نبض أرقام
02:19
توقيت مكة المكرمة

2024/07/12
2024/07/11

من تنظيف المتاجر إلى قيادة البورش.. كيف باع هذا الرجل فكرته إلى شركة رفضت توظيفه؟

2019/06/09 أرقام

لقد حان الوقت كي أمضي قدمًا، سأقضي بعض الوقت في فعل الأشياء التي أستمتع بها خارج صناعة التكنولوجيا، مثل جمع نماذج "بورش" النادرة، والتركيز على مجموعتي من السيارات، وممارسة الفريسبي (رياضة الصحن الطائر) بحرية.

 

 

كانت هذه آخر كلمات "جان كوم" كمؤسس ورئيس تنفيذي لـ"واتساب" وعضو مجلس إدارة "فيسبوك" والتي جاءت في خطاب إعلان استقالته، وبالقدر الذي تعكس به نمط الحياة المترف للملياردير العصامي، فإنها بدت غريبة على شخص حقق نجاحا كبيرا وسريعا في هذا القطاع.

 

في الواقع كانت حياة "كوم" بعيدة تمام البعد عما هي عليه الآن، ولم تكن هناك مؤشرات من قريب أو بعيد تلمح إلى اتجاهه نحو الثروة الهائلة والشهرة، حيث أمضى العقود الثلاثة الأولى من حياته مطاردًا لفرص العيش وليس الثراء.

 

تفرق الأسرة

 

- وُلد "جان كوم" في كييف الأوكرانية حينما كانت لا تزال جزءًا من الاتحاد السوفيتي، في الرابع والعشرين من فبراير عام 1976، لكن ترعرع وأمضى طفولته في مدينة فاستيف خارج العاصمة، وعانت أسرته للحصول على عيشها في البلد الشيوعي.

 

- في حديث لمجلة "وايرد" قال "كوم" عن طفولته في أوكرانيا: كان الأمر صعبًا، مدرستنا لم يكن بها حمام داخلي، وخلال الشتاء حيث تنخفض درجة الحرارة إلى سالب 20، كان يتوجب على الأطفال الخروج من المدرسة وعبور موقف للسيارات لاستخدام المرحاض.

 

- كان المجتمع في أوكرانيا خلال هذه الفترة منغلقًا تمامًا، ويعلق "كوم" على ذلك قائلًا: يمكنك أن تقرأ رواية "1984" لجورج أورويل، لكن العيش في أوكرانيا يعني أنك ستشهد كل شيء بنفسك، لم أمتلك حاسوبا حتى التاسعة عشرة (بعد مغادرة البلاد).

 

 

- نادرًا ما كان يرى "كوم" والده الذي عمل رئيسا لشركة إنشاءات حكومية، امتد دوامه حتى العاشرة مساءً، حيث كان يتحتم عليه إتمام عمله بأي طريقة وجهد، ولعل هذه الظروف هي ما شجعته ووالدته على الرحيل إلى حيث يمكنهما العثور على فرصة أفضل.

 

- في عام 1992، قررت والدته أن تهاجر بصحبته هو وجدته إلى الولايات المتحدة، حيث تمكنت الأسرة من الحصول على شقة من غرفتين عبر أحد برامج الدعم الحكومي، لكن والده ظل في أوكرانيا التي لم يكن من السهل الاتصال بشخص يقيم بها.

 

الفرصة البديلة

 

- عقد الأب العزم على اللحاق بأسرته الصغيرة إلى كاليفورنيا الأمريكية، لكن لم يتسن له فعل ذلك، ووافته المنية عام 1997، وأحد أكثر الأشياء التي تزعج "كوم" في ذلك، هو عدم قدرته على التواصل السريع والفوري مع والده.

 

- في البداية عملت الوالدة مربية أطفال، فيما اشتغل "كوم" عامل نظافة في متجر خضراوات وفاكهة، لكنه سرعان ما أصبح شغوفًا بالبرمجة، والتحق بجامعة سان خوسيه، وعمل في اختبار أنظمة الأمن لدى "إرنست آند يونغ" وهو في الثامنة عشرة، بحسب "فوربس".

