نبض أرقام
11:54 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23

هل ستكون حادثتا تحطم طائرة "737 ماكس 8" القشة التي قصمت ظهر "بوينج"؟

2019/03/15 أرقام

قد لا تكون الخسارة التي عانت منها "بوينج" بعد حادثة سقوط طائرة "737 ماكس 8" في أديس أبابا، بعد خمسة أشهر فقط من حادثة مشابهة في إندونيسيا، خسارة طويلة الأمد، إن تمكنت الشركة المصنعة للطائرات من إدارة الأزمة واستعادة ثقة المستثمرين، حسب تقرير لـ "الإيكونوميست".

 

وخسرت "بوينج" 30 مليار دولار من قيمتها السوقية أو ما يعادل 10% خلال أيام من حادثة سقوط طائرة من طراز "737 ماكس 8" ضمن أسطول الخطوط الجوية الإثيوبية ما أودى بحياة 157 شخصاً من 35 جنسية مختلفة كانوا على متنها.

 

وكان من المقرر أن تكشف الشركة الأمريكية عن طراز جديد من طائرة المسافات الطويلة "777 إكس " في 13 مارس بشكل علني لكنها اضطرت للتخلي عن ذلك وقدمت الطراز الجديد للموظفين فقط، بعد أن منع معظم مشغلي الطائرات والهيئات التنظيمية حول العالم طائرات "737 ماكس 8" من التحليق.

 

 

التشابه يزيد من المخاوف

 

- يقول محلل بيانات الطيران "هاورد ويليلدون"، إن الحوادث المأساوية، عادة لا تكون ذات تأثير كبير على الشركة المصنعة، لأن معظم حوادث الطيران ناتجة عن خطأ بشري، وبالتالي تتحمل شركات الطيران التي استأجرت هؤلاء معظم اللوم.

 

- هذه المرة مختلفة، إذ إن هذا ثاني حادث تصادم في أقل من عام يتضمن طائرة بوينج "737 ماكس 8" كمثيلتها التي سقطت في إندونيسيا وأودت بحياة 189 شخصاً كانوا على متنها.

 

- تفيد تقارير الحادثين الأولية أن كلاهما تحطم بعد دقائق من الإقلاع، بعد أن تعرضتا لعطل ما لترتطما بالأرض بكامل سرعتهما، وأفاد التقرير الأولي للطائرة الإندونيسية، أن الطيارين كافحوا من أجل الحفاظ على توازن الطائرة بعد عطل في المعدات.

 

- ومن جانبه، قال الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية الإثيوبية، إن شيئاً مماثلاً قد حدث في اللحظات التي سبقت سقوط الطائرة في أديس أبابا، وإن أثبت المحققون أنه على صواب، فقد يعني ذلك أن البشر لم يكونوا مخطئين، بل الطائرة نفسها.

 

من المبكر الجزم بالأسباب

 

- لا يزال التحقيق مستمراً في إندونيسيا، لكنه بالكاد بدأ في إثيوبيا، لكن لن يجازف المسؤولون، ولذا سارع الكثير منهم بوقف تحليق طراز "737 ماكس 8".

 

- وكانت الصين أول من منعت شركات الطيران المحلية في 11 مارس بإيقاف جميع طائرات "737 ماكس" وليس إصدار "8" فقط، فيما حظرت السلطات في أستراليا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والهيئة المنظمة للطيران في أوروبا الطائرات من مجالها الجوي في اليوم التالي.

 

- في 13 مارس، أعلن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" أن إدارة الطيران الفيدرالية ستوقف جميع رحلات "ماكس 8" و"ماكس 9" في الولايات المتحدة.

 

- إذا استمر إيقاف عمل هذا الطراز لفترة طويلة، فقد لا تقبل شركات الطيران تسلم طائرات جديدة، ما قد يؤثر على أرباح الشركة التي تحصل على أموالها عند التسليم.

 

 

الأحدث ليس دائماً الأفضل

 

- وفقاً لـ "بلومبرج إنتلجينس" للأبحاث، تعد 737 أهم طائرة تابعة لشركة "بوينج"، حيث تحقق 30% من إيرادات الشركة و35% من أرباحها.

 

- دخل طراز "ماكس 8" الخدمة في مايو 2017، واشترت خطوط الطيران بالفعل أكثر من 5 آلاف منه، وهو ما يمثل حوالي 80% من طلبات "بوينج" للطائرات المدنية بالكامل.

