أكد مدير عام شركة رأس الخيمة لصناعة الإسمنت الأبيض والمواد الإنشائية فاهم عبد الله يوسف أن جميع التحسينات والتطورات والتوسعات التي شهدتها مصانع الشركة الثلاثة تمت خلال الفترة من 2006 لغاية 2010، أي أنها استمرت خلال سنوات الأزمة الاقتصادية العالمية،مشيراً إلى أنه تم استثمارأكثر من 400 مليون درهم في تلك التوسعات،كلهابتمويل ذاتي من الشركة دون اللجوء لتمويل مصرفي.
حيث تم استثمار 100 مليون درهم في تطوير الإسمنت الأبيض وأكثر من 250 مليون درهم في مصنع النورة، و 50 مليون درهم في مصنع الطوب، وكان ذلك ضرورياً للحصول على النتائج الإيجابية الحالية للشركة.
وقال يوسف في حوار مع "البيان الاقتصادي": بينما كانت كل الشركات خلال سنوات الأزمةمتأثرة سلبياً في إنتاجها وأرباحها فقد كانت شركة رأس الخيمة لصناعة الإسمنت الأبيض تحقق زيادة في الإنتاج وزيادة في الأرباح بلغت 20%.
وأضاف أن الشركة قامت خلال السنوات الأخيرة بالشروع في العديد من المشاريع التوسعية في المصانع الثلاثةالتابعة لها، لرفع الطاقة الإنتاجية نظراً لزيادة الطلب على منتجاتها. وأشار إلى وجود خطة لمضاعفة إنتاج الشركة بنهاية عام 2013 لافتاً إلى أن الإنتاج الحالي يكفي احتياجات الدولة بالكامل. وإلى تفاصيل الحوار:
ثلاثة مصانع
* ما هو حجم شركة رأس الخيمة لصناعة الإسمنت الأبيض والمواد الإنشائية؟
تتكون الشركة من ثلاثة مصانع تنتج (الإسمنت الأبيض، والجير، والطابوق) وانشئت بمرسوم أميري عام 1982 ووضع حجر الأساس 1983، وكانت بداية الإنتاج عام 1985، وبالنسبة لإنتاج شركة نورة رأس الخيمة ينقسم إلى قسمين رئيسيين: الأول للجير الحي ويخدم مجالات صناعة الحديد والصلب - صناعة البتروكيماويات - صناعة الأسمدة - صناعة الألمنيوم - المناجم وصناعة التعدين (ذهب، نحاس، الخ)- أعمال البناء والإنشاءات، والثاني للجير المطفأ ويخدم مجالات صناعة الأصباغ - معالجة المياه - مواد البناء -الصناعات الغذائية، كما أن هناك مصنع الطابوق الذي أعيد تشغيله وتطويره.
دواعي إنشاء الشركة
* ما هي دواعي إنشاء الشركة؟
جاءت فكرة إنتاج الأسمنت الأبيض بسبب الرؤية الاستراتيجية للمغفور له الشيخ صقر بن محمد القاسمي حاكم رأس الخيمة في ذلك الوقت، لاستغلال خيرات رأس الخيمة الطبيعية في الصناعة، حيث تمتاز رأس الخيمة بوجود الجبال المتكونة من الحجر الجيري الذي يمثل 80% من المكونات الأولية لإنتاج الإسمنت، أما عن اختيار مصنع خاص بإنتاج الإسمنت الأبيض فيرجع ذلك لأن الطلب كان موجوداً، وتوقع تزايده خلال السنوات اللاحقة، لاستخدامه في الديكور الخارجي للمنازل.
حيث تستخدمه البيوت العربية التي تمتاز بالديكور التراثي والتاريخي، ولا يمكن تشكيل هذا الديكور إلا باستخدام الإسمنت الأبيض لسهولة تشكيله وتلوينه، وكان المصنع في وقتها هو الأول ومازال الوحيد في الدولة، وذلك بسبب قلة استخدام الإسمنت الأبيض مقارنة بالرمادي، فاستخدام الإسمنت الأبيض مقارنة بالرمادي لا يتجاوز 2%، لذلك فالطلب على الإسمنت الأبيض قليل في كل العالم، وإنتاج المصنع يغطي كل احتياجات الدولة ورغم ذلك فهذا الرقم لا يتجاوز 20% من إنتاج الشركة، أما الباقي فيتم تصديره للخارج، أي ما يصل إلى 80%.
