قال غيث الغيث الرئيس التنفيذي لشركة “فلاي دبي” إن قيمة فاتورة الوقود العام الماضي وصلت إلى 100 مليون درهم وإن هذا الرقم سيتضاعف خلال العام الجاري إذا استمرت أسعار النفط في الارتفاع لفترات طويلة، مشيراً إلى أن الناقلة تدرس خططاً جديدة للتحوط تجاه اسعار النفط . وأوضح الغيث في حوار مع “الخليج” أن “فلاي دبي” حققت نمواً في السعة المقعدية بنسبة 83% في حين أن إيرادات الشركة خلال العام الماضي نمت بنسبة 130%، مشيراً إلى أن الشركة ستتمكن من إطفاء المصاريف التشغيلية والإعلان عن أرباح مع نهاية العام الجاري على الرغم من كل التحديات التي تواجه صناعة النقل الجوي .
وقال الغيث إن ازدحام الاجواء يتطلب جهوداً دولية من قبل دول مجلس التعاون الخليجي وليس فقط على مستوى الإمارات والحلول التي توجدها الجهات المختصة في الدولة هي حلول مؤقتة وتخفف من المشكلة ولا تنهيها وبالتالي يجب أن يكون هناك تعاون دولي لحل هذه المشكلة على غرار التعاون في الأجواء الأوروبية . وفي ما يأتي نص الحوار:
* كيف تقيمون أداء “فلاي دبي” خلال الفترة الماضية؟ وهل مازالت الشركة تسير على النهج الذي نشأت من أجله؟
- خلال العام الماضي حققت “فلاي دبي” نمواً في السعة المقعدية بنسبة 83% في حين أن إيرادات الشركة خلال العام الماضي نمت بنسبة 130% الأمر الذي يثبت أن “فلاي دبي” تسير بالاتجاه الصحيح نحو إطفاء المصاريف التشغيلية وتحقيق أرباح مع نهاية العام الجاري .
وهذا الأداء يعكس ثقة العملاء بفلاي دبي نتيجه السياسة التسعيرية التي تنتهجها الشركة ودقة مواعيدنا وحسن معاملتنا للمسافرين سواء في المطار أو في الطائرة أو حتى الذين يتصلون بنا تكون معاملة حضارية مميزة إضافة إلى أن طائراتنا جديدة ومريحة .
* كيف تنعكس أسعار النفط المرتفعة على النفقات التشغيلية للناقلة؟
- لاشك في أن أسعار النفط تعتبر الفاعل الأكبر في النفقات التشغيلية وتشكل 40% منها حيث وصلت قيمة فاتورة الوقود العام الماضي 100 مليون درهم . وان هذا الرقم سيتضاعف إذا استمرت أسعار النفط في الارتفاع لفترات طويلة خلال العام الجاري .
* هل جرى أي تغير على الموعد المتوقع لإطفاء مصاريف التشغيل والتحول للربحية في ظل التحديات الحالية؟
- على الرغم من كل الظروف والتحديات التي تواجه صناعة النقل الجوي بشكل عام أستطيع أن أجزم أن الشركة ستتمكن من إطفاء المصاريف التشغيلية والإعلان عن ارباح مع نهاية العام الجاري في الوقت الذي تحافظ فيه على خططها التوسعية لتصبح أسرع شركة طيران نمواً تحت التأسيس في العالم وذلك على الرغم من كل التحديات تواجه صناعة النقل الجوي .
* وكيف السبيل لمواجه أسعار النفط المرتفعة وهل هناك توجه نحو اتباع سياسة التحوط؟
- التحوط تجاه أسعار النفط يعتبر إحدى الوسائل التي تتبعها شركات الطيران لتجنب الارتفاع المستمر في أسعار النفط، ولكن سياسة التحوط سلاح ذو حدين يحمي من ارتفاع الأسعار ويؤذي عند تراجعها لذلك فإن الأمر يحتاج إلى دراسة دقيقة واختيار السعر والوقت المناسبين ونحن الآن في “فلاي دبي” بصدد دراسة دقيقة لخطة بشان التحوط تجاه أسعار النفط .
وشركات الطيران تتبع أسلوب رفع ضريبة الوقود على أسعار التذاكر للتخفيف من أثار ارتفاع أسعار الوقود وتحميل المسافر جزءاً من هذه الأعباء .
ولكن “فلاي دبي” تتميز بأن معدل عمر الناقلات لايتجاوز عاماً ونصف العام، الأمر الذي يضع الناقلة ضمن أحدث الأساطيل العالمية وبالتالي تعتبر ضمن الناقلات الأقل استهلاكا للوقود خاصة أن طائراتها تحتوي على أحدث معدات تخفيض استهلاك الوقود .
