«الوطني» يمول %70 من قيمة العقارات في سوقي لندن وباريس

اكد نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الكويت الوطني عصام جاسم الصقر حرص البنك على تقديم افضل الخدمات المصرفية والمساعدة في تمويل المستثمرين لشراء العقارات في سوقي لندن وباريس بسبب ما يتمتع به السوقان من قوة ومقومات اقتصادية عالية وقوة متزايدة، منوها الى ان فروع البنك في لندن وباريس تواكب الحراك المتزايد على هذا القطاع الجاذب للمستثمرين، وتوفر سلسلة خدمات عقارية متكاملة، وذلك في اطار شبكة فروع البنك المحلية والعالمية الأكبر على المستوى الخليجي والتي تسعى الى تقديم افضل الخدمات لعملائه.

وقال الصقر خلال الندوة التي نظمها البنك امس الاول التي حملت عنوان «أسواق العقار في لندن وباريس: الفرص والتوجهات الاستثمارية الحالية» واستضاف فيها خبيرين من اهم الشركات العقارية الاوروبية وهما رئيس البحوث العقارية في شركة Knight Frank العالمية ليام بيلي ورئيس البحوث في شركة CBRE البريطانية كيفن ماكولي الى جانب مدير عام بنك الكويت الوطني في لندن فوزي الدجاني، ومدير عام بنك الكويت الوطني في باريس بيار أوبا بالاضافة الى جمع غفير من المستثمرين والمهتمين باسواق العقارات الاوروبية، ان أهمية هذه الندوة تتجلى في هذا الوقت الذي يشهد فيه القطاع العقاري في سوقي لندن وباريس ارتفاعاً متزايدا في الاقبال على الاستثمار والشراء بعد الانتعاش الذي شهدته هذه الاسواق عقب الازمة المالية العالمية الاخيرة، الامر الذي يعزز حرص البنك الوطني على تقديم ما تحتاجه الشرائح المختلفة من عملائه وتحديداً من يهتم في الاستثمار في القطاع العقاري.


الخدمات العقارية

ومن جانبه، استعرض فوزي الدجاني خدمات البنك الوطني العقارية المتكاملة التي يقدمها من خلال شبكة فروعه الخارجية في العواصم العالمية وتحديدا في لندن وباريس باعتبار هذين السوقين الأوروبيين اليوم يشهدان انتعاشاً لافتا من حيث الاقبال على الاستثمار العقاري بشقيه السكني والتجاري، مشيرا الى ما حققه الوطني من نتائج لافتة في هذين السوقين اللذين يشهدان اقبالا سنويا متزايداً من قبل عملاء البنك باعتبار هذا القطاع ملاذاً آمناً للاستثمار.

واضاف الدجاني ان «الوطني» يراعي في الخدمات العقارية التي يقدمها ما يحتاجه عملاؤه ويحرص على توفيرها بالمرونة المطلوبة في الاجراءات والسرعة في تقديم الطلبات ودراستها والموافقة المسبقة عليها من الكويت بالاضافة الى الكثير من التسهيلات المغرية تبدأ بالاستشارة وتنتهي بتسليم مفتاح العقار.

وتطرق الدجاني الى المميزات التنافسية لخدمات البنك الوطني العقارية التي تشمل تمويلا يصل الى %70 من قيمة العقار فضلا عن خدمة ما بعد الشراء للعملاء الراغبين في بيع عقاراتهم، والتعاون مع كبرى الشركات الاوروبية في مجال العقار لتقديم افضل العروض المتوفرة واحدثها.


لندن بالصدارة

ومن ناحية اخرى، توقع رئيس البحوث العقارية في شركة Knight Frank ليام بيلي ان ترتفع الاسعار في العقار اللندني خلال 2012 بواقع %5، وان توالي ارتفاعها لتصل الى %20 بحلول عام 2016.

وأظهر بيلي ان أسعار العقارات السكنية الفخمة في لندن شهدت ارتفاعاً متواصلاً منذ الربع الأول للعام 2009 بلغ %40، تليها باريس بنسبة %20.

وقال بيلي ان الافراد ذوي الملاءة المالية المرتفعة يعطون اولية للعقار الفاخر في لندن لتوجيه استثماراتهم مقارنة مع العواصم الاستراتيجية العقارية الاخرى، متوقعاً ان تستمر ثقة هذه الشريحة من المستثمرين في لندن خلال السنوات المقبلة.

ولاحظ ان %54 من هذه الشريحة تعتمد الثقة في الاستقرار السياسي كاحد ابرز عوامل الجذب للاستثمار العقاري، مضيفا ان منطقة الشرق الاوسط تستحوذ على %12 من الطلب على العقارات الباريسية وتتقاسم اوروبا وروسيا الصدارة على الطلب بنسبة 38 و%20 على التوالي.


