تقف شركة الاتصالات المتنقلة (زين) على مشارف مرحلة جديدة من نشاطها، بعد أن طويت صفقة بيع حصة الغالبية في الشركة لشركة «اتصالات» الإماراتية.
عنوان المرحلة سيكون «الاستراتيجية الثلاثية» التي وضعتها الشركة لتحقيق أهداف تشغيلية طموحة حتى العام 2014، أبرزها تحقيق 3.4 مليار دولار أرباحاً قبل الفائدة والضريبة وانخفاض القيمة والأهلاك، و2.1 مليار دينار أرباحاً صافية، وزيادة عدد المشتركين إلى 52 مليون عميل، والوصول بالإيرادات إلى 6.3 مليار دولار.
وتعد هذه الاستراتيجية أكبر نقلة للشركة منذ أن وضعت استراتيجية التوسع الخارجي قبل أكثر من عشر سنوات، والتي كان نجاحها ثمرة استحواذ القطاع الخاص على الشركة، وبالذات «مجموعة الخرافي»، التي كانت وقفت وراء خطط التوسع وموّلت الجانب الأكبر من زيادات رؤوس الأموال التي تطلبتها تلك الخطط، وبعلاوات إصدار مرتفعة، إلى أن وصل رأسمال الشركة المدفوع حالياً إلى 430 مليون دينار، وحقوق مساهميها إلى أكثر من 2.6 مليار دينار.
وتحقق ذلك النجاح في ظل انسجام إداري قادته «مجموعة الخرافي» باعتبارها المالك الأكبر من جهة القطاع الخاص، وحرصت فيه على تمثيل توجهات المساهمين الآخرين بنسب مؤثرة، على قاعدة التشاور الدائم.
لكن ما حصل في الأشهر الماضية أن الانسجام بين أعضاء مجلس الإدارة لم يبق على حاله، بعد أن بدأ بعض الأعضاء حرباً إعلامية وقضائية ضد زملائهم، وضد إدارة الشركة، استخدمت فيها كل الأسلحة المحرمة. وأوقع ذلك ضرراً كبيراً بصورة الشركة، كان أبلغ تعبير عنها البيان الأخير الصادر عن شركة «اتصالات» الإماراتية الذي أعلنت فيه إنهاء التفاوض للاستحواذ على «زين» وعزت ذلك في جزء منه إلى عدم الاتفاق بين أعضاء مجلس إدارة «زين».
ومع استعداد «زين» لعقد جمعيتها العمومية السنوية بعد أقل من أسبوعين، تبدو الفرصة سانحة لاستعادة الانسجام الإداري، من خلال تشكيل مجلس إدارة لا يتحول إلى ساحة مواجهة تنصب فيها المتاريس في كل اجتماع.
ويعتقد كثير من المساهمين، لا سيما أصحاب الملكيات الصغيرة في الشركات، أن الانسجام في مجلس الإدارة الجديد ضروري لتمكين الشركة من تنمية حقوق المساهمين وتعزيز العوائد، وإلا فإن مجلس الإدارة سيصرف جهده في الجدل العقيم من وراء المتاريس، والتربص للطرف الآخر. وفي أجواء كهذه لا يمكن للشركة أن تنتقل إلى مرحلة جديدة من النمو.
ولذلك، يتوقع أن يكون الاتجاه العام لدى المساهمين انتخاب مجلس إدارة يوحد رؤية الشركة ويكرر نجاحات السنوات العشر الماضية.
وإذا ما تحقق ذلك فإن أمام الشركة فرصة لتعيد إبراز صورتها كدرّة قطاع الاتصالات في المنطقة، خصوصاً بعد أن تخارجت من الشبكات الإفريقية التي كانت أقل تحقيقاً للعائد من الشبكات في المنطقة العربية.
ومن المتوقع أن تركز «زين» جهودها في المرحلة المقبلة على الاستفادة من مزايا التكامل بين شبكاتها في المنطقة، وتحسين هامش الربحية، والاستمرار في العمل الذي بدأ العام الماضي لترشيد المصروفات ووضع حد للتوسع غير المبرر فيها الذي ساد في السنوات الأخيرة من عمل الإدارة التنفيذية السابقة.
وقد بدأت نتائج العمل في هذا الاتجاه تظهر بالفعل، من خلال النمو الذي شهدته الأرباح التشغيلية العام الماضي. وتطمح الشركة إلى تحسين هامش الربح قبل الضريبة والفائدة إلى 53 في المئة في العام 2014.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}