نبض أرقام
23:42
توقيت مكة المكرمة

2024/07/22

شعاع لإدارة الأصول تحقق عائدات في الأوقات الصعبة

2011/10/20 البيان

حققت صناديق شركة شعاع لإدارة الأصول أداء قويا خلال النصف الأول من العام الحالي رغم الأزمات العالمية والإقليمية التي أثقلت بظلالها على مختلف فئات أصول محفظتها الاستثمارية، حيث حققت صناديق الاستثمار في الأصول السائلة عائدا نسبته تقريبا 3%، بعدما صعدتها حصتها من مستوى الصفر إلى حوالي 30% من إجمالي قيمة المحفظة الاستثمارية، وسجلت محافظ أدوات الدخل الثابت عوائد إيجابية بلغت نسبتها حوالي 5%، كما ارتفعت قيمة الأصول المدارة بواقع 60 مليون دولار ليصل إجمالي قيمتها حوالي 260 مليون دولار بحلول نهاية النصف الأول من العام الجاري مقابل أموال مستردة بقيمة 20 مليون دولار.

واعتبر نادي برغوتي، رئيس شعاع لإدارة الأصول تحقيق مثل هذه النتائج الإيجابية بمثابة إنجاز كبير بكافة المقاييس، وذلك في ظل ما سماه بــ «الأوقات الصعبة» التي تمر بها صناعة إدارة الأصول في العالم، وهو الأمر الذي استلزم- من وجهة نظره - إحداث تغييرات مستمرة في النهج وأسلوب التعاطي على نحو يتماشى مع المتغيرات العالمية والإقليمية، بالنظر إلى أن صناعة إدارة الأصول تعد في المحك النهائي بمثابة عملية تتميز بالطبيعة الديناميكية المتغيرة، ، وليست جزيرة معزولة عن التغييرات الحاصلة في العالم.

ورغم أن المقومات الاقتصادية والمالية لاقتصاديات المنطقة - والكلام له - تتميز بالقوة والتماسك، بيد أن هناك عوامل سياسية إقليمية وعالمية تؤثر على نمو الاقتصاديات الخليجية، كما تؤثر كذلك على أداء فئات الأصول في المنطقة، وذلك على خلاف ما كان عليه الوضع في الماضي الذي كان التركيز فيه ينصب بالدرجة الأولى على الاعتبارات الاقتصادية.

هيمنة العوامل السياسية

وهكذا، باتت العوامل السياسية تلعب دورا مهيمنا في صناعة إدارة الأصول، وهو أمر قاد في رأي نادي برغوتي إلى نشوء وضع يختلف كليا عما كان عليه منذ عام مضى تقريبا، فعلى سبيل المثال - والكلام مازال على لسانه - كانت هناك نظرة متفائلة إلى السوق المصري في العام الماضي.

و بالفعل كان السوق المصري يستأثر بحصة كبيرة من أصول شركة «شعاع لإدارة الأصول»، ورغم التفاؤل بأفق نمو الاقتصاد المصري، إلا أن التطورات السياسية الأخيرة أفضت إلى تقليص استثمارات الشركة في مصر إلى حد كبير، والتوجه بهذه الاستثمارات إلى الأسواق المستقرة كالإمارات والسعودية وقطر، وهي أسواق حققت مكاسب من جراء التطورات السياسية التي تشهدها بعض دول الشرق الأوسط.

ويخلص نادي برغوتي إلى القول بأن عملية إدارة وتوزيع الأصول باتت تتحدد بناء على اعتبارات سياسية في المقام الأول، وذلك بعدما كانت للعوامل الاقتصادية الدور المهيمن، وهو ما جعلها في ظل الظروف الحالية عملية بالغة التعقيد، وتنطوي على تحديات كثيرة تستلزم الأخذ في الحسبان كافة معطيات السوق بأدق تفاصيلها، والحفاظ على تواصل وتفاعل مستمرين مع الشركات، كما أنه بات من الصعب التنبؤ بالأحداث والاتجاهات، وتتضافر مثل هذه التعقيدات مجتمعة في جعل عملية التخطيط للمستقبل مسألة بالغة التعقيد.

