قال المهندس عيسى هلال الكواري رئيس المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء /كهرماء/ إن إنتاج دولة قطر حاليا من الطاقة الكهربائية يصل 8 آلاف ميغاوات يتم استهلاك 5300 ميغاوات منها في أوقات الذروة.
وأضاف المهندس الكواري في تصريح صحفي على هامش حفل أقامته المؤسسة الليلة الماضية لتكريم موظفيها ذوي الخدمة الطويلة والطلبة الخريجين والمتفوقين والإدارة ذات النسبة الأعلى في دعم سياسة التقطير، إنه من الناحية النظرية يمكن القول إن الفائض هو 2700 ميغاوات لكن من الناحية العملية تتحكم في هذا الفائض عوامل منها وجود احتياطي دوار وبعض الماكينات التي قد تكون خارج الخدمة للصيانة وغيرها.
وأوضح أن الأحمال الكهربائية بالدولة مستقرة بحكم أداء الكهرباء المتميز الذي شدد على أنه في وضع أفضل من الأعوام السابقة، متوقعا أن يستمر هذا الأداء دون وجود نقص في الإنتاج أو أعطال رئيسية في الشبكة.
وأكد أن الإنتاج الموجود يكفي حاجة الدولة ولا توجد مشاكل تذكر إذا ما تم استثناء بعض المشاكل البسيطة المتعلقة بشبكات التوزيع والتي وصفها بأنها اعتيادية وثانوية وليست رئيسية.
وأشار إلى أنه خلال الصيف الحالي قامت قطر بتصدير بعض طاقتها الكهربائية الفائضة وتم إمداد بعض الشبكات الخليجية من خلال الشبكة الرئيسية بحوالي 200 ميغاوات تم تصديرها لشبكة الربط الخليجي، مضيفا أن هيئة الربط الخليجي هي التي تحدد الدولة المستفيدة.
وذكر أن هذا الفائض يتوفر لدى دولة قطر بعد الاستهلاك والاحتياطي حيث استطاعت أن تصدر منه لبعض الدول وبشكل تجاري، وأوضح قائلا "بما أننا حاليا في شبكة ربط فإن السحب يتم بشكل يومي.. ولكن بالحديث عن المواضيع التجارية قمنا هذا الصيف ببيع ثلاث ساعات لدولة معينة وبأسعار تجارية".
المستقبلية لفت المهندس الكواري إلى أن المؤسسة تدرس حاليا الخطط المتعلقة بإقامة محطة مستقبلية يشار إليها تحت مسمى "المرفق د" دون أن يؤكد أنه تم اتخاذ قرار نهائي بشأن إنشائها.
وبخصوص الكابل البحري الرابط بين محطتي بوفنطاس وراس لفان الذي يتمحور هدفه في الزيادة في اعتمادية الشبكة ، قال إن الأمور فيه تسير وفق الجدول الزمني المعد سلفا ولا يوجد تأخير، مضيفا أنه بالنظر لأهمية منطقة الخليج الغربي يتم حاليا ربطها بهذا الكابل من خلال محطة بوفنطاس حيث تتم تغذيتها في الوقت الحالي من مناطق مختلفة.
وحول توسيع الشبكة الخليجية التي هي في الأساس شبكة طوارئ قال إن هناك مشاريع تتم دراستها حاليا للنظر في إمكانية تصدير الطاقة، ولفت إلى أن المقصود هنا هو الاستفادة من فائض الطاقة ومن فارق التوقيت بين بعض الدول وليس الإنتاج من أجل التصدير لأنه فكر مختلف.
وأضاف أنه عندما يتم الربط العربي والربط مع تركيا ومن ثم مع أوروبا يكون ثمة فارق في التوقيت يمكن الاستفادة منه، فمع وجود الربط الخليجي هناك فرص للتصدير وربما تكون هناك فرص لتوقيع اتفاقيات لأن الإنتاج يختلف من دولة إلى أخرى.
وقال إن هيئة الربط الخليجي تسعى حاليا إلى عمل بورصة للأسعار الكهربائية والاستفادة منها وقد انتهت فعليا من ربط دولة الإمارات العربية المتحدة بالشبكة والذي دخل حيز النفاذ في إبريل الماضي وتم التشغيل النهائي أمس الأول لمشروع الإمارات، مضيفا أن الخطوة القادمة هي استكمال المشروع من خلال ربط سلطنة عمان والبحث عن فرص استثمار أخرى من خلال إنشاء سوق خليجية مشتركة والمشاركة في مشاريع ربط أخرى إذا ما أثبتت جدواها.
وحول السياسات المتعلقة بالحد من استهلاك الطاقة رأى أن حرارة الصيف المرتفعة بالدولة تجعل استهلاك الكهرباء والمياه بها مرتفعا، لكنه شدد على أن المؤسسة تبذل جهدا مضنيا لتوعية المواطنين والمقيمين من جميع الشرائح بغية الترشيد والاستهلاك الأمثل للموارد الكهربائية والمائية.