* هل تتوقع زيادة أسعار تذاكر السفر في ظل ارتفاع أسعار النفط الحالية؟
- لاشك في أن جميع شركات الطيران وصلت إلى طاقتها القصوى من التحمل في ظل الارتفاع المستمر في أسعار النفط لذلك في حال ارتفعت أسعار النفط عن الأسعار الحالية ستلجأ شركات الطيران إلى رفع أسعار التذاكر لأنها لا تستطيع وحدها تحمل كل هذه التكاليف .
وتعمل “فلاي دبي” على مراجعة أسعار تذاكرها بما يتناسب مع المتغيرات التي تطرأ على الأسواق العالمية، بما في ذلك العرض والطلب وارتفاع أسعار الوقود . ولا تستطيع الشركة مع تقلبات السوق أن تتحمل بشكل كامل الارتفاع المتواصل في الأسعار .
* هل تدرسون طلبيات جديدة؟
- إن استمرار الشركة بالتوسع يفرض علينا دراسة خطط لما بعد ،2016 ونحن نفكر في نوعية الطائرات التي يمكن أن نطلبها، خاصة أنه دخل على السوق نوعان من الطائرات ضمن نطاقنا وهي طائرة ايرباص “320 نيو” وطائرة بوينغ “737 ماكس” ونحن ندرس بجدية النوعين خاصة أنها من الطائرات التي تتسم بتخفيض استهلاك الوقود، ومع نهاية العام الجاري ستكون الأمور أكثر وضوحاً بشأن الإعلان عن موعد طلبية جديدة خاصة أن استلام طائرات الطلبية القديمة سينتهي مع نهاية 2016 .
* كيف يؤثر ازدحام الأجواء في دبي في نمو حركة الطيران؟
- على ارض المطار لا يوجد هناك أي مشكلة ومطارات دبي قادرة على استيعاب النمو في حركة الطيران بفضل رؤية ورعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ونظرته المستقبلية .
ولكن هناك مشكلة مهمة جدا في الأجواء وحل هذه المشكلة يتطلب جهوداً جبارة من قبل دول مجلس التعاون الخليجي وليس فقط على مستوى الإمارات، والحلول التي توجدها الجهات المختصة في الدولة هي حلول مؤقتة وتخفف من المشكلة ولا تنهيها، وبالتالي يجب أن يكون هناك تعاون دولي لحل هذه المشكلة على غرار التعاون في الأجواء الأوروبية .
* يلاحظ بعض المسافرين أن هناك تقارباً بين أسعار التذاكر على الطيران التجاري والطيران الاقتصادي . ما رأيك في ذلك؟
- تبقى هناك فوارق سعرية جيدة بين أسعار تذاكر الطيران التجاري والاقتصادي، لكن هناك عدة عوامل تدخل في التسعير منها تاريخ الحجز وآلية الحجز ونحن نحرص على أن تكون أسعارنا في “فلاي دبي” الأقل على مختلف الوجهات التي تطير إليها مقارنة مع شركات طيران أخرى ونقدم عروضاً باستمرار .
وارتفاع الأسعار في موسم الذروة يرجع إلى أن كثيراً من المسافرين يهملون التخطيط للسفر ويقومون بالحجز في أوقات الذروة لذلك تكون الأسعار مرتفعة خاصة أنها تعتمد على معادلة العرض والطلب، ونحن دائماً ندعو المسافرين إلى التخطيط الجيد والحجز المبكر من أجل تخفيف نفقات السفر .
* ولكن حتى لو تم الحجز بشكل مبكر نلاحظ أن أسعار تذاكر السفر على جميع شركات الطيران في اوقات معينة مرتفعة . كيف تفسرون ذلك؟
- تحاول شركات الطيران الاستفادة من بعض المواسم التي تشهد ارتفاعاً في الطلب لتعويض مواسم اخرى تشهد تراجعاً، وعملية الموازنة تحتاج إلى دراسة دقيقة للأسعار على مدار العام والأخذ بالحسبان كل المتغيرات .
* هل تشعر بأن “فلاي دبي” تعاني مشكلات في الحصول على تمويل لطائراتها في ظل أزمة السيولة التي يعيشها العالم؟
- لا يوجد لدينا مشكلة في إيجاد تمويل لطائراتنا ونتفاوض لتمويل 5 طائرات بوينغ 737 بقيمة تصل إلى 47 .1 مليار درهم وهناك تنافس من قبل المؤسسات المالية على تمويل طائرات الشركة لما باتت تتمتع به من سمعة جيدة في الأوساط المالية في ظل الأداء الجيد التي تحققه الناقلة على الرغم من التحديات التي تواجه صناعة النقل الجوي .
