عندما يتعلق الأمر بالاحتياطيات النفطية الاستراتيجية، والأمور الأخرى ذات الصلة الوثيقة بها، فإن الصين تُبقي كل شيء قيد السرية التامة، فلم تنشر -ومن المرجح أنها لن تفعل- الوكالات الحكومية بيانات مفصلة حول الاحتياطيات أو المخزونات التجارية، بحسب تقرير لموقع "أويل بريس".
مع ذلك، لا يزال بإمكان المجتمع الدولي الحصول على بعض الملامح التقريبية عن المخزون الصيني من النفط الخام من خلال مراجعة المعلومات المتاحة بشكل علني، مثل بيانات إنتاجية المصافي والكميات المستوردة، والتي تروي قصة مثيرة للاهتمام.
أحجام التخزين
- رغم ارتفاع أسعار النفط خلال هذا العام (سجل الخام القياسي العالمي "برنت" زيادة بنحو 33%)، تشير جميع الأدلة إلى أن الصين، والتي تعد أكبر مستورد للخام في العالم، واصلت تخزين كميات كبيرة منه ضمن الاحتياطيات الاستراتيجية والمخزونات التجارية.
- وفقًا للبيانات الرسمية الصادرة هذا الأسبوع، عالجت المصافي الصينية 12.6 مليون برميل يوميًا من النفط الخام، خلال الربع الأول من العام الجاري، بزيادة نسبتها 4.4% عن الربع الأخير من 2018.
- في الوقت نفسه، بلغت واردات النفط الخام إلى الصين 9.83 مليون برميل يوميًا، ووصل مستوى الإنتاج المحلي إلى 3.84 مليون برميل يوميًا، ليصبح الإجمالي 13.67 مليون برميل يوميًا.
- كما أفادت "رويترز" فإن عملية حسابية بسيطة (طرح إجمالي الإمدادات المتاحة في البلاد من إجمالي ما عالجته المصافي المحلية) توضح أن هناك 1.07 مليون برميل يوميًا غير مستخدمة، وسيكون من المنطقي هنا الاعتقاد بأن هذه الكمية كانت توجه إلى المخزونات.
تراجع وتيرة التخزين
- بالنظر إلى الربع الأخير من 2018، يتبين أن هناك فجوة قدرها 950 ألف برميل يوميًا بين إمدادات النفط الخام في الصين وحجم البراميل المكررة في المصافي، ويعكس ذلك، تسارع وتيرة تخزين بكين، بمقدار 57 ألف برميل يوميًا.
- بينما تبدو الزيادة الفصلية في معدل التخزين مثيرة للإعجاب، لأنها طرأت في ربع شهد ارتفاعًا في أسعار النفط بشكل ملحوظ، فإن شحنات الخام التي وصلت الصين خلال شهري يناير وفبراير، جرى شراؤها في وقت كانت فيه الأسعار منخفضة بشكل ملحوظ.
- في الواقع، بدأت فجوة إمدادات الخام التي يُعتقد أنه يتم تخزينها في الصين، الانخفاض خلال الشهر الماضي، وتراجعت إلى 690 ألف برميل يوميًا، وسيكون من المثير للاهتمام مراقبة ما إذا كانت ستتمكن بكين من الحفاظ على معدل التخزين في ظل التغيرات الأخيرة.
تحديات أمام بكين
- قبل عام، أطلقت الصين سوقها الآجل لعقود النفط عبر بورصة شنغهاي الدولية للطاقة، بهدف جذب المستثمرين الأجانب وإنشاء مركز جديد لتسعير السلعة العالمية، ومنافسة عقود "برنت" و"نايمكس".
- كان ذلك أحد التغيرات العديدة التي تجعل التكهن بمستقبل الاحتياطيات الاستراتيجية في الربع القادم أكثر صعوبة، لكن هناك أيضًا أمور مثل توقف العديد من المصافي عن العمل لظروف الصيانة.
- يضاف إلى ذلك، العقوبات الأمريكية التي تضع عقبات أمام إمدادات النفط الخام القادمة من إيران وفنزويلا (من كبار المصدرين إلى الصين) خاصة بعد قرار الولايات المتحدة بتشديد العقوبات على طهران وعدم تجديد إعفاءات شراء النفط التي منحتها لكبار مستوردي النفط الإيراني.
- تتزامن هذه التغيرات مع تبني "أوبك" وعدد من حلفائها على رأسهم روسيا خطة لكبح الإمدادات أكثر من ذلك لتحقيق التوازن في السوق ودعم الأسعار، وسط مخاوف من تزايد التقلبات والاضطرابات الجيوسياسية.
- الخلاصة، أنه إذا استمر ارتفاع أسعار النفط، ولم تستطع الصين الحصول على واردات ثابتة من الخام، فمن المؤكد أن ذلك سينعكس على جهود بكين الخفية لمواصلة تعزيز المخزونات الاستراتيجية والتجارية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}