"أعيان" الى مرحلة جديدة بعد توقيع الدائنين الشهر المقبل

قاربت شركة أعيان للإجارة والاستثمار على إنهاء أزمتها المالية التى مضى عليها أكثر من عامين ونصف العام حيث استطاعت إقناع دائنيها بالإجماع على شطب نسبة 10 في المئة من ديونهم مقابل تملكهم حصصا في الشركة, ويبلغ إجمالي ديون أعيان 396 مليون دينار, سيتم التوقيع على خطة إعادة هذه الديون خلال الشهر المقبل حسبما أكدت مصادر ذات صلة ل¯"السياسة " ان جموع الدائنين وافقوا على شطب 10 في المئة من ديونهم وبالتالي تكون "أعيان" قطعت مشوارا طويلا في انهاء تعثرها الذي شهد كثيرا من العراقيل والعقبات طوال الفترة الماضية من رفض وفض لاجتماعات لجهة مناقشة مقترحات خطط كانت تطرحها الشركة مع لجنة الدائنين بقيادة مستشار خطة إعادة الهيكلة شركة"رويتشايلد" التى عملت على إعادة هيكلة إضافية لحقوق المساهمين من شأنها تعزيز الوضع المالي وهو العرض الذي كانت قد تقدمت به أكبر مساهمي "أعيان" ومن شأنه ان يساعد على التوافق مع متطلبات بنك الكويت المركزي الجديدة المتعلقة بمعايير نسب الدين.

وجاءت خطة إعادة هيكلة الديون كما نشرتها "السياسة" في اعداد سابقة وفق تقسيم قاعدة الدين وأولوية السداد التي وضعت على شريحتين الاولى تحصل على ضمان من الدرجة الاولى بحجم ديون يقدر ب¯ 155 مليون دينار والشريحة الثانية تحصل على ضمانات من الدرجة الثانية وتقدر ديونها ب¯ 168 مليون دينار, اضافة الى 220 مليون دولار لبنوك اجنبية الى جانب 117 مليون درهم اماراتي لبنوك اماراتية باجمالي ديون تقدر بنحو 240 مليون دينار وتتميز انها تحصل على الاولوية في السداد كونها تحمل ضمانات من الدرجة الثانية في مقابل ان تقدم اعيان جميع اصولها كضمان حق للدائنين وتبلغ قيمتها وفقا لتقييم شركات مالية عالمية بنحو 415 مليون دينار.

وقال مراقبون ان أعيان إذا ما اتمت بنجاح توقيع جميع الدائنين على خطة لتنتقل بذلك الى مرحلة مهمة في تاريخها لتبدأ في سداد ديونها وتستعيد نشاطها الاستثماري مرة أخرى كإحدى اهم شركات الاستثمار التى تعمل وفق احكام الشريعة الاسلامية في الكويت, واعتبرها المراقبون هي ثاني شركة اسلامية بعد دار الاستثمار, حيث تتوزع استثماراتها في العديد من الاسهم والحصص في شركات محلية واصول في العديد من البلدان.

وكانت الشركة تكبدت خسائر في العام 2009 بلغت 73 مليون دينار 70 في المئة منها لاعادة تقييم الاصول والباقي كلفة التمويل وهي خسائر تجاوزت 75 في المئة من رأس المال ما استدعى إبداء مدقق الحسابات وفقا للمعايير الدولية لرأي مفاده "الشك" بالاستمرارية ما لم تتم إعادة هيكلة الدين ورأس المال.

واشار المراقبون الى ان اعيان بعد توقيعها ستكون الشركة الثانية بعد شركة بيت الاستثمار العالمي "غلوبل" في إنجاز إعادة هيكلة ديونها لتنأى بنفسها عن مصير لا يعلم مداه إلا الله خصوصا مع تشدد البنك المركزي خلال الفترة المقبلة نحو شركات الاستثمار التى حصلت على مهلة ولم تستطع معالجة ديونها بنفسها , مؤكدة ان المركزي بهذا التوجه سيقلص من حجم شركات الاستثمار في السوق الكويتي الذى لم يستطع استيعاب كل هذه الشركات وبالتالي يحدث نوع من التوازن النسبي بعد تطبيق المركزي لهكذا إجراءات.