أنهت “اتصالات” و”دو” الامور التجارية والتسويات المالية المتعلقة بشأن خدمات فتح الشبكات الأرضية وتبادل مشغلي خدمات الهواتف المتحركة والمعروفة بخدمة التحول بالرقم . وقال أحمد عبدالكريم جلفار، الرئيس التنفيذي لمجموعة “اتصالات”، إن المشغلين قد أتمّا مراحل الاستعدادات الفنية والقانونية كافة للمشروعين في انتظار تحديد موعد نهائي لإطلاق الخدمات تجارياً في السوق المحلي .
وأضاف جلفار في لقاء مع “الخليج” أن الفائض النقدي الذي تتمتع به الشركة حالياً والذي يتجاوز 7 مليارات درهم ستستند إليه الشركة في استكمال تطوير بنيتها التحتية، سواء على صعيد استكمال مشروع الألياف الضوئية أو بدء تطبيق مراحل جديدة من خدمات الجيل الرابع .
وتابع أن المجموعة أيضاً تدرس كافة الأسواق الخارجية للوقوف على فرص التوسع والاستحواذ الخارجي الملائمة، وهناك الكثير من الأسواق الموضوعة تحت الدراسة ومنها الأسواق العربية وشمال إفريقيا، مفيداً أن الشركة ستواصل تطوير شبكاتها في الأسواق الدولية التي تعمل بها من خلال الاستثمار في الكابلات الضوئية وشبكات الجيل الثالث والرابع في مناطق الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا . وفي ما يأتي نص الحوار:
* في البداية، ما أهم ملامح خطة العمل للمؤسسة خلال الفترة المقبلة؟
- سيشهد العام المقبل تنوع خطوات وأنشطة “اتصالات” على محاور عدة منها تطوير قطاع الهواتف المتحركة، حيث سنسعى لتوفير أكبر قدر من الخدمات المستحدثة لقطاع الهواتف المتحركة .
وتمثل الحقبة التالية من “البرودباند” على الهاتف المتحرك، في مجملها فصلاً جديداً في حاضر ومستقبل قطاع الاتصالات، ووفقاً للتقرير الذي أصدرته لجنة “البرودباند” في الاتحاد الدولي للاتصالات في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، فإن 119 دولة وضعت لنفسها سياسات وطنية أو خططاً في مجال “البرودباند”، الأمر الذي من شأنه أن يفتح الباب على مصراعيه للولوج إلى مصادر التعليم والصحة والدفع الإلكتروني .
وسينصب تركيزنا الأساسي على الاستدامة والاستثمار على المدى الطويل والمحافظة على الإنفاق بالاتجاه الإيجابي ذي المردود العالي الذي يركز على تحسين تغطية الشبكة واستكمال شبكة الجيل الرابع التي أنجزنا المرحلة الأولى منها، ولاشك أن تلك التطويرات ستسعى المجموعة لنقلها إلى الأسواق الخارجية التي تعمل فيها، وذلك من خلال الاستثمار في الكابلات الضوئية وشبكات الجيل الثالث والرابع في مناطق الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا، وكذلك من خلال توفير الدعم لخدمات الرعاية الصحية والتعاملات المالية عبر الهاتف المتحرك في المجتمعات الناشئة .
وسنواصل خطواتنا لتطوير البحث العلمي والابتكار ضمن مسؤوليتنا الاجتماعية وإطلاق العنان لقدرات الإبداع والريادة، من خلال الإنترنت وقطاع تقنية المعلومات والاتصالات في الأسواق التي نعمل فيها، وتتوزع مسؤوليتنا بشكل متساو بين المجتمعات ونظرائنا من المشغلين وقطاع الاتصالات الدولي .
* وما أهم الخطوات التي ستنجزها “اتصالات” في تلك المرحلة لاستكمال تطوير بنيتها التحتية؟
- اليوم أصبحت دولة الإمارات واحدة من أكثر دول العالم توفيراً لخدمات الاتصال بكابلات الألياف الضوئية للمنازل، حيث مدت “اتصالات” أكثر من 3 ملايين كيلومتر في أنحاء الدولة كافة، وقد أدى ذلك إلى أن وصول نسبة انتشار الألياف الضوئية إلى المنازل إلى 70%، في حين أن انتشار النطاق العريض على مستوى الدولة وصل إلى 100% .