زيادة الطاقة الإنتاجية
*ما هي مسيرة التطور الصناعي وزيادة الطاقة الإنتاجية للشركة؟
تحقيقاً لرؤية وتطلعات صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي الهادفة إلى مواكبة التطور الصناعي والاقتصادي للدولة وإرساء قاعدة صناعية قوية في إمارة رأس الخيمة.
وبناء على توجهات مجلس الإدارة برئاسة الشيخ أحمد بن حميد القاسمي بدأت الشركة بالشروع في العديد من المشاريع التوسعية في الشركات التابعة لها خلال السنوات الأخيرة، لرفع الطاقة الإنتاجية نظراً لزيادة الطلب على المنتجات، وذلك بتكلفة بلغت 330 مليون درهم، وبتمويل ذاتي من الشركة دون اللجوء لتمويل مصرفي، حيث جرى تطوير أحد الأفران لإنتاج الكلنكر الأبيض في مصنع الإسمنت الأبيض ليرفع الطاقة الإنتاجية اليومية من 500 طن متري إلى 750 طناً مترياً، وبدأ تشغيله فعلياً في الربع الثاني من العام 2010.
وبالنسبة لمشاريع مصنع شركة نورة رأس الخيمة التابعة للشركة، فقد تم تركيب خط إنتاج جديد بطاقة إنتاجية يومية تبلغ 600 طن متري، أي أكثر من ضعف الإنتاج، ويعتبر هذا الخط من أكبر وأجود الخطوط في العالم وبنته شركة ميرز السويسرية، وتصل الطاقة الإنتاجية إلى ألف طن متري يومي من الجير الحي والمطفأ، ما رفع الإنتاج السنوي من 140 ألفاً إلى 340 ألف طن متري مع تشغيل الخط الجديد في بداية الربع الأخير من العام 2010.
أما عن المصنع الثالث للشركة والذي كان يدعى سابقاً بمصنع الطابوق الجيري والمسمى حالياً بمصنع الطابوق الحديث، فقد تمت إعادة افتتاحه عام 2005 بعد أن كان مغلقاً لفترة طويلة، وتم تركيب خط جديد حديث ذي تقنية عالية لإنتاج الطوب الإسمنتي بجميع المقاسات والأحجام وكذلك إنتاج "الانترلوك" بعدة أشكال وألوان لتلبية متطلبات واحتياجات السوق وبطاقة إنتاجية تصل إلى 20 مليون طابوقة سنوياً، كما تم التعاقد على تركيب خط جديد لإنتاج الحواف الإسمنتية "الكربستون" بعدة مقاسات، باستثمارات بلغت 40 مليون درهم وبدأ الإنتاج بعدها بستة أشهر وتم بيع جميع الإنتاج.
نمو في سنوات الأزمة
*كيف تعاملتم مع الأزمة الاقتصادية العالمية وهل أثرت على الخطط الجديدة؟
التطورات التي قامت بها الشركة ساهمت في حماية أرباح الشركة، بل إن جميع التحسينات والتطورات التي شهدتها مصانع الشركة تمت خلال الفترة من 2006 لغاية 2010، أي في بداية وخلال الأزمة الاقتصادية العالمية، لذلك في الأزمة كل الشركات كانت متأثرة في إنتاجها وأرباحها بينما شركة رأس الخيمة لصناعة الإسمنت الأبيض والمواد الإنشائية كانت تحقق زيادة في الإنتاج وزيادة في الأرباح بلغت 20%، حيث استثمرنا 100 مليون درهم في تطوير الإسمنت الأبيض وأكثر من 250 مليوناً في مصنع النورة، وفي مصنع الطوب 50 مليوناً، أي أكثر من 400 مليون درهم، وكانت هذه الاستثمارات ضرورية للحصول على هذه النتائج الإيجابية في الشركة.
خطة لمضاعفة الإنتاج
*ما هي مشاريعكم الجديدة لتطوير مصانع الشركة؟
مشاريع التطوير في الشركة قائمة وبقوة وتحمل آفاقاً كبيرة، فمنذ ستة أشهر أخذنا خطوتين لتطوير فرنين لرفع الإنتاج من 450 إلى 900 ألف طن يومياً، وسينتهي العمل في الربع الأخير من السنة المقبلة 2013، وذلك حسب فكرة تخفيض استهلاك الطاقة نفسها التي قامت بها الشركة سابقاً، لتكون الطاقة الإنتاجية في مصنع الإسمنت الأبيض بجميع أفرانه 850 ألف طن كلنكر، وهناك خطة لتركيب فرن في النورة قيد الدراسة، وبالنسبة لمصنع الطابوق فقد أخذنا قراراً باستثمار خط ثانٍ ومضاعفة الإنتاج وذلك باستثمار 25 مليون درهم، وهو جاهز حالياً للتشغيل.
حماية البيئة والتوطين
* ما هي جهود المصنع في مجال حماية البيئة والتوطين؟
على صعيد جهود الشركة في تحقيق أفضل المعايير البيئية المطبقة في مصانع الإسمنت العالمية فقد تم إنجاز بناء مخازن كبرى لتخزين الإسمنت والكلنكر، وجار كذلك بناء مخازن إضافية للمواد الخام، ومن المتوقع الانتهاء منها قريباً، بالإضافة إلى الانتهاء من رصف وتعبيد 90 % من المساحات والطرق الداخلية والخارجية لمصانع الشركة، وذلك للحد من تطاير الغبار الرملي السطحي، مع رصف وتجميل الطرق بالمسطحات الخضراء، كما ارتفعت نسبة التوطين بالشركة إلى 16 % في إطار حرص الشركة على تحقيق أعلى نسب التوطين.
شركة تربح عندما يخسر الآخرون
على عكس معظم الشركات استطاعت شركة رأس الخيمة لصناعة الإسمنت الأبيض حماية نفسها من تأثيرات الأزمة المالية العالمية، لا بل إنها حققت أرباحاً وتطوراً في بداية وخلال الأزمة الاقتصادية العالمية، إذ كانت تحقق زيادة في الإنتاج وزيادة في الأرباح بلغت 20%، وهو ما شجع الإدارة على استثمار 100 مليون درهم في تطوير الإسمنت الأبيض وأكثر من 250 مليوناً في مصنع النورة، و 50 مليون درهم في مصنع الطوب، أي أكثر من 400 مليون درهم، وكانت هذه الاستثمارات ضرورية للحصول على هذه النتائج الإيجابية في الشركة.
ولم تمنع الأزمة وتكاليفها من اهتمام الشركة بالنواحي البيئية وإفرادها مساحة كبيرة لها رغم ما تحمله من تكاليف إضافية، كما اهتمت الشركة من منطلق حرصها الوطني بموضوع التوطين والذي بلغت نسبته 16 % وهي من أكبر النسب.
ولم تكتف الشركة بدورها المحلي ولكنها أضافت له بعداً عربياً، وذلك بربط أصحاب الخبرات العربية والعالمية بعضهم ببعض في ملتقى عالمي ينشد الجودة للجميع، عبر "الاتحاد العربي للإسمنت" الذي يسهم في تسويق فائض المصانع العربية على المستوى العربي أو العالمي.
تصدير إلى كل القارات
أكد فاهم عبدالله يوسف مدير عام شركة أسمنت رأس الخيمة لصناعة الأسمنت الأبيض أن الشركة هي الوحيدة في الإمارات المختصة بإنتاج الإسمنت الأبيض، لذلك يوزع 35 % من إنتاجها محلياً، أما الباقي فيتم تصديره إلى قارات العالم كلها، وخاصة دول الخليج، وتحتل السعودية المرتبة الأولى حيث تستهلك 35% من الإنتاج، ثم الكويت 10%، وعمان 5%، وقطر 5%، ويليها دول في باقي القارات ومنهاالهند، وبالنسبة لمصنع نورة فسوقه الأول هو الهند، بالإضافة للتسويق المحلي، ومصنع الطابوق الحديث يسوق إنتاجه بالكامل داخل الدولة مع وجود خطط لفتح أسواق جديدة في الخارج.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}