وواصل نادي برغوتي شرحه لهذه التغييرات بقوله: تغيرت نسب توزيع استثمارات المحفظة خلال العام الجاري، بأن اشتملت على 50% أسهم و20% سندات و30% استثمارات في صناديق الأصول السائلة، وبالتالي، صعدت حصة الاستثمار في صناديق الأصول السائلة من مستوى الصفر إلى حوالي 30% من إجمالي قيمة استثمارات المحفظة، ويؤشر صعود حصة الاستثمار في هذه الفئة من الأصول على سيطرة الاتجاهات المتشائمة على معنويات السوق، وتراجع رغبة المستثمرين إزاء تحمل المخاطر، مقابل، إبداء الحرص المتزايد على الاحتفاظ بالسيولة النقدية، وإذا كان المستثمر مهتما في الماضي بتحقيق عائد، فانه بات اليوم مهتما بالاحتفاظ بقيمة رأس المال، وذلك بمعزل عن تحقيق عائد من عدمه، ومن ثم، فان تقلص حصة الاستثمار في الأسهم بهذا المعدل الكبير يؤشر على هيمنة مشاعر التشاؤم والتحفظ على الأسواق، وذلك رغم إيمان المستثمرين بتماسك المقومات الاقتصادية الأساسية.

معايير الاستثمار في السندات

وإذا كانت التغييرات العالمية والإقليمية أثرت على نسب توزيع محفظة استثمار «شعاع لإدارة الأصول»، فأنها انطوت على تأثيرات تتعلق بالأوعية الاستثمارية ذاتها، فمن جانب تغيرت تركيبة السندات المستثمر فيها حاليا من قبل شركة «شعاع لإدارة الأصول» عما كانت عليه منذ 6 أو 8 شهور مضت.

إذ لم يكن العملاء والكلام على لسان نادي برغوتي - مهتمون خلال الفترة الماضية بالسندات ذات التصنيف الائتماني، ولم يظهروا ممانعة للاستثمار في إصدارات السندات المحفوفة ببعض المخاطر، وذلك طالما يجنون منها عوائد عالية، ولكن اختلفت هذه التوجهات في الوقت الحالي، إذ أصبحت أغلب الاستثمارات في تلك الفئة من الأصول تتجه نحو إصدارات سندات تتمتع بتصنيفات ائتمانية مرتفعة، خاصة تلك المصدرة من جهات سيادية أو شركات تتمتع بموقف مالي قوي من ناحية التدفقات المالية والميزانية العمومية، وغالبا ما يكون حجم إصدارات السندات في المنطقة على درجة عالية من المحدودية، وذلك بالمقارنة مع حجمها في الأسواق العالمية.

واستدرك في حديثه بقوله: إذا ما تمكنت الشركة من العثور على البنوك الراغبة في الإقراض بأسعار فائدة مقبولة، فان الاقتراض من المصارف ربما يكون أكثر سهولة من إصدار السندات ومن الطبيعي، أن ترتفع تكلفة الإصدارات خلال الفترة الأخيرة بسبب صعود المخاطر التي تكتنف الأسواق العالمية والإقليمية، ويتراوح معدل مقايضة ائتمان أغلب الدول الناشئة ما بين 300 و400 نقطة أساس.

ولكن هناك دولا تجاوزت حاجز 800 نقطة أساس، وذلك على غرار اليونان، ومن ثم، باتت الخيارات التمويلية تتميز بالمحدودية، وهي تتراوح ما بين إصدار سندات والاقتراض من المصارف وإدراج اكتتابات عامة أولوية، وتكتنف هذه الخيارات مجتمعة الكثير من المصاعب والتحديات، ولا يمكن إلقاء اللوم كليا على السوق، وذلك على الرغم من ارتفاع معامل الارتباط بين الأسواق المحلية ونظيرتها العالمية على نحو جعل الأولى مثقلة بمخاطر تسهم في زيادة تكلفة أوراق الدين المحلية، وهو أمر صاحبه بروز معضلة تتمثل في وجود شركات محلية تمتلك إمكانيات ضخمة للنمو، في الوقت ذاته، تفتقر إلى رؤوس أموال تغذى تلك الإمكانيات.

