نبض أرقام
11:37 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/11/24
2024/11/23

نعم فعلتها إستونيا وتفوقت على الكبار .. نموذج المجتمع الرقمي الذي يحتذى به

2019/02/11 أرقام

في الوقت الذي تصارع فيه الحكومات حول العالم تحديات تكنولوجية، بما في ذلك جمع البيانات والذكاء الاصطناعي والتهديدات السيبرانية، تقدم إستونيا نموذجا لكيفية بناء مجتمع رقمي، ونظرا لكونها دولة صغيرة، وضعت إستونيا بصمة كبيرة على الساحة العالمية، حسب تقرير لشبكة "سي إن بي سي".

 

اجتذبت الدولة الواقعة في منطقة البلطيق التي يبلغ عدد سكانها 1.3 مليون نسمة اهتمام قادة العالم والأكاديميين بفضل مجتمعها الرقمي المتطور.

 

 

وقالت رئيسة إستونيا "كرستي كالجوليد" في مقابلة سابقة مع الشبكة الإخبارية: "لدينا جيل نشأ وهو يعلم أنك تتواصل رقميا مع مدرستك لأنا نملك نظاما تعليما رقميا، وحتى مع طبيبك تتواصل عن طريق برامج الصحة الإلكترونية".

 

وتوضح "كالجوليد": "الحكومة الإستونية تقدم للمواطنين ما لا يمكن أن يقدمه إلا القطاع الخاص".

 

تستطيع تقديم إقرارك الضريبي عبر الإنترنت في أقل من 5 دقائق، وتتوفر 99% من الخدمات الحكومية عبر الإنترنت على مدار 24 ساعة، وفي الانتخابات يصوت ثلث المواطنين تقريبا عبر الإنترنت.

 

أكثر كفاءة وأقل تكلفة

 

- استقلت إستونيا عن الاتحاد السوفيتي عام 1991، وشرعت البلاد في سلسلة من الإصلاحات السريعة لتحديث الاقتصاد، متخذة منذ البداية نهجا رقميا واضحا.

 

- قالت "كالجوليد": "كانت إستونيا دولة فقيرة نسبيا، وأراد قطاعنا العام وحكومتنا تقديم خدمات عالية الجودة للمواطنين، ولذا وفرنا خدماتنا رقميا على الفور، لأنها كانت ببساطة أرخص وأسهل".

 

- بدأت مبادرة رئيسية في مجال التعليم، حيث تعهدت إستونيا بوضع أجهزة كمبيوتر في كل فصل، وبحلول عام 2000، كانت كل مدرسة متصلة بشبكة الإنترنت.

 

- وقدمت الحكومة تدريبا مجانيا على الكمبيوتر لقرابة 10%من السكان البالغين، ساعدت هذه المبادرة في زيادة نسبة المواطنين الذين يستخدمون الإنترنت من 29%في عام 2000 إلى 91% في 2016.

 

 

هوية رقمية وأخرى افتراضية

 

- في عام 2002 ، أطلقت إستونيا نظام هوية وطنية عالي التقنية، حيث ربطت بطاقات الهوية بالتوقيعات الرقمية ليصبح من الممكن دفع الضرائب والتصويت والقيام بالخدمات المصرفية عبر الإنترنت والوصول إلى سجلات الرعاية الصحية.

 

- وأطلقت برنامج الإقامة الافتراضية، وهي أول مبادرة من نوعها تتيح للأفراد بدء أعمال تجارية في البلاد دون العيش فيها.

 

- تقدم أكثر من 50 ألف شخص من جميع أنحاء العالم بطلب للاستفادة من هذه المبادرة منذ إطلاقها في عام 2014، ويقدم  البرنامج  مدخلا للشركات التي تتطلع إلى القيام بأعمال تجارية في الاتحاد الأوروبي والاستفادة من السوق الموحدة.

 

تأشيرة عمل افتراضية

 

- تطلق إستونيا الآن تأشيرة تجوال رقمية، للموظفين الذين يعملون عن بعد، وتعد التأشيرة مثالاً للشراكة بين القطاعين العام والخاص مثل التي بين الحكومة الإستونية وشركة "جوببتيكال"، وهي شركة توظيف عبر الحدود.  

 

- وفي هذا الصدد يقول المستشار القانوني للهجرة بوزارة الداخلية "كيلو فانتسي: "ما نقوم به مع تأشيرة التجوال الرقمية يعكس ما تدور حوله سياسة الهجرة بأكملها، نريد أن نجذب الأشخاص الموهوبين ورجال الأعمال الذين يفيدون مجتمعنا واقتصادنا."

 

- وتحث الرئيسة التنفيذية لشركة "جوبوتيكال" "كارولي هيندريكس" الدول الأخرى أن تتطلع لنموذج إستونيا وتوظفه في مواجه تحديات مثل شيخوخة السكان ونقص العمالة الماهرة.

 

 

وادي السيلكون الإستوني

 

- خلقت إستونيا مناخا جاذبا للأعمال، ما شجع الشركات الناشئة على اختيارها، وتم إطلاق منصة "سكايب" لخدمة الدردشة المرئية من إستونيا في عام 2003، قبل أن تشتريها شركة "مايكروسوفت".

 

- واليوم تفتخر الحكومة بأنها موطن لأكبر شركات تكنولوجيا  اليونوكورن حول العالم  (شركات ناشئة تقدر قيمتها بأكثر من مليار دولار).

 

- أحد المنضمين حديثا لقائمة الشركات الناشئة الناجحة هناك هي شركة المدفوعات النقدية "ترانسفر وايز" و"تاكسيفاي" المنافسة لأوبر.

 

- وتنافس شركات البلوك تشين والأغذية العضوية على أن تكون هي قصة النجاح القادمة التي تبدأ من إستونيا.

 

الرحلة لم تكن دائما بلا عوائق

 

- في عام 2007، تعرضت البلاد لاختراق كبير على شبكة الإنترنت أسقط معظم بنيتها التحتية الرقمية.

 

- في أعقاب الهجوم الذي كان درسا قاسيا، أصبحت إستونيا موطنا لمركز التميز للدفاع السيبراني التعاوني التابع لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، والذي يجري تدريبات دفاعية على الإنترنت واسعة النطاق.

 

- وفي خطوة احترازية، أنشأت الحكومة سفارة للبيانات في لوكسمبورج حيث تقوم بتخزين نسخ من جميع بياناتها.

 

- ومع ذلك، اضطر المسؤولون إلى التعامل مع أكثر من 10 آلاف حادثة عبر الإنترنت في إستونيا في 2017.

 

- وحذرت أكبر هيئة تنظيمية في البلاد في الآونة الأخيرة من أن قواعد البيانات على الإنترنت وبرامج مثل الإقامة الافتراضية جعلت إستونيا عرضة للأموال المشكوك في مصدرها والتحايل على العقوبات.

 

- ويعترف المسؤولون الحكوميون بأن كون المجتمع رقميا فهذا يعني أن عليه الاستعداد دائما للتهديدات السيبرانية، فالحفاظ على الأمن السيبراني مثل النظافة تماما، وعليك أن تغسل يديك دائما، حيث لا تتوقف الجراثيم عن الانتشار ومهاجمتك.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.