* كيف كان تأثير الأحداث الإقليمية في أداء الناقلة؟
- إن فلاي دبي بما تتمتع به من مرونة تمكنت من إدارة طائراتها بناءً على معادلة العرض والطلب، وتمكنت من توزيع طائراتها على الوجهات التي تشهد طلباً مرتفعاً وتخفضها على الوجهات الأقل طلباً . فبعد أن تأثرت الرحلات إلى وجهات الربيع العربي خلال توجهها إلى أسواق جديدة وتحديداً في دول الاتحاد السوفييتي السابق إضافة إلى اننا قمنا بزيادة عدد الوجهات في السعودية، وفتح هذه الأسواق ساعد على مضاعفة الحركة السياحية والتجارية بين هذه البلاد والامارات .
* ما سبب اطلاق قسم الشحن وكيف يتوافق ذلك مع سياسة الطيران الاقتصادي؟
- إن اطلاق خدمة الشحن أمر غير مألوف بالنسبة لناقلة منخفضة التكلفة ولكن المبادرات الجريئة كهذه هي التي تميزنا وتضمن نجاح نهجنا للريادة والرقي بمجال الطيران المنخفض التكلفة، وتسهم في تعزيز مكانة دبي مركزاً لوجستياً .
وتتوقع فلاي دبي أن تنقل 1500 طن من البضائع شهرياً على متن طائرات أسطولها من طراز الجيل الجديد من بوينغ 737-،800 ويتركز الشحن في الطليعة بحسب الطلب على قطع غيار السيارات من دبي إلى بلدان رابطة الدول المستقلة سابقاً، والحرف اليدوية من كاتماندو والفاكهة والخضروات في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي .
* ماذا عن خططكم التوسعية للعام الجاري، وهل هناك نية لدخول أسواق جديدة؟
- تمكنت فلاي دبي من مد شبكة خطوطها التشغيلية إلى 51 محطة في 29 بلداً تغطي جميع دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، شبه القارة الهندية وآسيا وأوروبا الوسطى والشرقية .
وتعتبر أسواق أوروبا الشرقية وإفريقيا أسواقاً خصبة يمكن الاستفادة منها إلى حد بعيد لذلك معظم الوجهات التي تم افتتاحها حديثاً تقع ضمن هذه المنطقة وخاصة في أوروبا الشرقية ونحن نتطلع إلى مزيد من الوجهات في هذه الأسواق .
ونحن ندرس الأسواق بشكل مستمر ونحاول دخول الأسواق التي نعرف أنها ستفيد الشركة، وخلال العام الجاري ستكون هناك محطات جديدة سيعلن عنها في وقتها .
* وماذا عن عدد الوجهات التي تستهدفها “فلاي دبي” حتى 2015؟
- يعتمد عدد الوجهات على نتائج عمليات التفاوض والظروف والمتغيرات التي تشهدها سياسات بعض الدول من حيث فتح الأجواء أو إغلاقها، لكن تطمح الشركة للوصول إلى 70 وجهة وتستهدف جميع الدول المحيطة التي لا تزيد المسافة منها وإليها على 5 ساعات طيران تقريباً .
* ما مدى التزام الشركة بسياسة التوطين؟
- نسعى لتأسيس مركز لتدريب الطيارين خاص بفلاي دبي بهدف رفع نسبة التوطين في هذا المجال ونعتبر توظيف المواطنين في “فلاي دبي” هدفاً واستراتيجية ثابتة للشركة لذلك، وإذا ما توافرت الوظيفة المناسبة للشخص المواطن الذي يمتلك مقومات ومتطلبات الوظيفة سنقوم بتعيينه فوراً ولدينا عدد جيد من المواطنين في مناصب عدة ادارية وتشغيلية في فلاي دبي الأمر الذي يشير إلى مدى التزام الشركة بسياسة التوطين .
محطات في 2011
- زيادة عدد المحطات في دول شرق أوروبا إلى 13 محطة الأمر الذي تسبب في زيادة التدفق السياحي إلى الإمارات وزيادة التبادل التجاري بنسبة 54% في يناير/كانون الثاني الماضي مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي .
- توفر فلاي دبي أكثر من 500 ساعة من المحتوى الترفيهي ويقدم للمسافرين خيار مشاهدة 149 فيلم من أفلام هوليوود وبوليوود والأفلام العربية - أي بزيادة 830% مقارنة بالمحتوى القديم وتمكنت من تعويض هذه التكلفة عبر الرسوم التي تدفع لمشاهدة هذه الافلام .
- زيادة عدد الرحلات إلى السعودية إلى 55 رحلة أسبوعية الأمر الذي مكن الناقلة من استيعاب تأثير أحداث الربيع العربي .
- ارتفاع عدد ناقلات الشركة إلى 22 طائرة تخدم 51 محطة في 29 بلد .
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}