وأكد رئيس المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء أن الاستخدام الأمثل يصب في مصلحة المستهلك والمؤسسة كليهما فهو يعود على المستهلك بالمحافظة على البيئة ويطيل العمر الافتراضي للأجهزة التي يستخدمها، وقال إنه من جهة أخرى يساعد المؤسسة في المحافظة على مصادر الطاقة للأجيال المقبلة ويزيد في عمر الشبكات.
وأشار إلى أن /كهرماء/ تعتمد عدة طرق مكانا وزمانا في حملاتها المتنوعة بين رسائل الجوال والبروشورات ووسائل الإعلام وغيرها والتي تستهدف جميعها الترشيد والاستخدام الأمثل للموارد.
وقال إن المؤسسة دعما منها ومواكبة لتلك الجهود استحدثت مؤخرا إدارة جديدة في /كهرماء/ تسمى إدارة الترشيد وكفاءة استخدام الطاقة وستكون معنية بالتركيز أكثر على التكنولوجيا المتطورة وغيرها من الأمور، لكنه أضاف أن ثمار هذه الحملات لا تلحظ إلا بعد وقت طويل.
وفيما يتعلق بخطط المؤسسة في انتهاج سياسة الاستدامة ودعم البناء الأخضر اعتبر أن فكرة الاستدامة تقوم في جزء كبير منها على توفير الطاقة بنوعيها الكهربائية والمائية، و/كهرماء/ ترى أنها شريك أساسي في هذه السياسة بحكم مسؤوليتها عن هذين المرفقين.
وقال إن الاتفاقية التي تم توقيعها مؤخرا مع المنظمة الخليجية للبحث والتطوير تدخل في هذا المجال وتستهدف تبادل الخبرات، مشيرا إلى أن /كهرماء/ تمتلك منذ فترة طويلة أنظمة ومعايير محددة تدعم هذا التوجه وما تم الآن هو بلورة هذا الموضوع بشكل أكثر علمية من خلال التنسيق مع الجهات المعنية.
وكانت المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء قد نظمت البارحة حفلا بالحي الثقافي /كتارا/ بحضور سعادة الشيخ ناصر بن محمد آل ثاني وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، استهدفت من خلاله إظهار تقديرها لكوادرها الوطنية ممن بدأ عطاؤهم قبل إنشاء /كهرماء/ بسنوات تجاوزت الثلاثين عاماً واستمر مع إنشاء /كهرماء/ في سنة 2000 كمؤسسة وطنية تقوم على إدارة وتنظيم وتطوير وترقية قطاعي الكهرباء والمياه في الدولة.
واعتبر المهندس عيسى الكواري في كلمة بالمناسبة أن "العدد الكبير لموظفي الخدمة الطويلة الذين يُحتفى بهم اليوم هو خير دليل على علاقة العمل الممتازة بين المؤسسة وموظفيها الذين يمتلكون ثروة من المعرفة والخبرة التي وظفوها في خدمة أهداف /كهرماء/، وتأكيد على أهمية تعزيز أواصر علاقات العمل الطيبة والمتميزة بين الموظفين والإدارة والعمل بروح الفريق الواحد الذي يفخر كل فرد فيه بالإنجازات المحققة".
كما قامت المؤسسة بتكريم بعض خريجي /كهرماء/ الجامعيين المتفوقين الذين سينضمون إلى فريقها العامل، فضلا عن منحها جائزة الإدارة الرائدة في دعم سياسة التقطير للعام الماضي 2010 لإحدى إداراتها المتميزة في تحقيق أهداف تقطير الوظائف فيها.
يذكر أن المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء "كهرماء" التي أنشئت عام 2000 بموجب القانون الأميري رقم 10، هي مالك حق الامتياز الحصري كمالك ومشغل وحيد لمنظومة شبكات نقل وتوزيع الكهرباء والمياه في قطر.
وتقوم بتنظيم بيع الكهرباء والماء للمستهلكين وتأمين حاجة البلاد منهما بشكل دائم، ومنذ إنشائها عملت "كهرماء" كمؤسسة مستقلة وأعطيت شخصية اعتبارية وتدار على أسس تجارية برأسمال بلغ ثمانية مليارات ريال (ما يزيد على ملياري دولار أمريكي).
ولديها الحق في إبرام اتفاقيات شراء الكهرباء والماء وتوفير الدعم الفني والمؤسسي لإنشاء محطات توليد الكهرباء وتحلية المياه وتملك وإنشاء وتشغيل شبكات نقل وتوزيع الكهرباء والماء في دولة قطر ووضع خطط وبرامج تطوير شبكات نقل وتوزيع الكهرباء والماء ووضع القواعد المنظمة لأعمال التوصيلات الكهربائية والتمديدات المائية إلى مختلف المباني والمنشآت وتقديم الخدمات والاستشارات في مجال الأنشطة التي تقوم بها.
وتلتزم "كهرماء" بتقديم خدمة الكهرباء والماء للمشتركين بجودة عالية مع خلق قيمة مضافة على حقوق المساهمين. وكما هو معلن في أهدافها فإن كهرماء تعمل على أسس تجارية مع الالتزام بالمعايير المحلية والدولية الخاصة بالصحة والسلامة والبيئة، وتسعى إلى زيادة أعداد القطريين العاملين بالمؤسسة، للانطلاق نحو المستقبل.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}