نبض أرقام
04:21
توقيت مكة المكرمة

2024/07/12
2024/07/11

لماذا تراجعت قيمة "الولاء" لدى الموظفين في الشركات؟

2019/01/19 أرقام - خاص

كثيراً ما تحاول الشركات المختلفة الوصول إلى موظف (عامل) يتمتع بـ"الولاء" لها، حيث يدعم ذلك قدرة الشركة على الاعتماد عليه في مختلف الظروف، ويجعله لا يلتفت كثيراً لعروض العمل الخارجية، ويصبح أكثر التزاماً وحماساً وإبداعاً في العمل.

 

غير أن كتاب "نهاية الولاء: صعود وانهيار الوظائف الجيدة في الولايات المتحدة"، لـ"ريك وارتزمان"، يؤشر إلى نهاية حقبة طويلة من "الموظف المنتمي" ربما إلى غير رجعة.

 

 

أجور ضعيفة

 

فعلى الرغم من التراجع اللافت في مستويات البطالة إلا أن الحال لم يغير الكثير بالنسبة لمعظم العمال، فبالكاد شهد نحو 80% من القوة العاملة الأمريكية زيادة أجور حقيقية تقارب 10% على مدى أربعين عاماً حتى بعد السيطرة على التضخم.

 

كما يتقاضى ما يقرب من نصف القوى العاملة في البلاد أقل من 15 دولاراً في الساعة، ويبقى حوالي ثلث الرجال في مرحلة الشباب إما غير قادرين على توفير ما يكفي لإبقاء عائلة من أربعة أفراد بعيداً عن خط الفقر، أو عاطلين كلياً عن العمل، وهو ضعف ما عانته تلك الفئة قبل 30 عاماً.

 

كذلك توقف أكثر من 10% من الرجال العاطلين عن العمل الذين تتراوح أعمارهم بين خمسة وعشرين وخمسة وأربعين عاماً عن البحث عن عمل - وهو اتجاه سائد بصفة خاصة بين من لا يحملون شهادة جامعية.  

 

وتمثل هذه النسبة 5 أضعاف النسبة  ذاتها في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، حيث كان 2% فقط من هذه المجموعة من الرجال على الهامش يظلون دون محاولة دخول سوق العمل، بما يعكس أن انخفاض البطالة لم يصاحبه انتشال للمهمشين، بل زيادة لعزلتهم.

 

تراجع الدخل الحقيقي

 

وفي الوقت نفسه، يحتفظ عدد قليل من الأمريكيين بمدخرات كافية للتقاعد، حيث إن أرباب العمل قد خفضوا استحقاقاتهم التقاعدية، كما تستمر الشركات في إلقاء المزيد من تكاليف الرعاية الصحية على كاهل موظفيها.

 

 

وقد أفاد مكتب الإحصاء الأمريكي أن متوسط ​​دخل الأسرة ارتفع أكثر من 5% في عام 2015 مثلا، لكن هذه الزيادة لم تقترب من معادلة عقود من الركود، والأهم من ذلك أنه في الوقت الذي بلغت فيه الزيادة المتوسطة 5% فإن الأسر المتوسطة تراجع دخلها الحقيقي بنسبة 4% في 2015 عما كان عليه قبل الأزمة المالية العالمية في 2007.

 

ويُشير الكتاب إلى أن الشركات الأمريكية لا تعاني في واقع الأمر بأي شكل من الأشكال بما يبرر استمرار انخفاض الدخل الحقيقي لغالبية الأمريكيين، وأن إدراك غالبية العمال والموظفين أنهم لا يحصلون على ما يستحقون يدفعهم إلى عدم الولاء لشركاتهم.

 

ولذلك فقد كان تعهد الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" إبان حملته الانتخابية قائلا: "لن نواصل نسيان الرجال والنساء المنسيين (اقتصادياً) في بلدنا بعد الآن" وكان ذلك من الأسباب الرئيسية لانتخابه، ورغم تراجع معدلات البطالة بالفعل إلا أن دخل الأسر الأمريكية المتوسطة لم يشهد تحسناً.

 

ومع تتبع حالات الصعود والهبوط في سوق العمل على مدى سبعين عاماً يتضح مدى تفاوت فرص العمل ومستويات الدخول ومستويات الأمان الوظيفي خلال العقدين الماضيين.

 

"حنين" للخمسينيات

 

فمعظم العمال، على سبيل المثال، أحرزوا تقدماً خلال "العصر الذهبي" في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، ولكن فقط إذا كانوا من الذكور البيض. أما بالنسبة للنساء والأشخاص الملونين، فقد مثلت الشركات الأمريكية بيئة معادية (في كثير من الحالات، لا يزال الأمر كذلك).

 

وعلى الرغم من أن الكثيرين ينظرون إلى تلك الحقبة القديمة ويتذكرونها بفخر كفترة من الاستقرار الذي لا يتزعزع، حيث تميزت بما يعرف ضمنياً "بالتشغيل مدى الحياة" وهو ما يضمن الولاء بدرجة كبيرة إلا أنها لم تكن كذلك في الواقع.

 

فحتى في الخمسينيات والستينيات، لم يكن من غير المألوف أن يحصل شخص ما على 10-12 وظيفة مختلفة خلال حياته المهنية، بل على العكس، لقد كانت قدرة العمال على التنقل دائما سمة إيجابية للاقتصاد الأمريكي.

 

 

ومع ذلك، فقد وجد العمال في السنوات الأخيرة أنفسهم أقل  قدرة على التنقل في الوظائف كما يريدون، وأصبح الانتقال في كثير من الأحيان إجبارياً وليس اختيارياً، مع تراجع الأمان الوظيفي بدرجة كبيرة.

 

وختاماً يحذر الكتاب من أن تدهور حالة العمالة تأتي بينما يزدهر الاقتصاد وينتعش، فما بالنا بالوضع إذا انكمش وتراجع؟.. خاصة مع بدء اتجاه الاعتماد على ميكنة العديد من المجالات واستخدام الذكاء الاصطناعي، بما يعطي انطباعاً بمستقبل أشد صعوبة للعاملين تتراجع فيه قيمة الولاء باستمرار.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة