نبض أرقام
08:29 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

"هنري سي".. الملياردير الذي صارع الفقر في صغره قبل اعتلاء قوائم الأثرياء

2019/01/27 أرقام - خاص

في قصة نجاح قد تبدو مشابهة لمغامرات العديد من العصاميين الأثرياء أمثال الملياردير "جيف بيزوس" الذي بدأ من مرأب منزله معتمدًا على إمكانياته الذاتية المحدودة، استطاع "هنري سي" -توفي في التاسع عشر من يناير/كانون الثاني عن عمر يناهز 94 عامًا- جمع المليارات ووضع اسمه في مكانة متقدمة بقوائم أثرياء العالم.
 

على عكس مغامرة الرجل الأغنى في العالم، فإن "سي" طارد النجاح في واحدة من أراضي الفرص المحدودة وفي ظل ظروف أكثر صعوبة.
 

 

من قبل، تناولنا قصص نجاح في ما يعرف ببلاد الفرص المحدودة، مثل "كارلوس سليم" في المكسيك، و"جورج ليمان" في البرازيل، لكن قصة اليوم تبدأ من الجانب الشرقي للكرة الأرضية، في آسيا، حيث استطاع "سي" مجابهة التحديات في الفلبين منذ بدأ عمله بمتجر صغير قبل عقود إلى أن أصبح أغنى رجل في البلاد.

 

نشأة قاسية وطموح متعثر
 

- ولد "هنري سي" في الخامس عشر من أكتوبر/تشرين الأول عام 1924 لعائلة فقيرة في جينجيانغ، تشيوانتشو الصينية، لكنه هاجر إلى الفلبين عندما أكمل عامه الثاني عشر، وعمل لأكثر من 12 ساعة يوميًا في متجر أسسه والده هناك، والتحق بإحدى المدارس الأنجلو-صينية، لكنه عانى إتقان الإنجليزية.
 

- عمله في هذا المتجر أيقظ رائد الأعمال بداخله خاصة بعدما اصطدم بالواقع المزري الذي يعيشه أبوه، فبدأ بوضع استراتيجيات لتعظيم الدخل، وطور عدداً من المنتجات التي يعرضها للبيع، بطريقة جعلت المتجر يشبه إلى حد ما محال البقالة والخضراوات الكبيرة المنتشرة في الوقت الراهن.
 

- كانت استراتيجيات "سي" ناجحة ومكنته من تحقيق مبيعات قوية، ما جعله ينهمك في العمل أكثر، حتى نسي طفولته وأهمل الأنشطة والألعاب التي عادة ما يمارسها الفتيان في مثل عمره، لكنه أدرك لاحقًا محدودية قدرات متاجر البقالة التقليدية في الفلبين.
 

 

- يبدو أن وعي "سي" بعدم قدراته على الانطلاق بقاعدة أعماله نحو المزيد من التوسع لم يكن كافيًا لإحباطه، والأكثر أنه مع احتلال اليابان للفلبين خلال الحرب العالمية الثانية انهار الاقتصاد وركدت حركة البيع والشراء، وفقًا لموقع "بزنس تيبس".
 

- لكن الضربة التالية كانت موجعة حقًا، إذ فوجئ الشاب ذات يوم في عام 1946 بألسنة النيران تتصاعد من متجره وتلتهم كل شيء بناه بجوار والده الذي قرر أن يعود أدراجه إلى البلد الأم.
 

- أصبح "سي" بائعًا متجولًا كي يتمكن من إعالة نفسه، وفي أحد الأيام أثناء جولة العمل التقليدية أصابته شظية لا يُعلم مصدرها، فنزف حتى كاد يفارق الحياة لولا صديقه الذي هرع به إلى المستشفى (رد الجميل لهذا الصديق بجعله شريكًا له في أعماله لاحقًا)، بحسب موقع "ساكسِس ستوري".