 

- لن يكون الضرر طويل المدى على "بوينج" واضحاً حتى يكمل المحققون أعمالهم، فيما يقدر "كارتر كوبلاند "من "ميليوس" للأبحاث أن التكلفة المباشرة للحادث من حيث التعويض وإصلاح الطائرات المعيبة قد تصل إلى مليار دولار.

 

- وإن كان الحادث ناتجاً عن عطل برمجي بالطائرة فقد يكون من السهل إصلاحه، ووعدت "بوينج" بتحديث الرمز الذي يشتبه في أنه ساهم في تحطم طائرة "ليون آير" بحلول الشهر المقبل، لكن سيكون عليها الانتظار لمعرفة إذا كان ذلك سيطمئن الشركات والركاب.

 

هل تستفيد "إيرباص"؟

 

- في حالة تضرر شركة "بوينج" أكثر مما حدث في الأيام الماضية، فستكون منافستها التقليدية "إيرياص" هي المستفيد الأكبر، لكن لدى المدير التنفيذي السابق في "لوفتهنزا" والذي يعمل حالياً في جامعة "أوكسفورد" "مارك زيبان" قول مغاير، إذ يرى أن خسائر "بوينج" ليست بالضرورة أرباحاً لـ "إيرباص".

 

- لدى "إيرباص" فرص قليلة للاستفادة من تحول أوامر الشراء من طائرة "737 ماكس" إلى "إيه 320 نيو" لأن خطوط إنتاجها للطراز تم حجزها بالكامل حتى عام 2025 على الأقل، لذا ستكون خسارة "بوينج" في حالة قررت الشركات التفاوض على خفض أسعار الطائرات، نظراً لتخوفات الجمهور من سلامتها.

 

- اليوم، العديد من الركاب، وليس فقط المهوسون بالطيران، يعلمون نوع الطائرة التي يستقلونها، وتلقت شركات الطيران طلبات عديدة من عملائها يطلبون تغيير رحلاتهم إذا كانت ستكون على متن "بوينج ماكس 8".

 

- تراجعت أسهم الشركات التي لديها عقود شراء للطائرة المنكوبة، إذ هبط سهم "بي أو سي إيفييشن" وهي شركة لتأجير الطائرات العملاقة، بنحو 5%، فيما تريد بعض شركات الطيران، بما في ذلك "ليون آير"، الابتعاد عن طراز "ماكس 8" خوفاً من فقدان العملاء.

 

 

الضرر قد لا يكون دائماً

 

- قبل التراجع الأخير، تضاعف سعر سهم "بوينج" ثلاث مرات في 3 سنوات، ففي عام 2017، كان السهم الصناعي الأفضل أداءً في أمريكا، في عام 2018 كان ثامن أفضل أداء،  لكن هذا، كما يحذر مراقبو الصناعة، له علاقة أكبر بأرباحها وإعادة شراء الأسهم، والتي تعيد 95% من الأموال التي تولدها للمستثمرين.

 

- تعتقد "تيل جروب" الاستشارية في مجال الطيران في فرجينيا، أن استراتيجية "بوينج" الحالية تزيد من أخطار تقلص الأرباح، إذ تريد الشركة الحصول على هوامش ربح كبيرة عن طريق تصنيع المزيد من المكونات في مصانعها الخاصة، لكن هذا يعرضها للخسائر إذا تحولت هوامش الربح للسالب.

 

-والشركة عرضة لأن تكون وسط الحروب التجارية التي يخوضها "ترامب" ولارتفاع الحمائية التي أشعلوها في الخارج، حيث إن 85% من مبيعات الطائرات المدنية تأتي من خارج أمريكا.

 

-أخيراً، لا يمكن لـ "بوينج" زيادة حجم الأموال التي تعيدها إلى المساهمين إلى أجل غير مسمى، في ظل ارتفاع صافي ديونها، وإن كان من مستويات منخفضة.

 

-قد لا تتلقى "بوينج" اللوم عن الحادث الأخير، ما قد يعفي أعمالها من بعض الضرر، إذ لم تتعرض أي من الطائرات الخمسة السابقة التي طورتها "إيرباص" و"بوينج"، ما قد يرجح ألا يكون الضرر دائماً.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.