“فلاي دبي” تنقل أكثر من مليوني مسافر في 18 شهراً

أكد غيث الغيث، الرئيس التنفيذي لشركة “فلاي دبي”، أن لدى الناقلة العديد من خيارات التمويل المتاحة لشراء الطائرات، مؤكداً أنها استطاعت تأمين التمويل اللازم لجميع الطائرات التي تتسلمها في ،2011 والتي يصل عددها إلى 10 طائرات .

وتشغل الناقلة التي تعمل بأسلوب الطيران الاقتصادي، Low Cost Carrier، اليوم 13 طائرة، وتسلمت مؤخراً 4 من طائرات بوينغ 800-737 الجيل الجديد، وكانت أول ناقلة في العالم تتسلم الطائرة التي تطلق عليها بوينغ اسم “سكاي لاين” (Sky Line)، وستكون جميع الطائرات التي تتسلمها “فلاي دبي” في المستقبل من هذا الطراز .

وفي حوار مع “الخليج” تحدث الغيث عن رؤية “فلاي دبي” للعام ،2011

كعام آخر من بناء أسطول الشركة وتوسيع شبكتها، مشدداً على أن الاستراتيجية تقوم على التطوير السريع لمدة 3 سنوات للوصول إلى شبكة متكاملة من المحطات .

وحالياً يبلغ عدد المحطات التي تسير “فلاي دبي” رحلات إليها 28 محطة بالإضافة إلى محطتين أعلنت عنهما في السعودية تنطلقان خلال يناير/كانون الثاني الجاري، إلى أبها والقسيم .

أوضح الغيث أن “المحطات ال70 التي نعتزم الوصول إليها خلال 5 سنوات محددة، وما يتم هو إطلاق المحطات التي ننجز الموافقات المطلوبة لها أولاً، ونلاحظ أن الطلب عليها يكون قوياً” .

واستبعد الغيث تسيير رحلات إلى أوروبا، في هذه المرحلة، مؤكداً أن أي وجهة تنسجم مع طبيعة عمل “فلاي دبي”، ويمكن أن تسجل حركة مسافرين قوية وارد تسيير رحلات إليها، لكن الأمر يعود إلى حقوق الهبوط وتأمين الموافقات .

وحول فلسفة الشركة في الوصول إلى مدن كثيرة داخل الدول المحيطة غير العواصم، ومدى تأثر ذلك بالعوامل الموسمية، قال الغيث: “نحن نسير رحلات إلى أي مدينة نلاحظ أن لديها إمكانات لنمو الحركة وتشكل سوقاً”، وأضاف: “ندرس الأسواق التي نسير رحلات إليها ونعتمد على تلك الأسواق التي تسجل طلباً قوياً أو تلك التي لديها الإمكانات لتسجيل طلب قوي . فعادة ما يكون هناك طلب غير منظور”، كاشفاً عن وجود قسم خاص لأبحاث السوق والتخطيط في الشركة يعمل على دراسة معمقة للأسواق .

وحول التغيرات في أنظمة الحجز، والتي تعد سريعة في زمن قياسي، رأى الغيث أن ذلك يأتي استجابة لردة فعل الركاب، وخاصة لناحية توفير خيارات متعددة للراكب .

وقال الغيث: “لا بد من مراجعة أنظمتنا لملاءمة متطلبات مسافرينا للوصول إلى أفضل مستويات من الخدمات التي يستفيد منها المسافر” .

وأوضح الرئيس التنفيذي ل”فلاي دبي” أن 40% من المسافرين مع الناقلة لا يحجزون حقائب، وهذا يعني أن 40% من المسافرين استفادوا من هذه التسهيلات ولم يدفعوا لخدمات لا يحتاجونها .

وبموضوع الوجهات، أوضح الغيث أنه تمت إضافة رحلات إلى وجهات باتت ناضجة كبيروت التي يتم الآن تسيير رحلتين إليها، مع دراسة تسيير رحلة يومية ثالثة، مشيراً إلى أن معدلات نسب إشغال الناقلة على الخطوط الناضجة تصل إلى 80% .

