أعلنت الولايات المتحدة تشديد العقوبات على صناعة النفط الفنزويلية في محاولة للضغط على الرئيس "نيكولاس مادورو" وإجباره على التنحي عن منصبه، ولكن مع استمرار هذه الأزمة السياسية والاقتصادية، تساءلت "بي بي سي" في تقرير: "من يشتري النفط من "كاراكاس"؟
وتأتي جميع إيرادات الحكومة الفنزويلية تقريباً من بيع النفط، وتعد الولايات المتحدة على رأس الزبائن الذين يشترون الخام من "كاراكاس" تليها الهند ثم الصين، ولكن على مدار السنوات العشر الماضية، انهار إنتاج النفط في الدولة اللاتينية وتعرضت لأزمة طاحنة.
ما طبيعة العقوبات؟
- فرضت واشنطن عقوبات تحظر على أي شركة أمريكية التعامل مع شركة النفط الحكومية الفنزويلية "بي دي في إس إيه" بالإضافة إلى تجميد أصولها في الولايات المتحدة.
- لم تشمل العقوبات قطع واردات أمريكا النفطية من فنزويلا بشكل كامل لكن يتم إيداع مقابل هذه الواردات في حسابات لا يمكن لشركة "بي دي في إس إيه" الوصول إليها.
- تؤثر العقوبات على إمكانية وصول الحكومة الفنزويلية إلى المواد الكيميائية اللازمة لمعالجة الخام مع الأخذ في الاعتبار أن نفط "كاراكاس" ثقيل عند استخراجه، وهو ما يجعل من الصعب تدفقه عبر الأنابيب.
- تحتاج "كاراكاس" للمواد الكيميائية المخففة مثل "النافتا" كي يكون نفطها أخف ويسهل تصديره، ومنعت الولايات المتحدة شركاتها من تصدير مثل هذه المواد.
- تحتاج فنزويلا لاستيراد هذه المواد المخفِفة، وفي السنوات الأخيرة، كانت تعتمد وارداتها من "النافتا" على سبيل المثال من الولايات المتحدة، ولكن مصادر تحدثت عن تقديم "روسنفت" الروسية المساعدة لـ"كاراكاس" في معالجة هذه المشكلة.
أين يذهب النفط الفنزويلي؟
- هناك العديد من السفن الناقلة محملة بملايين من براميل النفط الفنزويلي متوقفة أمام سواحل البلاد حالياً، وكانت هذه الشحنات متوجهة في الأساس إلى الولايات المتحدة، ولكن تم وقفها نتيجة العقوبات.
- تبحث الحكومة الفنزويلية عن مشترين جدد لشحناتها النفطية، وأعلنت عزمها مضاعفة صادراتها من الخام إلى الهند، ورغم زيادة مشتريات "نيودلهي"، إلا أنها ليست بالقدر الذي يضاهي المشتريات الأمريكية.
- لم يساعد تصدير الخام إلى الصين كثيراً نظراً لأن الإنتاج العام من الخام في فنزويلا يشهد تراجعاً حاداً.
- يعني التوجه بهذه الشحنات النفطية إلى أسواق أخرى في آسيا المزيد من تكاليف النقل لأن الموانئ في كاراكاس ليست مجهزة بما يكفي لتحميل وشحن ناقلات إلى مسافات بعيدة.
- هناك مشكلة أيضاً في تصدير فنزويلا نفطها إلى الهند ومن بينها جودة الخام ومدى ضعف تنافسيته أمام درجات الخام القادم من الشرق الأوسط.
- رغم ذلك، هناك طلب من بعض الدول على الخام الثقيل مثل الذي تصدره فنزويلا، كما أن هناك نقصا في المعروض العالمي من النفط بوجه عام في ظل عقوبات أمريكية أخرى على قطاع النفط الإيراني.
- هناك انخفاض في وتيرة إنتاج الخام في كندا والمكسيك و"أوبك" وحلفائها – بناءً على اتفاق خفض الإنتاج 1.2 مليون برميل يومياً.
- سوف يحتاج المستوردون الأمريكيون لإيجاد بدائل للحصول على الخام الثقيل الذي تستغله في إنتاج وقود الديزل ووقود الطائرات، وتسببت الأزمة في فنزويلا في زيادة تكاليف الخام الثقيل على واشنطن.
- لا تزال فنزويلا واحدة من أكبر موردي الخام إلى مصافي التكرير الأمريكية حيث شحنت "كاراكاس" 580 ألف برميل يومياً من النفط والمواد البترولية إلى الولايات المتحدة خلال العام المنتهي في أكتوبر 2018.
- في ظل هذه المشاكل، تتفاقم الأزمة السياسية والاقتصادية لا سيما مع حشد زعيم المعارضة في فنزويلا "خوان جوايدو" المزيد من الاعتراف الدولي بكونه رئيساً مؤقتاً بدلاً من "مادورو".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}