سيتم تشكيل المستقبل بواسطة التقنيات الحديثة التي طورها الإنسان مثل الذكاء الاصطناعي و"بلوك شين" وإنترنت الأشياء وغيرها من التكنولوجيا الناشئة، لذا يحتاج المصنعون ورواد الأعمال لمعرفة كيف لهم تطوير أعمالهم لمواكبة المنافسة، بحسب تقرير لـ"ساوث تشاينا مورنينغ بوست".
تعد الموجة الجديدة من الآلات الأكثر ذكاءً والأكثر اتصالًا المستخدمة في عمليات الإنتاج، إحدى العلامات الرئيسية للثورة الصناعة الرابعة، والتي ستصبح فيها هذه الآلات والأتمتة أكثر تأثيرًا في الأعمال الصناعية ويلعب الذكاء الاصطناعي والروبوتات وتحليل البيانات دورًا رئيسيًا في الشركات والاقتصاد العالمي.
الموطن القادم للثورة
- يقول "باتريك كاباسكي" المسؤول عن تطوير أعمال الشركات في آسيا والهادئ لدى مركز "آي إن سي إنفنشن" الألماني للابتكار: الثورة الصناعية الرابعة، تدور حول استخدام أجهزة الاستشعار والبيانات والاتصالات والتفاعل بين الإنسان والآلة، ويتاح فيها الوصول إلى المعلومات في أي وقت.
- انخفاض تكاليف التكنولوجيا تجعل الثورة الصناعية الرابعة أكثر واقعية، على سبيل المثال، بلغت تكلفة مستشعر الليزر في آلات الطباعة ثلاثية الأبعاد عالية الجودة 30 ألف دولار عام 2009، لكنه انخفض إلى 80 دولارًا في غضون 5 سنوات.
- بحسب تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي صدر في 2016، فإن تكلفة شراء روبوت صناعي بلغت 550 ألف دولار عام 2007، لكن هذا السعر الباهظ هوى إلى نحو 20 ألف دولار فقط بحلول عام 2014.
- وجد مسح لشركة "برايس ووتر هاوس كوبرز" شمل 1100 مدير تنفيذي عالمي العام الماضي، أن الشركات الآسيوية قدمت منتجات وخدمات رقمية بوتيرة أسرع من منافسيها، مع توقعات بنمو إيراداتها الرقمية بنسبة 17% بحلول عام 2023.
- تأتي الطاقة المحركة للابتكار بشكل رئيسي من طلب العملاء منتجات مبتكرة لا يشوبها شائبة، وأحد أبرز الأمثلة على ذلك؛ نظام الدفع الأسرع "إف بي إس" الذي قدمته السلطات النقدية لهونغ كونغ في سبتمبر من العام الماضي.
الدرس الألماني
- يمكن القول إن الثورة الصناعية الرابعة بدأت بالفعل في ألمانيا، والتي ينسب إلى حكوماتها مصطلح "الصناعة 4.0" والذي يشير إلى الحقبة الصناعية الجديدة، كما أن شركات البلد الأوروبي زادت استثماراتها في البحث والتطوير بمقدار 8.33 مليار دولار عام 2008.
- هذه الزيادة جاءت بعدما نمت الاستثمارات في مجال البحث والتطوير بنسبة 20% خلال الفترة بين عامي 2005 و2008، ومؤخرًا أبدت ألمانيا التزامها بالسعي نحو الريادة في مجال التكنولوجيا الحيوية والإلكترونيات النانوية وغيرها من التقنيات المستخدمة في الإنتاج.
- تركز استراتيجية ألمانيا على جعل الثورة الصناعية الرابعة ذات صلة بالتحديات الحالية، فمن خلال العمل على حل المشاكل الشائكة المرتبطة بتغير المناخ والتغذية والتنقل والأمن، تعتقد برلين أن الابتكار سينتشر في القطاع الخاص ويخلق أنواعًا جديدة من الوظائف.
- بحسب خبراء، فإن التشغيل الآلي للعمليات، يعني أن الثورة الصناعية الجديدة ستدفع شركات التصنيع إلى زيادة الكفاءة في أعمالها، أو تقليل تكلفة الإنتاج والجودة واللوجستيات بنسبة تصل إلى 30%.
نصيحة للمستقبل
- في الواقع، العديد من الشركات لا تتكيف بسرعة كافية لمواجهة التحديات التي تنطوي على الثورة الصناعية الرابعة، فالبنسبة للكثير من الكيانات التجارية الصغيرة والمتوسطة وحتى متعددة الجنسيات، تعني هذه التحديات أنها أمام خيارين فقط "الابتكار أو الاندثار".
- يقول رئيس أكاديمية العلوم والهندسة الألمانية، الدكتور "هينينغ كاغرمان": للنجاح في الاقتصاد الجديد، يجب على الشركات الصغيرة والكبيرة أن تتعاون أكثر من أي وقت مضى، في نماذج الأعمال المشتركة والتعليم والتدريب.
- بالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة، فينبغي عليها تبني الرقمنة وتدريب موظفيها بشكل أفضل، فالتأهيل الصحيح وحده يمكنها من تجنب الفجوة الرقمية مع الكيانات التجارية الكبيرة، كما أن الخبرة التقنية ستكون ضرورة لرواد الأعمال والمديرين التنفيذيين والموظفين.
- يضيف "كاغرمان": الروبوتات ستغير طبيعة الأعمال بشكل جذري، وسيكون العمال قادرين على أداء مهامهم بمرونة ومسؤولية أكبر، ومع تطور التفاعل بين الإنسان والآلة، سوف تساهم أنظمة المساعدة الذكية الموظفين على أداء عملهم ودعم التعلم طوال حياتهم.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}