وسلط نادي برغوتي المزيد من الضوء على كيفية انتقاء إصدارات السندات ذات الجودة العالية بقوله: ويتم انتقاء إصدارات السندات ذات الجودة العالية من خلال إجراء عملية تصفية دقيقة تستند إلى معايير تتعلق بقوة المركز المالي لجهات الإصدار، وماذا كانت هذه الإصدارات قد خضعت لتقييم ائتماني من قبل مؤسسات التقييم من عدمه، يضاف إلى ذلك، تطبق شركة «شعاع لإدارة الأصول» منهجيتها الخاصة بها في تقييم الإصدارات، ومن المتعين كذلك أن تتمتع هذه الإصدارات بمستويات سيولة تداول عالية تتيح إمكانية التخارج منها بسهولة، حيث أن أسواق السندات في المنطقة تواجه مشكلة سيولة في التداول، وتحاول شركة «شعاع لإدارة الأصول» إدارة معدلات السيولة بطريقة تكفل لها التخارج من استثماراتها على نحو فعال وكفؤ.

وخلص نادي برغوتي في تحديده للمعايير المستخدمة في انتقاء إصدارات السندات إلى القول: المعيار المهم في انتقاء إصدارات السندات هو الميزانية العمومية للجهات المصدرة، حيث من المهم بمكان أن تكون الشركة قادرة على تسديد التزاماتها المالية في أوقات الاستحقاق المحددة، فربما تمتلك الشركة تدفقات نقدية تمكنها من الوفاء بالتزاماتها على مدى عامين، ولكنها ربما تخفق في تحصيل موارد مالية على نحو يؤثر سلبا على حساب تدفقاتها النقدية، وبالتالي، فان قوة الميزانية العمومية للشركة هو أحد المعايير المهمة التي يتم الاستناد إليها في انتقاء إصدارات السندات المستهدف الاستثمار فيها، فضلا عن معيار إمكانية تحويل الأصول إلى سيولة نقدية، إلى جانب معيار نسبة الديون إلى صافي الأصول، وهو معيار يستدل منه على حجم الالتزامات المستحقة على الشركة، وتظهر الميزانية العمومية للشركة كل هذه المؤشرات، وبالتالي، ينصب الاعتماد الرئيسي عليها بدلا من الاعتماد على البيانات المالية.

وبناء على هذه المعايير الاحترازية في الاستثمار في إصدارات السندات، أبلت صناديق السندات لشعاع لإدارة الأصول بلاء طيبا خلال النصف الأول من العام الحالي، وشرح نادي برغوتي تلك النتائج الإيجابية بقوله: بلغ متوسط العائد على صناديق السندات حوالي 5%، وهو معدل جيد مقارنة بالعوائد التي تحققها شركات إدارة الأصول الأخرى، وتتميز محافظ السندات المدارة بأنها تضم إصدارات منخفضة المخاطر بشكل كبير، تسهم فيها إصدارات السندات ذات التقييم الائتماني بنسبة تصل إلى 90% من إجمالي الإصدارات.

صناديق الأصول السائلة

ومع انخفاض متوسط العائد على الإيداعات في المصارف إلى حوالي 1% مقابل عائد بلغ منذ عام مضى حوالي 3 %، زاد معدل تدفقات رؤوس الأموال إلى صناديق الاستثمار في الأصول السائلة لشركة شعاع لإدارة الأصول، وتحدث نادي برغوتي عن معالم هذا التطور بقوله: صعدت حصة الاستثمار في صناديق الأصول السائلة من مستوى الصفر إلى حوالي 30% من إجمالي قيمة استثمارات المحفظة، ويحقق الاستثمار في صناديق الأصول السائلة عائدا يصل إلى 3%، ويؤشر صعود حصة الاستثمار في هذه الفئة من الأصول يؤشر على سيطرة الاتجاهات المتشائمة على معنويات السوق، وتراجع شهية المستثمرين إزاء تحمل المخاطر، مقابل، إبداء الحرص المتزايد على الاحتفاظ بالسيولة النقدية.