وحول الطائرة الجديدة التي انضم أربع منها حتى الآن إلى أسطول الشركة، والتي تتيح أنظمة ترفيهية متطورة، تستخدم للمرة الأولى على متن طيران اقتصادي، أكد الغيث أن هدف الناقلة هو توفير خدمات الترفيه على متن الطائرة بنظام اقتصادي ينسجم مع منهجية عمل الشركة .

وأوضح أن المسافر يدفع ثمن الفيلم الذي يشاهده بأسعار تبدأ من 25 درهماً للفيلم، و5 دراهم للبرنامج، بالإضافة إلى الألعاب الإلكترونية واستماع الموسيقا والأغاني التي لا تزال مجانية، ومن البرامج المتوفرة القرآن الكريم بالكامل وبأصوات عدد من المرتلين . وأضاف أنه في المستقبل يمكن زيادة وتطوير البرامج والأفلام وغيرها .

وبحسب الغيث، تستطيع “فلاي دبي” أن تخلق عند المسافر طريقة ترفيهية مجدية اقتصادية، و”هذا دور ريادي للتحول إلى التفكير بهذه البرامج لإنجاح هذا النوع من الطيران في المنطقة” .

وقال: “يوم بدأنا بتأسيس الناقلة كانت الفكرة تدشين هذا النظام على طائراتنا، وهذا النظام جديد وبطبيعته اقتصادي لأنه نظام أقل تعقيداً ويتميز بهندسة مبسطة تجعل منه أقل 50% من ناحية السعر مقارنة بالأنظمة الاخرى” .

وأوضح أن نظام الترفيه الجوي المتطور يتميز باعتماده على الألياف الضوئية وبالتالي بخفة وزنه ونحافته مقارنة بالطرز الأخرى مما يجعله مناسباً تماماً لمقاعد الناقلة الخاصة من طراز “ريكارو”، حيث يسمح هذا التقليل في الوزن ل”فلاي دبي” بأن تقدم لعملائها أفضل أنظمة الترفيه الجوي الموجودة في السوق مع تقليل النفقات المصاحبة في الوقت نفسه بشكل كبير، مما يضمن ل”فلاي دبي” المحافظة على أسعارها المعقولة المنخفضة وبما ينسجم مع نموذج العمل الذي تعتمده الناقلة والذي يتسم بالبساطة والسهولة والخلو من التعقيدات .

وتعد “فلاي دبي” العميل الأول لنظام الترفيه المتطور “فايبر تو ذا سكرين”

FTTS (Fiber To The Screen) من شركة “لومكسس” .

وستجهز الشركة 44 طائرة ل”فلاي دبي” من طائرات الجيل الجديد من طراز بوينج 800 -،737 ويتميز النظام بأن الشاشات لا تحتوي على أجهزة تشغيل وإنما هي موصولة عبر الألياف الضوئية بجهاز “سيرفر” كشبكة “نتورك” .

ويعد (FTTS) نظاماً ترفيهياً متطوراً لأنه يستخدم الألياف الضوئية مقارنة بمجموعة الأنابيب النحاسية التقليدية المستخدمة بالأنظمة الترفيهية على متن الطائرات اليوم، مما يقلل من تكلفة النظام عموماً بشكل كبير ويجعل وزنه أقل ب70% من وزن الأنظمة الأخرى .

وبحسب الغيث عملت “فلاي دبي” مع لومكسس لتطوير النظام ليعكس نموذج الناقلة في العمل، والذي يتسم بالبساطة والخلو من التعقيدات فضلاً عن توفير عدة خيارات أمام المسافرين .

ويتم توفير خدمات النظام الترفيهي على متن الطائرات كخيار إضافي بنفس الطريقة التي يتم التعامل بها مع الأمتعة والوجبات . وأصبح بإمكان المسافرين على متن طائرات “فلاي دبي” المجهزة بنظام (FTTS) اختيار مواد مختلفة من النظام حسب رغباتهم والمبلغ الذي يرغبون في إنفاقه .

