في الوقت الذي يتراجع فيه إنتاج النفط في فنزويلا وإيران بسبب العقوبات الأمريكية، وتعطل بعض الإمدادات الليبية والتوترات الجيوسياسية، تساءلت "أويل برايس" في تقرير: ما السيناريوهات التي يواجهها سوق النفط؟
ويرى محللون أن أسعار النفط شهدت تذبذبات في الآونة الأخيرة لكنها تميل نحو التراجع، وأفاد معهد "أوكسفورد" لدراسات الطاقة أن هناك اختلالات بين العقود الآجلة والعقود الفورية وأيضاً في التكهنات المرتبطة بالتحركات في السوق.
مناقشات على الطاولة
اختلف الأمر في العام الماضي حيث ارتفعت الأسعار تجاه الحد الأعلى لنطاق التوقعات في الأسواق نتيجة تراجع المعروض بفعل اتفاق "أوبك" لخفض الإنتاج بالتعاون مع منتجين مستقلين بالإضافة إلى إعلان أمريكا المفاجيء بشأن الاتفاق النووي الإيراني وإعادة فرض عقوبات ضدها.
لو تم اتباع نموذج 2018، فإن التوقعات ستشير إلى ارتفاع أسعار النفط نتيجة هبوط المعروض العالمي، وفي نفس الوقت، تشير تعطلات الإمدادات في فنزويلا وإيران وليبيا وتلوث الخام في خط انابيب قادم من روسيا وتباطؤ نمو صناعة الخام الصخري في أمريكا إلى تراجع في المعروض.
يكمن التساؤل بشأن ذلك في توقيت رد "أوبك" وحلفائها المستقلين على التطورات بالسوق والقرار الذي سيتم اتخاذه في اجتماع يونيو بشأن اتفاق خفض الإنتاج – إما تمديده أو إلغاؤه.
بالطبع سيكون على طاولة مناقشات "أوبك" في اجتماع يونيو – أو يوليو حال تأجيله – المزيد من البيانات بشأن مدى تأثير العقوبات الأمريكية على إنتاج إيران وفنزويلا والمعلومات أيضاً المتعلقة بتأثير الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.
مع ذلك، فإن سياسة الترقب والانتظار التي تتبناها "أوبك" تشكل خطورة نظراً لكونها تثير عدم يقين متزايد حيال العرض والطلب في الأشهر المقبلة.
هناك نقص بالفعل في الإمدادات بالسوق بنحو ثلاثة ملايين برميل يومياً، وربما يزيد، وفي الوقت الذي يمكن لـ"أوبك" تعويض هذا النقص، إلا ان التوازن بين العرض والطلب ربما يصبح من الصعب تحقيقه.
هدوء ما قبل العاصفة
تهدد الحرب التجارية بين أمريكا والصين بمخاطر على الطلب وعدم يقين بشأنه في الفترة المقبلة الأمر الذي ينذر بمزيد من التراجع في أسعار النفط.
طرح محللون بعض السيناريوهات على الطاولة أولها التزام "أوبك" وحلفائها باتفاق خفض الإنتاج، وهو ما يعني إمكانية ارتفاع سعر "برنت" بخمسة دولارات للبرميل في النصف الثاني من عام 2019 عن النصف الأول ليرتفع أعلى 77 دولارا للبرميل، ولكن حال إلغاء الاتفاق، يمكن انخفاض "برنت" إلى 60 دولاراً للبرميل.
هناك توقعات أكثر تشاؤماً أطلقها مركز "أوكسفورد" لدراسات الطاقة تشير إلى أنه لو تفاقمت الصورة حيال الاقتصاد العالمي بالتزامن مع إلغاء "أوبك" وحلفائها لاتفاق خفض الإنتاج، فإن سعر "برنت" ربما يهبط إلى 50 دولاراً للبرميل.
هناك بالطبع فجوة كبيرة في التوقعات بين الصعود والهبوط، فتكهنات الصعود تعتمد على تعطل في الإمدادات والتزام "أوبك" والمنتجين المستقلين باتفاق خفض الإنتاج، بينما تعتمد تكهنات الهبوط على إلغاء الاتفاق وتباطؤ محتمل للاقتصاد العالمي.
يٌفهم من كل ذلك أن حالة التذبذب في أسعار النفط ربما لا تستمر طويلاً مع اقتراب اجتماع "أوبك" واحتمالية اتخاذ قرار حيال اتفاق خفض الإنتاج بالتزامن مع استمرار الحرب التجارية وتأثيرها على الطلب، ومن ثم، فإن سوق النفط في مرحلة هدوء ما قبل العاصفة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}