ولاشك أن ذلك يلقي بمسؤولية كبيرة على عاتق “اتصالات” لاستكمال إنجاز المشروع والعمل على تطوير الاستفادة من تلك الشبكة، كما أن الشركة ستنتهج خطة مزدوجة لدمج الخدمات والعمل على تحديث التقنيات المتقدمة، مثل كابلات الألياف الضوئية للمنازل وشبكات الجيل الرابع للاستفادة من فائض الطلب في السوق نتيجة التنافسية بين شركات الأعمال، والسعي لتلبية متطلبات الأفراد وتطلعاتهم وارتفاع نسبة اشتراك العملاء في خدمات شبكة “ال اي تي” .
ومع انشغال معظم المشغلين في تطوير خدماتهم لتقديم سرعات أكبر للاتصال بالإنترنت، نجد أن “اتصالات” تستفيد من شبكاتها وشراكاتها الدولية لتقدم للمشتركين خدمات تطور أسلوب حياتهم، وستدعم تلك الخدمات المبتكرة استراتيجية “اتصالات” في تقديم حلول مبتكرة تعمل على تطوير المجتمعات وتدفع عجلة النمو الاقتصادي والتطور الاجتماعي فيها .
* ما الجوانب التي يمكن أن تشهد نمواً وتسعون للتركيز عليها في الأسواق الناشئة؟
- من أهم مصادر النمو في الأسواق الناشئة هو استهلاك البيانات على الهاتف المتحرك، وبما أنه لدينا شبكة الجيل الثالث في معظم أسواقنا الدولية فإننا نتوقع نمواً كبيراً في استخدام خدمات البيانات في هذه الأسواق في المستقبل القريب .
وأظهرت دراسة حديثة لشركة “بيراميد” للأبحاث أن عائدات الهاتف المتحرك في الأسواق المتقدمة تزداد بمعدل 1% فقط في العام ويرتفع هذا المعدل إلى 10% في الأسواق الناشئة، لذا فإن النمو المتوقع كبير جداً .
وأشارت الدراسة السابقة أيضاً إلى أن حركة البيانات باستخدام الهواتف المتحركة ازدادت بمعدل 100% في العام، وهي أكثر بكثير من نسبة 13% في العام الناتجة عن حركة المكالمات الصوتية على الهاتف المتحرك.
وبحسب المؤشرات ستشكل البيانات على الهاتف المتحرك 36% من إجمالي عائدات الهاتف المتحرك في عام ،2012 في حين كانت 21% فقط في عام 2008 .
كما أن “اتصالات” ملتزمة بتحسين ظروف المعيشة ودفع عجلة التطور الاجتماعي والنمو الاقتصادي في المجتمعات التي تعمل فيها، والربط السلس والفعال بين أنشطتها لدعم هذا الاتجاه ذلك من خلال توفير الدعم لخدمات الرعاية الصحية، إضافة إلى زيادة نسب انتشار وتنوع خدمات التعاملات المالية والخدمات الإلكترونية عبر الهاتف المتحرك في تلك المجتمعات الناشئة .
* تتمتع “اتصالات” برصيد نقدي بلغ 2 .7 مليار درهم، هل ستوجهون هذا الفائض من أجل استحواذات خارجية جديدة؟
- في الوقت الراهن، أن تتمتع شركات الاتصالات بسيولة نقدية كبيرة أفضل لها من أن تقع تحت وطأة ديون ضخمة، وبعد الأزمة العالمية ونحن نترقب فرصاً استثمارية جيدة، وخلال الثمانية عشر شهراً المقبلة، سنبحث عن الفرص الجديدة لنستفيد من الجيد منها، وتتمتع “اتصالات” بمكانة جيدة في السوق بالنظر إلى أدائها في أسواقها الخمسة عشر .
ويتطلب قطاع الاتصالات الكثير من الإنفاق الرأسمالي والاستدامة والاستثمار الطويل المدى، وقد يفرز السوق العالمي فرصاً جديدة للاندماج والاستحواذ خلال العامين المقبلين، ونحن جاهزون للاستفادة من هذه الفرص والبناء عليها، لأنها تمثل أفضل قيمة عندما تصبح جاهزة وبشكل مدروس وحذر بما يوافق مصلحة المساهمين .
* هل سينعكس ذلك الحذر بسياسة انكماشية على الصعيد الخارجي خلال الفترة المقبلة؟
- نتطلع دائماً إلى الاستثمار بحكمة لضمان أعلى عائد للمستثمرين، وهذا ما أقدمنا عليه من خلال بيع 775 مليون سهم، أي ما يعادل 1 .9% من حصتنا في شركة “بي تي إكس إل أكسياتا” في إندونيسيا، حيث تركز استراتيجية المجموعة على عملياتها الأساسية لتتمكن من تقديم أوسع فائدة للمساهمين وأكبر عائد لاتصالات، ولاشك أن كثيراً من الأسواق موضوعة على قائمة الدراسة ومنها العديد من الاسواق العربية وشمال إفريقيا .
وتحافظ إدارة “اتصالات” على التزامها كمستثمر مسؤول تجاه المساهمين فيها، وتعمل من جهة أخرى على تدشين خدمات مبتكرة للمشتركين معها في أسواقها الدولية .
ويبقى تركيز المجموعة الأساسي على الاستدامة والاستثمار على المدى الطويل والمحافظة على الإنفاق الرأسمالي بالاتجاه الإيجابي، والذي يركز على تحسين تغطية الشبكة ونشر شبكات الجيل التالي، إلى جانب دراسة الفرص الجديدة في الأسواق والاستفادة من الجيد منها، سواء بالاندماج أو الاستحواذ، وبما يعود بالفائدة على المساهمين في “اتصالات” والمشتركين معها .
* كيف ترون تطور قطاع الاتصالات وقدرتكم على استيعاب المنافسة خلال الفترة المقبلة؟
- تستند توقعات نمو سوق الاتصالات المحلي إلى عوامل عدة، وهي تحسن مستويات خدمة العملاء، إضافة إلى التركيز على استقطابهم من خلال خدمة البيانات سواء عبر الاتصالات المتحركة أو خدمات الانترنت الثابتة أو المتحركة، كما أن النمو الذي يشهده الاقتصاد بشكل عام ينعكس بآثار إيجابية على سوق الاتصالات والتكنولوجيا ولاسيما مع اتساع رقعة العملاء القادمين إلى الدولة وزيادة طاقة السوق المحلي . ولاشك أن فرص النمو وتضاعف العوائد لتنوع الخدمات كفيلان برفع اداء مشغلي الاتصالات بالدولة على الرغم من التنافسية، وتحافظ “اتصالات” في ظل ذلك على حصتها في السوق مع التوقعات بمواصلة نمو السوق .
وتسجل “اتصالات” على هذا الصعيد نمواً ملحوظاً مع ارتفاع إيرادات بعض الخدمات التي تنفرد بتقديمها كخدمة الألياف الضوئية بشكل ملحوظ مقارنة بعوائد عدد من الخدمات الأخرى، كما أن قطاع الأعمال بدأ أيضاً يدعم نمو قطاع الاتصالات، خاصة مع ارتفاع معدلات استخدامه لخدمات الاتصالات، وهو ما يصب أيضاً في نمو أداء اتصالات بشكل خاص مع استقطابها لأكبر شريحة من قطاع الأعمال والشركات، في ظل تنامي الحلول والتكنولوجيا المقدمة لهذا القطاع .
* هل تم إقرار تعديلات قانون تحويل مؤسسة “اتصالات” إلى شركة مساهمة عامة؟
- لم يتم بعد إقرار أي تعديلات على قانون المؤسسة لتحويلها إلى شركة مساهمة عامة، وقد أبدت المؤسسة رأيها بالموضوع للحكومة، حيث سيساعد تحويل “اتصالات” إلى شركة مساهمة عامة على انتهاج سياسات تقوم على إيجاد إطار جديد للحوكمة، ويستند في مجمله إلى أسلوب جديد لإدارة الشركة، وأن القانون حال إقراره سيؤدي إلى دخول سيولة جديدة إلى سوق الأسهم .
* هل تمت تسوية الأمور التجارية مع المشغل الآخر بشأن فتح الشبكات الأرضية، وماذا تم بشأن خدمات التحول بالرقم بين مشتركي الهواتف المتحركة؟
- أستطيع القول إننا في “اتصالات” جاهزون فنياً بشأن فتح الشبكات الأرضية وخدمات التحول بالرقم بين مشتركي الهواتف المتحركة، وقد وصل الاتفاق على الأمور التجارية بين المشغلين في القطاع إلى مراحله النهائية .
والمتابع للمشروعين منذ الإعلان عنهما سيجد أن الفترة المتعلقة بالتحضيرات لبدء الربط بين الشبكات استغرقت مدة طويلة، إلا أن ذلك كان ضرورياً للتأكد من الأمور الفنية اللازمة، ولاسيما لخطة فتح الشبكات الأرضية وكسر الاحتكار الجغرافي لخدمات الاتصالات الأرضية التي تعد من أولى التجارب من نوعها على مستوى العالم، والتي احتاجت مراحل متلاحقة للتأكد من أن جميع الأمور الفنية مكتملة، وهو ما تم بنجاح في الوقت الراهن، وتسعى كل الأطراف المسؤولة لتوفير الخدمات بمعايير عالية الجودة عند طرحها تجارياً في السوق المحلي .
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}