وأوضح الغيث أن النظام، لا يزال في المرحلة الاولى، وهو سهل التطوير بحيث يمكن إضافة الخدمات بسهولة إليه، مؤكداً أن إمكانات التطوير لا حدود لها، واعداً بالكشف عن المزيد من الخدمات في المرحلة المقبلة، رافضاً الإفصاح عنها في الوقت الحاضر إلا إنه استبعد أن يتم توفير خدمات الإنترنت على متن الطائرات، مستبعداً أيضاً إتاحة الاتصال الهاتفي على متن الطائرات، الذي رأى أنه لن يكون له مردود استثماري في الوقت الراهن .

ولكن الغيث لم يستبعد إمكانية عرض الأخبار والصحف الإلكترونية على صفحات النظام، بحيث يتيح للمسافر الإطلاع على آخر الأخبار بعدد من اللغات .

ويتيح النظام خدمة خاصة للاستبيان تقوم الناقلة من خلاله بمعرفة توجهات المسافرين وحاجاتهم لتطوير الخدمات وإطلاق الجديد منها بما يسمح للناقلة أن تبقى على علم بحاجات المسافرين على متن طائراتها، وكشف الغيث أن 13% من المسافرين على متن الناقلة شاركوا في الاستبيان، في الشهرين الماضيين عقب تسلم أول طائرة من الجيل الجديد .

وأضاف غيث الغيث أن طائرات الجيل الجديد من طراز 800-737 التي تم تصميمها بديكور جديد من بوينغ يسمى “سكاي لاين إنتيرير”، تم تدشينه بطائرة “فلاي دبي”، وهو يتميز بوزن أقل ما يقلل إلى 2% من استهلاك الوقود، كما يتميز برحابة فائقة مع تعديل وضعية حقائب المسافرين على متن الطائرة ما يعني راحة أكثر للركاب .

ويمثل الطراز الجديد أحدث ما وصل إليه قطاع السفر الجوي من تطور، و”فلاي دبي” هي أول ناقلة تختار هذا الطراز الأقل وزناً والأكثر تطوراً .

وتقوم “فلاي دبي” بعملية تحفيز لأسواق السفر عبر الأسعار المتدنية وتعزيز الخدمات وتطويرها، وفي هذا المجال أوضح الرئيس التنفيذي ل”فلاي دبي”، أن رسالة الناقلة هي تشجيع السفر أكبر، وهذا ما تقوم به الناقلة عبر فهم متطلبات المسافرين، وتقديم عروض وخدمات تحفيزية ورفع مستويات السفر وتنمية الحركة .

وامتنع الغيث عن توصيف مساهمة الناقلة في قطاع الطيران الاقتصادي في الدولة والمنطقة عموماً، وقال إنه من المبكر الحديث عن دور، خصوصاً وأن الناقلة لا تزال في العام الثاني لبدء التشغيل .

وعن عدد المسافرين عبر الناقلة أكد الغيث أن الرقم تجاوز المليوني مسافر، بعد نحو عام ونصف العام من التشغيل، وكانت الناقلة احتفلت في يونيو/حزيران 2010 بمرور عام على انطلاق عملياتها وبتسجيل حجم حجوزات بلغ المليون مسافر تقريباً، وعدد مسافرين تجاوز الثلاثة أرباع مليون مسافر حتى ذلك التاريخ .

وتوقع الغيث أن يتجاوز عدد المسافرين في السنة التشغيلية الثانية وبشكل كبير ما حققته في السنة الأولى، مشدداً على أن العام الثاني شهد إطلاق 17 وجهة جديدة للوصول إلى شبكة من 28 وجهة مقابل 11 وجهة تم إطلاقها في العام الأول، وهذه بحسب الغيث تعد نقلة نوعية للوصول إلى شبكة متكاملة من الوجهات، وتحديث إجراءات والسلعة التي تقدمها “فلاي دبي”، ورأى أن ما أنجز في 2010 كبير جداً وسيتم التأسيس عليه في السنوات القادمة ليتضاعف المردود بشكل سنوي .

وحول توسعات المبنى 2 في مطار دبي والذي يعد مركز عمليات الناقلة، أكد الغيث أن المطار لا يزال يستوعب توسعات الناقلة خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن خطة توسيع المطار تأتي لمواكبة التوسعات المستقبلية للناقلة، مؤكداً أن المبنى 2 يتناسب جداً مع عمل الناقلة لناحية سرعة صعود ونزول المسافرين ووصول أطقم الضيافة والطيران بسهولة من مركز الشركة المحاذي للمطار .

وأشار الغيث إلى أنه لا نية لدى الناقلة للانتقال في المستقبل القريب والمتوسط من المبنى ،2 إلى المبنى واحد أو مطار آل مكتوم .


ارتفاع الأسعار

رداً على سؤال حول بداية ارتفاع أسعار تذاكر السفر على متن “فلاي دبي” وغيرها من الناقلات عموماً أوضح الغيث أن التسعير مبني على أساس العرض والطلب، وعلى حاجة السوق للعروض، بالإضافة إلى نضوج المنتج على وجهات معينة، مشيراً إلى أن كل هذه التفاعلات تؤدي إلى اتخاذ قرار التسعير في القسم الخاص .

ولاحظ الغيث بداية ارتفاع في أسعار النفط، مؤكداً أن استمرار ارتفاع أسعار النفط سيؤدي إلى رفع أسعار تذاكر السفر .


تعاون مع “الإمارات”

تتيح طيران الإمارات عبر موقعها الإلكتروني الشبكي بوابة ربط مع “فلاي دبي”، وفي هذا الشأن أوضح الغيث أن لا علاقة خاصة أو اتفاقية ربط برمز مشترك مع “الإمارات”، “لدينا منتج مختلف عن الذي توفره طيران الإمارات على متن رحلاتها”، وأضاف أن هناك تعاوناً لما فيه المصلحة المشتركة للناقلتين ومصلحة المستهلك المسافر مع إحداها، موضحاً أن لا خطة حالياً لإيجاد ربط مع رحلات طيران الإمارات عبر الموقع الشبكي ل”فلاي دبي” .

وعن التعاون مع الناقلات الوطنية الأخرى أكد أنه بسبب عدم التواجد في مطار واحد، فإن التعاون موجود والتنسيق واسع، ولكنه يقتصر على تطوير القوانين بالتعاون مع الهيئة العامة للطيران المدني، والسياسات التي تسهم في تطور قطاع النقل الجوي على مستوى الدولة عموماً .


الرمز المشترك مستبعد

أكد غيث الغيث أنه لا توجد لدى “فلاي دبي” أي نية لعقد اتفاقيات نقل مشترك مع ناقلات أخرى، مشيراً إلى أن عقد اتفاق رمز مشترك مع ناقلة واحدة لن يكون مجدياً ولا ينسجم طبيعة عمل الناقلات الاقتصادية، الذي يعتمد على أنظمة السفر والحجز والإدارة المبسطة، ولكنه أشار إلى أن ذلك قد يكون مجدياً إذا ما تم مع العديد من الناقلات في الوقت نفسه .

وأوضح الغيث أن ذلك قد يكون ممكناً في المستقبل مع نضوج الشركة، وأضاف أن الأولوية الآن هي بناء الشبكة وتقنين الإجراءات، للوصول إلى الحجم الذي يوفر المردود الاقتصادي القوي، والذي يسمح بالتوسع عبر الرمز المشترك .


برامج ولاء المسافرين

استبعد غيث الغيث إطلاق برامج لولاء المسافرين عبر “فلاي دبي” في المرحلة الحالية، مشدداً على أنه قبل الوصول إلى معادلة التكلفة والربح، لن يتم الاستثمار في مثل هذه البرامج، مشيراً إلى أن المعرفة الكافية بالقطاع وحجم السوق ضرورية في هذا المجال، وهذا يحتاج لسنوات من العمل لبناء قاعدة بيانات تسمح ل “فلاي دبي” بإطلاق مثل هذه البرامج .

وأوضح الغيث أن المعادلة الناجحة اليوم هي تخفيض الأسعار لاستقطاب المسافرين .