توقع سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة الطيران المدني بدبي الرئيس الأعلى لطيران الإمارات التوقيع على الاتفاقية النهائية لإعادة جدولة ديون دبي العالمية في غضون أسبوع، مؤكدا متانة اقتصاد الإمارة.
وكانت دبي العالمية توصلت إلى اتفاق مبدئي مع كبار الدائنين لجدولة ديونها البالغة 25 مليار دولار العام الماضي، والذين يمثلون 60%من الديون.
وأشار سموه خلال مؤتمر “التميز ومستقبل الأعمال” في دبي إلى أن “طيران الإمارات” نقلت 27,5 مليون مسافر خلال العام المالي الماضي، متوقعا نموا جيدا في أعداد المسافرين على متن الناقلة خلال العام الجاري، والذي ينتهي في 31 مارس الجاري.
وأشار سمو ه إلى ارتفاع أعداد المسافرين عبر مطار دبي الدولي إلى 47,2 مليون مسافر خلال 2010 بنمو 15,3%، كما ارتفع حجم الشحن عبر المطار إلى 2,2 مليون طن من البضائع والشحنات بزيادة 17,7% على العام الأسبق.
وتوقع ارتفاع أعداد المسافرين عبر مطار دبي إلى 52 مليون مسافر في العام الجاري، ووصول حجم الشحن عبر مطار دبي إلى طاقته الاستيعابية القصوى البالغة 2,5 مليون طن خلال العام الجاري.
ويناقش مؤتمر “التميز.. مستقبل الأعمال”، الذي تنظمه مجموعة دبي للجودة بالتعاون مع الجمعية الأميركية للجودة، في مركز دبي التجاري العالمي، التجارب العالمية في مجال التميز في قطاع الأعمال والممارسات المهنية، بما يعزز مسيرة التميز في الحاضر والمستقبل المهني والعملي محلياً وإقليمياً وعالمياً.
وقال سموه “إن هذه هي المرة الأولى التي تتعاون فيها مجموعة دبي للجودة مع الجمعية الأميركية للجودة، وهي أكبر منظمة في العالم لمحترفي الجودة، ونحن فخورون بأنهم اختاروا دولة الإمارات لعقد مؤتمر مشترك فيها”.
واضاف” إننا في دولة الإمارات وفي ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قطعنا شوطاً في رحلة الجودة والتميز، ولم نعد ننظر إلى الوراء، فنحن اليوم ننافس على الصعيد العالمي فقط”.
وأضاف” لعبت مجموعة دبي للجودة دوراً حاسماً في هذه الرحلة، والآن وفي ظل الشراكة مع الجمعية الأميركية للجودة، نتوقع أن نرى الكثير”، مشيرا إلى أن الجودة وحدها أصبحت صيغة مبالغة، مؤكدا أنها تدعم العمل الجيد.
وقال “ إن الأزمة المالية العالمية أثرت على الجميع، وإن ما حققناه كان تحدياً، ونحن نسير استناداً للمقولة الدائمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم “إن كلمة مستحيل غير موجودة في قاموس القادة”.
وأضاف سمو الشيخ أحمد بن سعيد أن رجال الأعمال والمستثمرين الناجحين لا يغلقون أعمالهم في أوقات الأزمات، بل تراهم يفكرون بعيداً ويخططون ويتصورن ويستشرفون المستقبل، مؤكدا أن الإمارات من بين أفضل بلدان العالم حاليا. وقال “لكن التحدي هو أين سنصبح خلال السنوات المقبلة؟.
التغيرات الإقليمية
ومن جانبه أكد معالي أحمد حميد الطاير محافظ مركز دبي المالي العالمي وجود العديد من الفرص النمو الاقتصادي في الإمارات، رغم الأحداث التي تشهدها المنطقة، لافتا إلى أنه من الصعب تحديد النتائج الناجمة عن المتغيرات الراهنة إقليميا. وشدد على أن المنطقة تمتلك من الأسس الاقتصادية القوية، التي تؤهلها لتعزيز النمو، حيث لدى المنطقة نصف احتياطيات البترول والغاز، وهو ما يعزز النمو المستقبلي مع ارتفاع أسعار النفط الى ما فوق 100 دولار للبرميل، الأمر الذي يعزز من الإبقاء على معدلات الانفاق الحكومي والتنمية المستدامة، وإنشاء بنية تحتية تلبي احتياجات السكان، ودعم السياسات الرامية الى توفير فرص لشباب الوطن، والمزيد من الفرص لرجال الأعمال.
ولفت إلى أن دولة الإمارات تتبع سياسات مالية وتنوع مصادر الدخل، وفق رؤية واضحة لمواجهة تقلبات الأسعار، والمتغيرات في الأسواق، منوها الى أن النفط يشكل حاليا 30% من الناتج المحلي الاجمالي.
تفاؤل دولي
ونوه إلى أن المؤسسات الدولية تؤيد حالة التفاؤل التي يمر بها الاقتصاد الإماراتي، ومختلف اقتصادات المنطقة، مشيرا إلى أن النمو المتوقع للاقتصاد الوطني يصل الى 3,2% خلال العام الجاري، وفق توقعات صندوق النقد الدولي، وفي السعودية 4,5%، بينما قطر ستحقق 18,6%، والهند 8,4%.
