رغم كل الإجراءات التي تنفذها الأرجنتين لإنقاذ اقتصادها، إلا أن المؤشرات لا تظهر تحسنا يذكر، ما قد يشير إلي أن برنامج الحكومة مع صندوق النقد الدولي لا يأتي بالنتيجة المرجوة، حسب تقرير نشرته "فوربس".
وأظهرت بيانات شهر فبراير ارتفاع التضخم السنوي الرسمي إلى 51.3% على أساس سنوي، لكن تبعا لتقديرات المحللين، بلغ معدل التضخم السنوي 100% نهاية الشهر الماضي، أي تقريبا ضعف الرقم الرسمي المعلن عنه.
ماذا فعل البنك المركزي؟
- استجابة لارتفاع التضخم، استخدم البنك المركزي الأرجنتيني الأداة النقدية التي سبقته بها جميع البنوك المركزية، وهي رفع سعر الفائدة في محاولة لمنع البيزو من الهبوط وتوليد المزيد من التضخم.
- والدرس المستفاد واضح: أن برنامج الأرجنتين الثاني والعشرين مع صندوق النقد الدولي لا يعود بالنفع على الاقتصاد.
- وصف خبراء الصندوق الدواء الخاطئ، للحفاظ على سعر صرف البيزو المُدار، وهو نظام سعر صرف معيب بشكل قاتل، حيث يتعين على المركزي الأرجنتيني فرض أسعار فائدة مرتفعة، وفي ظل تواصل ارتفاعها، سوف ينهار الاقتصاد وسيتبعه البيزو في النهاية.
ماذا يحدث للبيزو؟
- في ما بين الأول من أبريل 1991 إلى السادس من يناير 2002 كان النظام النقدي يعرف محليا بـ "قابلية التحويل"، كان اسما غير عادي لنظام غير تقليدي.
- لم يكن نظام التحويل عبارة عن لوحة لإدارة تعاملات العملة، لكنه بدلا من ذلك، كان نظاما يشبهها، إذ كان مزيجًا من لوحة العملات وفي الوقت ذاته نفس الميزات التي تقدمها البنوك المركزية لإدارة العملة.
- في عام 1999 تعرضت البلاد لأزمة نقص العملة الأجنبية، وتم التخلي عن نظام التحويل - الذي كان يرتبط فيه البيزو بالدولار الأمريكي - في السادس من يناير 2002.
- أكد الكثير من الخبراء أن جوهر الأزمة الأرجنتينية كان في ارتفاع البيزو، فمن المفترض أن ربطه بالدولار الأمريكي القوي جعل العملة مبالغا في قيمتها، وأضعف القدرة التنافسية للدولة،وتسبب في تراجع الاقتصاد، وأجبر الحكومة على التخلف عن السداد بإلتزامتها.
ماذا كان رد فعل الاقتصاد؟
- من العلامات الكلاسيكية لعدم القدرة على المنافسة الناتجة عن العملة ذات القيمة العالية هي انخفاض الصادرات، لكن صادرات الأرجنتين زادت كل عام خلال عقد التسعينيات من القرن الماضي باستثناء عام 1999، عندما عانت البرازيل - شريكها التجاري الأكبر - من أزمة العملة.
- كانت الصادرات خلال الأحد عشر شهرا الأولى من 2001 أعلى بنسبة 3.2% مقارنة بنفس الفترة من عام 2000، مع الأخذ في الاعتبار أن النمو الحقيقي المقدر في التجارة العالمية كان 0.9% فقط في 2001.
- كان أداء صادرات الأرجنتين قويًا نسبيًا، وهي إحدى النقاط الإيجابية القليلة للاقتصاد، ولو كان أداء بقية القطاعات بنفس السرعة التي نما بها قطاع التصدير خلال الفترة 2000-2001، لما دخلت الأرجنتين في ركود.
هل هناك ما يؤكد ارتفاع تقييم البيزو؟
- أكد بعض المراقبين، على أساس تكلفة سيارات الأجرة من المطار، أن الأسعار مرتفعة في بوينس آيرس، وأن الأسعار المرتفعة كانت دليلا على أن البيزو قد تم تقديره بشكل كبير مقابل دولار.
- لكن دراسة استقصائية لـ"يونيون بنك" السويسري عن الأسعار في 58 من أكبر مدن العالم في ذلك الوقت وجدت أنه في سلة تضم 111 سلعة ومجموعة من الخدمات، موزونة بعادات المستهلك النموذجية - بما في ذلك ثلاث فئات من إيجار المنازل - احتلت بوينس آيرس المرتبة 22، ما بين أغلى مدينة، طوكيو، وأقلها تكلفة، مومباي.
- ووجدت الدراسة أيضا أن ركوب التاكسي الذي زعم أنه كان مكلفا جدا، فإن تكلفته أقل بحوالي 8% عنها في ريو دي جانيرو في ذلك الوقت.
ما هي الدروس المستفادة ؟
- هناك مؤشرات أخرى تتعارض مع قصة المبالغة في تقييم البيزو، على سبيل المثال، أشار مؤشر بيج ماك لـ "الإيكونوميست" إلى أن البيزو - قبل تخفيض قيمته - كان مقوما بأقل من قيمته بنسبة 2%.
- لذلك، فإن الدرس الثاني المستمد من البيزو الأرجنتيني هو أنه ينبغي النظر بعناية للمعطيات قبل القفز إلى استنتاجات حول المبالغة في تقدير القيمة (أو تخفيض قيمة العملة).
- وفيما يخص البيزو، يظل الأمر مجرد سلسلة من التقلبات الواحدة تلو الأخرى، ليطرح السؤال التالي الصادم نفسه بقوة على الساحة: هل حان الوقت التخلص من البيزو واستبداله بالعملة الأمريكية؟
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}