فجوة كبيرة

وقال بيلي ان ثمة فجوة كبيرة بين العرض والطلب على العقار السكني في لندن في مقابل المعروض، مبيناً ان الطلب ارتفع بحوالي %43، وعزا هذا الانتعاش الذي يشهده العقار السكني لعدة عوامل منها الاستقرار والأمان بالاضافة الى توافر السيولة وتدفق الاستثمارات، قائلا ان الطلب سيبقى متفوقاً على العرض خلال الفترة المقبلة، بناء على العدد المتوافر حالياً من الوحدات السكنية والبالغ 43 الف وحدة قيد الانشاء في مقابل توفر حوالي 214 الف رخصة سكنية وذلك الى جانب النمو السكاني، مما يعزز الهوة الحاصلة لصالح الطلب في مقابل المعروض في العقار السكني اللندني.

وبالنسبة للطلب على العقار في مواقع استراتيجية وسط لندن، فاعطى بيلي مثالاً عن ارتفاع الاسعار خلال الاعوام الماضية حيث ارتفع سعر الوحدة السكنية الفاخرة في منطقة كهولاند بارك الاستراتيجية في لندن من 16 مليون استرليني في العام 2008 الى 22 مليون استرليني في العام الماضي.


أسباب الانتعاش

والى جانب ارتفاع الطلب على العقار السكني، أرجع بيلي انتعاش هذا النوع من العقارات الى اسباب اخرى منها زيادة الطلب في لندن سنوياً من قبل الطلبة الأجانب المسجلين في الجامعات البريطانية، الأمر الذي بدوره يؤدي الى زيادة في الطلب على العقارات السكنية، ملاحظاً ارتفاعا بنسبة %31 في عدد الطلبة المسجلين في بريطانيا خلال العامين الماضين.

وقال ان ثمة مؤشراً اضافيا لانتعاش العقار السكني يتثمل في ارتفاع الطلب على شراء مسكن ثان بنسبة بلغت %30 وذلك في ظل ما يشهده القطاع العقاري في وسط لندن من تطوير مطرد.


العقار التجاري

وتنسجم مؤشرات بيلي مع المؤشرات التي كشفها رئيس البحوث في شركة CBRE البريطانية كيفن ماكولي في عرضه حول اتجاهات الطلب على العقار التجاري في لندن وباريس.

واعتبر ماكولي ان لندن تمتلك عناصر قوة للاحتفاظ بهذه الصدارة خاصة وانها تتفوق باجمالي ناتجها المحلي على الناتج الاجمالي لبريطانيا.

ورأى ماكولي ان سوقي لندن وباريس يتصدران الاسواق الاوروبية من حيث توافر السيولة، اذ تستحوذ لندن لوحدها على %13.3 من سيولة سوق العقار الاستثماري في أوروبا ثم تأتي باريس التي تستحوذ على نسبة %9.7 منها.

وفي استعراضه للفرص الاستثمارية والطلب على العقار التجاري في لندن وباريس، تحدث ماكولي عن مدى قوة مركز لندن المالي عالمياً مؤكداً ان العاصمة البريطانية ستحتفظ مستقبلا بصدارتها من حيث متانة مركزها المالي عالمياً متفوقة على عواصم استراتيجية اخرى كنيويورك وهونغ كونغ، واستدل على ذلك من التراجع المتواصل في الشواغر العقارية التجارية في لندن منذ العام 2008 وحتى الآن.


الاستثمارات الخارجية

ورأى ماكولي ان حجم الاستثمارات في العقار الاستثماري الأوروبي من خارج اوروبا بلغ 19 مليار يورو خلال العام 2011، استحوذت لندن على 5.8 مليارات يورو منها، أي ما يشكل ثلت الاستثمارات الأجنبية في اوروبا، وبهذا تتصدر لندن من حيث حجم الاستثمارات القادمة من خارج اوروبا، تليها باريس في المركز الثاني بـ1.1 مليار يورو.

هذا وتشغل الاستثمارات القادمة من الشرق الأوسط نسبة %2.5 من حجم هذه الاستثمارات بقيمة 3 مليارات يورو.

وفيما يتعلق بالتحديات الاقتصادية الراهنة التي تواجهها منطقة اليورو وتأثير الانتخابات الفرنسية التي حصلت أخيرا، رأى ماكولي ان اسعار العقارات في باريس ستشهد استقراراً في العام 2012 لينتهي الى القول ان نظرتنا المستقبلية ترصد اهتماما عالميا متزايدا بالعاصمة الفرنسية بالاضافة الى ان الطلب الخارجي سيتفوق على المعروض العقاري وكما ستبقى مؤشرات الامان مستقرة فيها خلال الفترة المقبلة، وذلك نظرا لموقعها العالمي الجاذب للمستثمرين اسوة بالسياح.