 

 

- بحلول عام 1997، ترك "كوم" الدراسة والتحق بشركة "ياهو" وعمل ضمن فريق مهندسي البنية التحتية طيلة 9 سنوات بصحبة زميله ورفيق مغامرته القادمة "براين أكتون"، قبل أن يستقيلا ويتقدما بطلب للعمل لدى "فيسبوك" التي رفضتهما في 2007.

 

- في هذه الفترة اشترى "كوم" جواله الذكي الجديد "آيفون" من "آبل"، لكنه انزعج من المكالمات الفائتة التي تأتيه أثناء تدربه في الصالة الرياضية، حيث لم يكن بمقدوره الرد عليها.

 

- عند هذه المرحلة، وبحثًا عن حل للمشكلة، قرر وصديقه "أكتون" تطوير تطبيق يمكن الأصدقاء من معرفة ما إذا كان المتصل به متاحا أم لا عبر خاصية سهلة الاستخدام تسمى "الحالة".

 

- يقول "كوم": لم نخطط لإنشاء شركة، فقط منتج يمكن للناس استخدامه، لكن التطبيق لم يطلَق على الفور رغم قبوله في متجر "آبل" للتطبيقات، لقد كنا متحمسين للغاية عند إطلاقه، لكننا شعرنا بخيبة أمل كبيرة أيضًا عندما لم يستخدمه أحد في البداية.

 

فيسبوك تبحث عنه مجددًا

 

- أسس الصديقان شركة "واتساب" في كاليفورنيا بحلول الرابع والعشرين من فبراير عام 2009، لكن التطبيق عانى من مشاكل فنية كثيرة في البداية، ولم يستخدمه سوى بضعة أشخاص من الأصدقاء، ليعترف "كوم" بعد شهر بأنه بحاجة للبحث عن وظيفة.

 

 

- في يونيو من نفس العام، أجرت "آبل" تعديلًا سمح للمطورين بإطلاق إشعارات من التطبيقات عندما تكون خارج نطاق الاستخدام، تم تطوير "واتساب" ليرسل إشعارًا لأصدقاء المستخدمين في كل مرة يغيرون الحالة الخاصة بهم، ما أثبت فاعلية في تواصل الأصدقاء معًا.

 

- بحلول عام 2014، بلغ عدد مستخدمي "واتساب" 400 مليون شخص عالميًا، وكان ذلك قبل تقدم "فيسبوك" بعرض للاستحواذ عليها مقابل 19 مليار دولار، وقُدرت حصة "كوم" في الشركة آنذاك بنحو 45%، وهو ما يترجَم إلى 6.8 مليار دولار (خالصة من الضرائب).

 

- في الليلة السابقة لتوقيع الأوراق النهائية للصفقة، ظل "كوم" مستيقظًا طوال الليل لمراجعة كافة التفاصيل بصحبة فريق من شركة "سيكويا" للاستثمار المغامر والتي مولت الإصدارات الأولى لـ"واتساب"، وأثناء عودته إلى المنزل في الثانية بعد منتصف الليل انفجر إطار سيارته.

 

- كاد الحادث يودي بحياته، حيث كان يقود بسرعة 120 كيلومترًا في الساعة، لكن الحظ حالفه وخرج سليمًا، ليتوجه في صباح اليوم إلى مكتب مهجور خاص بسلطات الرعاية الاجتماعية (كان يحصل من خلاله على مساعدات حكومية) ليوقع الأوراق أمامه، في إشارة رمزية لانتهاء الأيام الصعبة.

 

 

- تُقدر الثروة الصافية لـ"كوم" حاليًا بنحو 11 مليار دولار، وأصبح "واتساب" أكبر تطبيق في العالم للمراسلة الفورية عبر الجوال، حيث يستخدمه أكثر من نحو 1.5 مليار شخص، يبعثون بما يربو على 60 مليار رسالة يوميًا، وفقًا لـ"بلومبرج".

 

- استقال "كوم" من منصبه على رأس "واتساب" وكعضو بمجلس إدارة "فيسبوك" في أبريل عام 2018، وأرجعت تقارير إعلامية أسباب الاستقالة إلى دخوله في خلاف مع الشركة الأم حول خصوصية المستخدمين.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة