قال مسؤولون تنفيذيون لرويترز إن نقص العملة الأجنبية في السودان والفارق الكبير بين سعر الصرف الرسمي والفعلي يعطلان مشتريات المعدات ومدفوعات شركات الاتصالات مما يضر بقطاع حيوي في الاقتصاد الذي يواجه صعوبات عديدة.
ويفرض ارتفاع الضرائب وتزايد المنافسة تحديات كذلك على شركات الاتصالات الثلاث الرئيسية التي تتصارع على السوق التي مازالت تحمل فرصا كبيرة.
وفقد السودان ثلاثة ارباع انتاجه النفطي عندما أصبح جنوب السودان دولة مستقلة في يوليو تموز الماضي وكان النفط هو المصدر الرئيسي لإيرادات الدولة والعملة الأجنبية.
وزاد ذلك من أهمية قطاع الاتصالات للاقتصاد ككل وأصبح يمثل الآن 12 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي وفقا لبيانات شركة زين السودان أكبر شركة اتصالات في البلاد وهي وحدة تابعة لشركة زين الكويتية.
لكن الشركات تواجه صعوبات في شراء العملة الصعبة من الحكومة.
وقال الفاتح عروة رئيس زين السودان "توفير العملة الصعبة يمثل مشكلة كبيرة لشركات الاتصالات لأننا نعتمد على خدمات ومعدات مستوردة."
وقال إن زين أخرت في بعض الاحيان مدفوعات لموردين أجانب لكنهم ظلوا يوردون في المواعيد المتفق عليها. ومن أبرز الموردين لزين اريكسون وهواوي.
وواجهت سوداتل المملوكة للدولة مشكلات مماثلة.
وقال محمد ناصر مدير سوداتل لشؤون مبيعات الشركات إن المعدات "تأتي أساسا من اسيا... هناك قيود على استخدام وتحويل الدولار. نحن نتحدث عن شركات صينية مثل هواوي في الأساس. (امداداتها) يمكن أن تتأخر .. إذا كانت تحتاج لشهر من قبل فقد تستغرق شهرين الآن."
ويعد نقص الدولار مؤشرا على تزايد الضغوط على الجنيه السوداني.
وفي الشهر الماضي سمحت الحكومة للمتعاملين المرخص لهم بتداول الجنيه السوداني بسعر منخفض عند نحو خمسة جنيهات للدولار وذلك بالمقارنة مع السعر الرسمي البالغ 2.7 جنيه للدولار والسعر في السوق السوداء البالغ نحو 5.4 مليون دولار والسعر في البنوك التجارية البالغ 4.9 جنيه للدولار.
وقال عروة "لا نتعامل مع السوق السوداء.. نتعامل مع بنوك وندفع علاوة سعرية... إنه سعر أقل قليلا من سعر السوق الموازية (السوداء). السعر الرسمي كما هو."
وارتفعت إيرادات زين السودان بالعملة المحلية بنسبة تسعة بالمئة لكنها انخفضت بنسبة خمسة بالمئة بالدولار ومنع القانون السوداني الشركة الأم من تحويل الأرباح إلى الكويت منذ عدة سنوات.
واثرت هذه المشكلات فضلا عن المنافسة القوية بين زين السودان وسوداتل وام.تي.ان سودان وهي وحدة تابعة لشركة ام.تي.ان في جنوب افريقيا على أداء القطاع. وانخفض متوسط إيرادات زين السودان عن كل مستخدم إلى النصف في الفترة من 2008 إلى 2011 ليبلغ ثمانية دولارات.
ويزيد ارتفاع الضرائب العبء على الشركات. وفي ديسمبر كانون الأول زاد السودان ضرائب المبيعات على شركات الاتصالات إلى 30 بالمئة من 20 بالمئة وضرائب الارباح إلى 30 بالمئة من 15 بالمئة.
لكن السوق مازالت تملك فرصا كبيرة إذا ما هدأت المشكلات الاقتصادية في السودان وجنوب السودان.
وتبلغ نسبة انتشار الهاتف المحمول في السودان 67 بالمئة وفقا لوايرلس اينتليجنس.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}