ملف تركيبة كوكاكولا وبيبسي على طاولة اللجنة الوطنية لسلامة الأغذية في الإمارات

بعثت «جمعية الإمارات لحماية المستهلك»، رسالة عاجلة إلى «اللجنة الوطنية لسلامة الأغذية»، التابعة لوزارة البيئة والمياه، تستفسر فيها عما تردد في وسائل الإعلام، من اضطرار شركتي «بيبسي» و«كوكاكولا» إلى تغيير مكونات تكسب المشروبات الغازية للعلامتين التجاريتين اللون البني الداكن، والتي واجهت الشركتان بموجبها تحذيراً أمريكياً من تلك المادة المكونة من رباعي ميثيلي ميدازول (MEI-4)، التي قد تسبب مرض الإصابة بالسرطان.

وأكد الدكتور جمعة بلال، رئيس مجلس إدارة «جمعية الإمارات لحماية المستهلك»، في تصريح لـ«الرؤية الاقتصادية»، أن الجمعية أرسلت رسالة رسمية لاستطلاع الأمر لدى الجهة الوطنية المختصة، عما إذا كان لإدارة سلامة الأغذية في الإمارات رأي متخصص بالنسبة لشركتي «بيبسي» و«كوكاكولا»، وإمكانية إلزامهما بتغيير المحتويات التي أثارت شكوكاً في الخارج، من أجل سلامة وصحة الإنسان في الإمارات.

وأشار إلى أن الجمعية بانتظار الرد المتخصص من قبل الجهات المعنية في وزارة البيئة والمياه، لا سيما وأن صلاحيات «اللجنة الوطنية لسلامة الأغذية» تحولت من الأمانة العامة للبلديات إلى وزارة البيئة مؤخراً، في حين لم يتسن لـ«الرؤية الاقتصادية» الوقوف على الإجراءات الجديدة المتخذة في هذا الشأن من قبل وزارة البيئة والمياه حتى لحظة كتابة هذا التقرير.

ويأتي ذلك في وقت مضى أسابيع قليلة فقط على إعلان وزارة الاقتصاد في الإمارات قرارها سحب منتجات عبوات المشروبات الغازية التي تنتجها شركتي «بيبسي» و«كوكاكولا» بسعة 300 ملليلتر والتي كانت تباع في أسواق الدولة بسعر 1.5 درهم، وتواجه أشهر شركتين مصنعتين للمشروبات الغازية في العالم اليوم تحدياً من نوع آخر.

من جهته، قال أنطوان طيار، مدير الشؤون العامة والاتصالات في شركة «كوكاكولا» الشرق الأوسط، في تعليق خاص بعث به إلى «الرؤية الاقتصادية» عبر البريد الإلكتروني، أن «لون الكراميل الذي تحتوي عليه منتجاتنا، كان ولايزال وسيكون دائماً، سليماً وآمناً، ولن تغير شركة (كوكاكولا) تركيبة مشروباتها التي تشتهر بها على مستوى العالم»، مضيفاً أن شركته «أجرت على مر السنين، بعض التحديثات على عمليات التصنيع من وقت لآخر، ولكننا لم نغير (التركيبة السرية) لدينا على الإطلاق».

وكانت «بيبسي» و«كوكاكولا» الشركتان الأمريكيتان أعلنتا مؤخراً اضطرارهما إلى تغيير المكونات التي تكسب المشروبات الغازية الشهيرة اللون البني الغامق، وذلك تفادياً لتحذير أمريكي من أن المادة المستخدمة في المشروب، والمتمثلة برباعي ميثيلي ميدازول الكيماوية، فيما يأتي ذلك في أعقاب إعلان السلطات الصحية في ولاية كاليفورنيا الأمريكية نيتها وضع مشروبي «كوكاكولا» و«بيبسي» الغازيين على قائمة المواد الـ 65 المسببة للسرطان.

وحتى تتفادى الشركتان وضع ملصقات تحذيرية على منتجاتها، طلبتا من مورديهما تغيير عملية تصنيع مادة الكراميل لاستبعاد العنصر الذي يمكن أن يسبب ضرراً للمستهلكين، بينما على الرغم من التحذيرات السابقة، أكدت الشركتان، ومعهما اتحاد المشروبات الأمريكية الذي يمثل مصالح شركات المشروبات في الولايات المتحدة، أن التركيبة التقليدية للمشروبات الخفيفة لا تنضوي على أي أضرار صحية.

وحول الإجراءات التي ستتخذها شركته في ما يتعلق بعمليات تصنيع مشروب «كوكاكولا» في الإمارات والشرق الأوسط، قال طيار، «لقد طلبنا من الشركات المصنعة للكراميل تعديل عملية الإنتاج لديها بحيث يتم التقليل من كمية (MEI-4) في مادة الكاراميل».

ونفى طيار أن يكون للتغيير الجديد أية تأثيرات على تركيبة أو طعم المنتج، وبأن هذه التعديلات لن تؤثر إطلاقاً في لون أو طعم مشروبات «كوكاكولا»، مؤكداً في الوقت ذاته أن التزام «كوكاكولا» بمعايير الجودة والسلامة في علاماتها التجارية لايزال على رأس أولويات الشركة.

وأكد مدير الشؤون العامة والاتصالات في شركة «كوكاكولا» الشرق الأوسط، أن شركته «سوف تستمر في الاعتماد على الأدلة والحقائق العلمية الدقيقة لضمان سلامة وأمان منتجاتنا».

ووفقاً لصحيفة «فاينانشال تايمز»، فقد أصدر مركز العلوم في المصلحة العامة المتخصص في دراسات الصحة وسلامة الأغذية في الولايات المتحدة، في وقت سابق من الأسبوع الماضي، حول مشروبات الكولا، التي أسفرت عن وجود مستويات عالية من المواد الكيميائية والمرتبطة بأورام الرئة السرطانية التي ظهرت في فئران للتجارب.

وطالبت المجموعة المذكورة، إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية (إف دي أي)، بحظر ملونات الكراميل التي تحتوي على المادة الكيميائية المشار إليها سابقاً، بحجة أن التلوين يعتبر لأغراض تجميلية بحتة، وبأن «كوكاكولا» و«بيبسي» «تعرضان (حياة) ملايين الأمريكيين ودون مبرر إلى (أخطار) المادة الكيميائية التي تسبب مرض السرطان»، على حد قولها.

وكان مركز شؤون الصحة والسلامة العامة، في الولايات المتحدة الأمريكية، تقدم بمذكرة إلى إدارة الغذاء والدواء، مدعومة بنتائج الأبحاث التي تم التوصل إليها، والتي «تشير جلياً» إلى أن الصبغ الكيماوية التي تستخدم لتلوين المنتجات المختلفة، وعلى رأسها المستخدمة في كبرى شركات المشروبات الغازية، تسبب سرطانات مختلفة.