 

الإصرار على المُضي قدمًا
 

- على الرغم من كل شيء، قرر "سي" البقاء في الفلبين وبدأ أعماله الخاصة ببيع الأحذية الرخيصة المصنعة في ماريكينا، وفي عام 1949 تمكن من اقتراض الأموال من أحد المصارف الصينية واستخدمه في تعزيز تجارته إذ أسس متجرًا في مانيلا، والذي نمت مبيعاته سريعًا.
 

- لتحسين مهاراته في البيع والشراء، قرر "سي" الانضمام لجامعة الشرق الأقصى وحصل منها على درجة الليسانس في الدراسات التجارية عام 1950، وحصل آنذاك على الجنسية الفلبينية قبل أن يضطر إلى التخلي عن طموحه الدراسي ويتفرغ لممارسة الأعمال.
 

 

- مع النجاح الباهر لمتجره الأول في مانيلا، قرر "سي" وأصدقاؤه التوسع بإنشاء المزيد من الفروع، لكنه فشل في اكتساب ثقة الموردين الذين رفضوا إمداده بالمخزونات الكافية، ليقرر تنويع أعماله ببيع الملابس وغيرها بمساعدة والدته.
 

- في عام 1958، كان "سي" قد ادخر ما يكفي من المال لتأسيس أول متجر للأحذية تحت العلامة "شو مارت"، وتزامن ذلك مع عودة الاقتصاد الفلبيني لمساره الصحيح، ورغم إضافة منفذين جديدين سريعًا، لم يكن "سي" راضيًا عن الأداء فأضاف قسمًا للأجهزة الكهربائية بالمتاجر.
 

- خلال الستينيات توسعت أعماله بقوة، وفي السبعينيات تحولت "شو مارت" إلى سلسلة مراكز تجارية متكاملة متعددة الأقسام، وتم تغيير الاسم إلى "إس إم"، وبحلول عام 1985 افتتحت المجموعة مركزاً تجارياً على مساحة شاسعة في مدينة كويزون، واليوم تمتلك 43 مركزًا مثله في الفلبين والصين.

 

التربع على عرش الإنجازات
 

- مع إنجازاته الكبيرة في مجال الأعمال وإضافاته للاقتصاد الفلبيني، حصل "سي" على جائزة رجل الإدارة لعام 1999 من نادي "ماكاتي" للأعمال، والدكتوراه الفخرية في إدارة الأعمال، وصنفته وسائل الإعلام كأحد رموز الأعمال الخيرية.
 

- يشغل "سي" حاليًا منصب رئيس مجلس الإدارة الشرفي لـ"إس إم إنفستمنتس"، والتي تعد إحدى أكبر مجموعات الأعمال في الفلبين، إذ حققت إيرادات سنوية قدرها 6.7 مليار دولار عام 2016، وتصل قيمتها السوقية لأكثر من 21 مليار دولار، وتشمل أعمالها قطاعات التجزئة والبنوك والعقارات والسياحة، ويعمل لديها ما يزيد على 85 ألف موظف.
 

 

- تصدر "سي" قائمة "فوربس" لأغنى الرجال في الفلبين طيلة 11 عامًا، ويعكس تدرج قيمة ثروته خلال السنوات الأخيرة قدرة أعماله على مواصلة النمو وتعزيز القيمة، وقُدرت ثروته الصافية بنحو 20 مليار دولار في 2018 مقارنة بـ2.7 مليار دولار فقط في 2009.
 

- من مقولاته الشهيرة: يجب أن يكون لديك حلم، سواء كان كبيرًا أم صغيرًا، ومن ثم تخطط وتركز وتعمل بجد، وينبغي أن تصمم بقوة على تحقيق أهدافك، واعلم أنه لا بديل عن العمل الجاد.
 

- حول أعمال المراكز التجارية، قال "سي": إنشاء مركز تجاري ليس مهمًا بتدشين مبنى فحسب، المهم هو المزيج التجاري الذي نروج له، نحن نسعى جاهدين لخدمة وضمان راحة الجمهور، نريد أن يمثل التسوق في مراكزنا تجربة فريدة وممتعة.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.