غلبة النظرة التشاؤمية

وقدر نادي برغوتي أن الاستثمار في أسواق الأسهم يعد المجال الاستثماري الأكثر إحباطا في أوساط المستثمرين مقارنة ببقية فئات الأصول، إذ كان التفاؤل هو السمة الغالبة على معنويات المستثمرين في مطلع العام، ، ولكن التطورات التي شهدتها الأسواق أفضت إلى تحويل التفاؤل إلى إحباط.

ووجه الكثير من المستثمرين استثماراتهم إلى أدوات الدخل الثابت عوضا عن أسواق الأسهم، وذلك على الرغم من ان معدل مكررات الربحية في سوق الإمارات يعد واحدا من أكثر الأسواق انخفاضاً وبالتالي الأكثر جاذبية بالنسبة للمستثمرين حيث وصل السعران الدفتري والسوقي للأسهم إلى حد التعادل، وفي بعض الحالات، يقل السعر السوقي عن السعر الدفتري، كما تراجعت قيمة التداول في أسواق الأسهم بالإمارات منذ بداية العام حتى الآن بنسبة 15%، وهو ربما يكون أفضل بكثير من الأسواق الناشئة.

وخلص نادي برغوتي إلى القول بأنه كان من الصعب أن تحقق صناديق الاستثمار في الأسهم عوائد مجزية في ظل سوق آخذ في التراجع، بعدما هوت في عام 2008 إلى مستويات بالغة التدني، وتعود الأسباب إلى اعتبارات أخرى غير تلك التي أفضت في الماضي إلى انهيار أسواق الأسهم في العالم، وتتعلق أساسا بالنظرة التشاؤمية التي مازالت تهيمن على معنويات المستثمرين، ورغم ذلك، حققت صناديق الأسهم لشركة «شعاع لإدارة الأصول» في العام الماضي عائدا نسبته 20%.

ويظل المعيار الرئيسي في حسابات نتائج الأداء هو التغييرات في قيمة الأصول المدارة، ويتحدث هنا نادي برغوتي بمشاعر الفخر والاعتزاز بقوله: في نهاية العام الماضي، بلغت قيمة الأصول المدارة من قبل الشركة بحوالي 200 مليون دولار، وقد زادت قيمة هذه الأصول بنهاية النصف الأول من العام الجاري لتصل إلى 260 مليون دولار، وهو ما يعني أن الشركة تلقت صافي تدفقات نقدية جديدة خلال النصف الأول قيمتها 60 مليون دولار، وتأتي أغلب تدفقات أموال صناديق «شعاع لإدارة الأصول» من المؤسسات الاستثمارية وليس المستثمرين الأفراد، .

وقد بلغت قيمة الأموال المستردة خلال النصف الأول حوالي 20 مليون دولار، أي أن قيمة الاشتراكات زادت على قيمة الأموال المستردة، فيما كان أداء شركات إدارة الأصول عالميا أن معدل السحب أكبر من معدل الاشتراكات، وتظهر التقارير أن الأموال المستردة من محافظ شركات إدارة الأصول تجاوزت في قيمتها الاشتراكات الجديدة، ولكن أداء محفظتنا كان الأفضل، فنحن شغلنا المرتبة الأولى خلال العامين الماضي والحالي، كما أننا نحتفظ بالتواصل الكامل مع العملاء، من خلال عقد اللقاءات المباشرة وإصدار التعليقات والتحليلات عن أداء السوق.

وهكذا، لم تؤد الأزمات العالمية والإقليمية إلى تغييرات جذرية في تركيبة المحفظة الاستثمارية لشركة شعاع لإدارة الأصول فحسب، بل أفضت كذلك إلى اعتماد منهاجية حذقة وصارمة في انتقاء الأصول، وهو الأمر الذي ربما يمثل الوصفة التي بها تمكنت شعاع لإدارة الأصول من تصويب مسار سفينتها نحو الربحية في بحر تلاطمه الأمواج والأنواء.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة