعد من أبرز الحلول التي يجب تنفيذها بشكل سريع لحماية الملكية الفكرية.
- تنتظر واشنطن من المفاوضات التجارية مع الصين ليس فقط حماية الأسرار التكنولوجية، بل أيضاً حماية بكين للاستثمار الأجنبي وعقاب المخالفين فضلا عن تيسير متطلبات منح التراخيص والبيروقراطية وتجنب أي تأثير أو فرض شروط من مسؤولين حكوميين.
تحدي الحماية
- اندلعت شرارة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين بعد تحقيقات أجرتها إدارة الرئيس "دونالد ترامب" أظهرت نتائجها وجود خرق تجاري في مواطن عدة من بينها سرقة التكنولوجيا.
- بالطبع نفت بكين هذه الاتهامات مراراً وأعربت عن رغبتها في تسوية أي قلق لدى السلطات الأمريكية حول العلاقات التجارية، وبعد تهديدات وفرض رسوم جمركية متبادلة، تم إطلاق جولات مفاوضات وصفها مسؤولون من البلدين بـ"البناءة".
- أكد مسؤولون على أن هناك تغيرات على الأرض في الإجراءات التجارية والقانونية في الصين وسط رغبة حقيقية من حكومة الرئيس "شي جين بينج" بمساعدة الشركات الأجنبية الراغبة في الاستفادة من فرص النمو في البلاد.
- لا تزال حماية الملكية الفكرية الأجنبية في الصين تشكل تحدياً، ولكن الأمور في طريقها للتحسن كما صرحت رئيسة مجلس الأعمال الأمريكي الصيني، مشيرةً إلى إصدار مسودة تشريعية مؤخراً تهدف للتعامل مع مشكلات الشركات الأجنبية العاملة في الصين.
- تقول شركات أجنبية في قطاع السيارات – على سبيل المثال – إن أي مركبة جديدة تخضع للإنتاج في الصين يجب إخضاعها لتدقيق تكنولوجي لعدة أيام للتأكد من خلو مكوناتها وتكنولوجيا صناعتها من أي سرقة للملكية الفكرية.
طمأنة الغرب
- تحتاج واشنطن لآلية تنفيذ لحماية ملكيتها الفكرية من الاستيلاء عليها من قبل الصين – وليس مجرد وعود – وبناء على هذه الآلية، تتم مراقبة أي قواعد ولوائح واتفاقيات تجارية وإنتاجية.
- يرى مراقبون أن الصين تحتاج بشكل أكبر لطمأنة المستثمرين، حيث إن بعض الشركات لا تريد إنتاج أغلب سلعها الرئيسية في الصين خشية سرقة التكنولوجيا ويفضلون فقط تصديرها إلى المستهلكين في بكين.
- يقلق الأمريكيون من شراء الصين حصصاً في شركات غربية في قطاع الطيران والصناعات الدفاعية بالإضافة إلى بذل بكين جهودا حثيثة لاكتساب قدرات في صناعة الطائرات المدينة والعسكرية.
- زعمت وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون" وشركات الصناعات العسكرية مثل "لوكهيد مارتن" أن سرقة حقوق الملكية الفكرية أتاحت للصين تطوير أنظمة شبيهة وقريبة للغاية من الأسلحة الأمريكية من بينها المقاتلات الحربية والمروحيات والطائرات دون طيار "درون".
- قال مسؤولو "لوكهيد مارتن" إن حماية الملكية الفكرية تمثل مسألة حيوية للصناعات الدفاعية والطيران.
- أما "بوينج" التي تعتمد ربع مبيعاتها من الطائرات المدينة على السوق الصيني وافتتحت منشأة صناعية مؤخراً في "شنغهاي" لطلاء الطائرات "737"، فقد أفاد مسؤولوها بأن الشركة حريصة كل الحرص على حماية تقنياتها وملكياتها الفكرية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}