وأشار أحمد الطاير في كلمته تحت عنوان “نمو مركز دبي المالي العالمي على الرغم من تداعيات الأزمة العالمية” إلى أن المركز يضم الآن 800 مؤسسة وشركة، واجد العديد من الشراكات في القطاع المالي، بينها شراكات مع 20 بنكا عالمياـ وثمان من كبريات شركات إدارة الأصول، وشركات تأمين عالمية.
ويرى أن ما حققه مركز دبي المالي من نمو يعد انعكاسا طبيعيا للتنوع الاقتصادي في دولة الإمارات، والتي تحولت على مدى السنوات الماضية لتصبح مركز أعمال دوليا، تستقطب كبريات المؤسسات المالية، والشركات الاقتصادية والاستثمارية، مشدد على وجود آفاق واسعة لمزيد من النمو في مركز دبي المالي العالمي والذي ينتهج سياسات واضحة لتعزيز مكانته التنافسية.
ويناقش المؤتمر مجموعة من البنود المؤثرة في مستقبل الأعمال على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، والنظرة المستقبلية والفرص المتاحة والمشاريع الموصى إقامتها، وآليات التغلب على التحديات التي ستواجه مستقبل الأعمال في المنطقة، إضافة إلى أهمية مستقبل التميز في المنطقة، وكيفية تعزيز الإيجابيات والحد من السلبيات في نماذج التميز.
فرص الاستثمار
ومن جهته، قال صالح جاني رئيس مجلس إدارة مجموعة دبي للجودة إن المؤتمر يبرز فرص الاستثمار والتطوير المتاحة والمتوقعة، إلى جانب بناء ومد جسور الشراكة الإستراتيجية وشبكات الاتصال مع مجتمع الأعمال في دول مجلس التعاون الخليجي والدول الشقيقة في المنطقة، مضيفا أنه تم اختيار شعار “التميز مستقبل الأعمال” أملاً في التغلب على الركود الاقتصادي الحالي، والبحث عن فرص أفضل للاستثمار المالي في المنطقة.
وقال “يتصف المؤتمر بأهمية بالغة في قطاع الأعمال والمؤسسات على اختلاف فئاتها، لا سيما وأنه يسلط الضوء على فرص النمو والاستثمار في المنطقة، ويناقش الخطط البديلة في مواجهة التحديات المستقبلية، ويدعم الأعمال والمشاريع التجارية للتجهيز والإعداد لمستقبل الأعمال الأمثل والأكثر تميزاً.
ويضم المؤتمر نخبة من الشخصيات المشاركة من داخل الدولة وخارجها، ويشارك في المؤتمر شخصيات وقيادات اقتصادية وإدارية عالمية، قدمت لعرض العديد من المشاركات والتجارب المحلية والدولية في مجال التميز في مجتمع الأعمال والممارسات التجارية والإدارية.
وذكر صالح “تنطلق أهمية المؤتمر من خلال مشاركة الجمعية الأميركية للجودة لكونها جمعية عالمية تهتم بعلوم ومجالات الجودة، إلى جانب مبادرة انعقاد المؤتمر خارج الولايات المتحدة الأميركية للمرة الأولى، واختيار إمارة دبي مقراً لانعقاد هذا المؤتمر العالمي، وذلك لموقعها الاستراتيجي المهم في خريطة الأعمال وتأثيرها الفعال في المنطقة.
وقال “يكتسب المؤتمر أهمية إضافية من خلال الأسماء والخبرات المحلية والعالمية المشاركة، علاوة على الموضوعات والعناوين التي سيتطرق إليها المجتمعون والتي تدور حول مستقبل الأعمال في إمارة دبي والإمارات والمشاريع والإنجازات كنموذج حي وملموس يجسد الرؤية للتميز في قطاع الأعمال على اختلاف مسمياتها، بالإضافة إلى رؤية استشرافية للواقع المستقبلي لاقتصاد الإمارات والمنطقة، والفرص والمشاريع المتاحة وكيفية التغلب على التحديات التي ستواجه مستقبل الأعمال في المنطقة، وذلك بالاستناد المطلق إلى مفهوم الجودة كواقع ومستقبل ونماذج مؤثرة محلياً وعالمياً.
وذكر صالح أن مجموعة دبي للجودة نمت لتشمل أكثر من 2000 عضو يمثلون ما يقرب من 400 مؤسسة بارزة من القطاعين العام والخاص، مضيفا أن أحد أهدافها، تطوير قوى عاملة مثقفة وبارعة، ورفع مستوى أداء بيئة الأعمال المحلية، من أجل بناء اقتصاد متنوع وتقدمي لإمارة دبي.
وقال” إن مجموعة دبي للجودة بمثابة منصة آمنة ومحفزة وهي توفر بيئة للمهنيين للالتقاء وتبادل الأفكار والمعلومات والخبرات من أجل المنفعة المشتركة، وتواصل العمل على تحقيق هدف رئيسي وهو توفير قاعدة أساس لتبادل المعرفة في مجتمع الأعمال.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}